ضيوف الرحمن يبدأون غدًا مغادرة منى ومكة المكرمة..

السديس: إخواننا المستضعفون فى فلسطين يعانون الحصار والدمار والتنكيل

ضيوف الرحمن خلال أداء مناسك الحج
ضيوف الرحمن خلال أداء مناسك الحج

يغادر حجاج بيت الله الحرام المتعجلون بعد زوال شمس غد مشعر منى بعد أن وفقهم الله تعالى لأداء الفريضة.

والواجب على الحاج المتعجل فى هذا اليوم رمى الجمرات الثلاث ويكبر مع كل حصاة، ومن السنة الوقوف بعد رمى الجمرة الصغرى والوسطى مستقبلًا القبلة رافعًا يديه يدعو الله تعالى بما يشاء من الذكر والدعاء لنفسه ولأهله وللمسلمين، وعليه أن يتجنب المزاحمة والمضايقة لحجاج بيت الله الحرام وألا يؤذيهم ويشوش عليهم، أما الجمرة الأولى وهى جمرة العقبة الكبرى فلا يقف عندها ولا يدعو بعدها.

وعلى المتعجل فى يومين أن يرمى الجمرات الثلاث فى اليوم الثانى عشر بسبع حصوات ويكبر مع كل حصاة قائلًا الله أكبر، ثم يغادر مِنَى على الفور قبل غروب الشمس، وفى حالة غروبها وهو ما زال فى مِنَى يجب عليه البقاء للمبيت فى منى ليلة الثالث عشر، ويرمى الجمرات الثلاث فى اليوم الثالث عشر بسبع حصيات لكل جمرة ويكبر مع كل حصاة وإذا تهيأ للخروج ولم يتمكن لظروف الزحام أو بطء حركة المرور عند ذلك يستمر فى سيره متعجلًا ولا يلزمه المبيت بمِنَى لكونه قد تهيأ للمغادرة متعجلًا.

اقرأ أيضًا | لحظات البهجة ..«ليلة القدر» مع الملائكة في عيد الأضحى

بعد رمى الجمرات فى آخر أيام الحج، يتوجه الحاج صوب المسجد الحرام فى مكة المكرمة للطواف حول البيت العتيق، بعد أن أكملت قوافل الحجاج أداء مناسكها بأركانها وواجباتها وفرائضها، وبذلك يكون طواف الوداع آخر أعمال الحج وآخر العهد بالبيت العتيق امتثالًا لقوله صلى الله عليه وسلم «لا ينفرن أحدكم حتى يكون آخر عهده بالبيت».

وطواف الوداع آخر واجبات الحج التى ينبغى على الحاج أن يؤديها قبيل سفره مباشرة عائدًا إلى بلده او متجها الى المدينة المنورة، ولا يُعفى من طواف الوداع إلا الحائض والنفساء.

وأدى ضيوف الرحمن طواف الإفاضة فى المسجد الحرام أمس أول أيام ‫عيد الأضحى المبارك، ومن المُتوقع أن يبدأ بعض الحجاج العودة إلى أوطانهم من غد كأول طلائع عودة ضيوف الرحمن عبر شركات الطيران.

وقد أدى أمس المصلون صلاة عيد الأضحى المبارك بالمسجد الحرام وسط أجواء روحانية وإيمانية.

وأَمَّ المصلين الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس الذى أوصى خير وصِيَّةٍ تُسْدَى على الدَّوام، تقوى المَلِك العَلاَّم: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾.

وأوضح أن من الشّعَائر العُظمَى، والطَّاعات الكُبرى التى يُتَقَرَّبُ بها إلى المولى عزّ وجلَّ فى هذا اليوم الأنْوَر، ويَسْتوِى فيها الحُجاج وغيرهم من المسلمين شَعِيرَة النَّحْر؛ للحجُاج نحر الهَدْي، ولغيرهم ذَبْحُ الأضاحِي، وهذه الشعيرة الجليلة فيها مِن الأجر العَمِيم، والاقتِدَاء بِخلِيل الله إبراهيم، ونَبِينا محمَّد الكريم، عليهما أفضل الصّلاةِ وأزكى التَّسليم.

وخاطب الدكتور السديس حجاج بيت الله الحرام قائلًا: لقد جاء هذا الدين بأعظم القِيَم الإنسانية المُنِيفَة، والأخلاق الوَرِيفَة، مُرشِدًا العالم إلى القِيَم المُزْهرة، والمكارم الوضيئة المبهرة، أهمها على الإطلاق، وأعلاها باتفاق؛ توحيد رب العالمين، فهو أساس دعوة الرسل أجمعين.

وقال: تَنْعمون فى هذا اليوم السعيد المبارك فى نفحات الابتهاج والسّرور، والألفة والحبور، والتزاور والاغتباط، والأُنْس والنَّشاط، وذلك فضل الله عليكم ورحمته، ولكن لا يَحْمِلُنا ذلك على تناسى مَآسى إخواننا المستضعفين، وأحِبَّتنا المكلومين، فى فلسطين، وأكناف المسجد الأقصى؛ حَيْث يُعَانون الحِصَار والدَّمَار، والتشريد والتقتيل، والطغيان والتنكيل. ولا نشكو إلا لله أوصابنا، فَسُود النوائب لطالما أسفرت عن نَيْلِ الأمانى والرغائب، والخطب الجَلَلْ بَرِيدٌ لأزكى الأمل بإذن الله عز وجل ﴿وَلا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾، فيا أحِبَّتنا بحبل الله فاستعصِموا، وبالعزيز القدير استنصِروا، تُنْصَروا وتسْتبصِرُوا، وأبشروا وأمِّلُوا: ﴿أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ﴾.

وينتهى غدًا موسم الحج للمتعجلين، حيث سيبدأون العودة إلى بلادهم بعد أداء مناسك الحج لهذا العام.
ومن جهتها تابعت بعثة الحج المصرية أحوال جميع الحجاج المصريين وعددهم نحو 60 ألف حاج من خلال التنسيق المستمر ما بين الـ 3 جهات المنظمة لحصة مصر من تأشيرات الحج وهى وزارات السياحة التى تنظم الحج السياحى والداخلية التى تنظم حج القرعة والتضامن الاجتماعى التى تنظم حج الجمعيات الأهلية.

وأكدت سامية سامى رئيس بعثة الحج السياحى رئيس الإدارة المركزية لشركات السياحة بوزارة السياحة والآثار، أن أحمد عيسى وزير السياحة والآثار تابع على مدار أمس الأول عملية تفويج حجاج السياحة من مشعر عرفات إلى المزدلفة وقت غروب شمس يوم وقفة عرفات، مشيرا إلى نجاح خطة تحرك الأتوبيسات المقلة لحجاج السياحة وقت النفرة.

وأضافت أن لجان الوزارة الموجودة بمخيمات حجاج السياحة الـ 9 تتابع عن كثب عمليات تقديم خدمات الإعاشة للحجاج بمخيمات مِنى، لافتة إلى أن فرق الخدمات الميدانية بالمخيمات فى تواصل على مدار مع بعثة الحج السياحى لإبلاغهم بكافة أحوال الحجاج المصريين.

وأشارت إلى أنه بداية من يوم الخميس المقبل سيبدأ الموسم الثانى من برامج الحج، حيث سينتقل نحو 17 ألفًا و600 حاج أقاموا بمكة المكرمة قبل أداء مناسك الحج، إلى المدينة المنورة ليقضوا بها بضعة أيام قبل أن يعودوا إلى أرض الوطن، فيما سيقيمم نحو 7618 حاجًا فى فنادق مكة المكرمة بضعة أيام قبل عودتهم لمصر وكانوا قد أقاموا بالمدينة قبل أداء مناسك الحج.

وأشارت إلى أن لجان بعثة الحج السياحى المتواجدة حاليًا بمشعر مِنى ستعود منه غدًا بعد انتهاء مناسك الحج لتعود من جديد إلى مهامها السابقة، حيث ستعود لجان المطارات للتواجد بمطارى جدة والمدينة المنورة وذلك استعدادًا لبدء رحلات عودة الحجاج إلى أرض الوطن والتى ستبدأ يوم الخميس المقبل سواء لحجاج الطيران أو حجاج المستوى البرى، مشيرة إلى أن اللجان المسئولة عن تسكين الحجاج بفنادق مكة المكرمة والمدينة المنورة ستعود لعملها من جديد.

وأشارت إلى أن عدد حجاج السياحة لهذا العام بلغ 25 ألفًا و322 حاجًا، بلغت نسبة الإناث بينهم نحو 57%، واشارت إلى أن كافة حجاج السياحة المتواجدين حاليًا بالمملكة العربية السعودية بخير وهناك متابعة مستمرة من قبل بعثة الحج السياحى للاطمئنان عليهم.

ومن جهته أكد أسامة عمارة المدير التنفيذى لغرفة شركات السياحة التابعة للاتحاد المصرى للغرف السياحية، أن الغرفة أنشأت مجموعة على « الواتس آب» لشركات السياحة المنظمة لبرامج الحج السياحى لهذا العام، وذلك لتلقى أية شكاوى أو طلبات من الشركات وإرسالها إلى بعثة الحج السياحى بالمملكة العربية السعودية وذلك للتدخل لحلها على الفور .