تعد مدينة غزة، بأزقتها القديمة ومعالمها الأثرية، من أقدم المدن التاريخية في العالم، حيث تمتاز بتاريخها العريق وثقافتها المتنوعة، من بين هذه المعالم، يبرز قصر الباشا في البلدة القديمة، والذي كان رمزًا للحضارة والعلم، إذ ضم في طياته متحفًا ومدرسة للبنات، ليجمع بين الماضي العريق والحاضر الطموح، ولكن في خضم الحرب، لم تسلم هذه الكنوز التاريخية من الدمار، حيث تعرض القصر للقصف الإسرائيلي مستخدمًا القنابل الأمريكية، مما أدى إلى تدميره وانتهاء دوره التاريخي والتعليمي.
يعود قصر الباشا الذي تاريخه إلى الحقبة المملوكية، كان يعتبر من أهم المعالم الأثرية في قطاع غزة، بني هذا القصر في القرن الثالث عشر، وامتاز بطابعه المعماري الفريد الذي يجسد فنون العمارة الإسلامية في تلك الحقبة، عبر القرون، شهد القصر العديد من التغييرات واستخدم لأغراض مختلفة، حتى أصبح في العصر الحديث متحفًا يضم العديد من القطع الأثرية المهمة، بالإضافة إلى مدرسة للبنات، مما جعله مركزًا ثقافيًا وتعليميًا هامًا في البلدة القديمة.
لكن الحرب الأخيرة على غزة لم تفرق بين البشر والحجر، حيث استهدفت القوات الإسرائيلية العديد من المواقع الأثرية والدينية في القطاع، متجاهلة كل القوانين الدولية التي تحمي التراث الإنساني.
اقرأ أيضا| «بنى حسن» قرية القصور الفارهة
ضمن هذا السياق، تعرض قصر الباشا للقصف العنيف، مما أدى إلى تدميره بشكل كبير وفقدان جزء مهم من التراث الثقافي للمدينة، لم يكن قصر الباشا الوحيد الذي تعرض للدمار، فقد تم تدمير 204 موقع تراثي وأثري في غزة، منها 195 مبنى تاريخي و9 مواقع تراثية أخرى، بما في ذلك الكنيسة البيزنطية.
