شارع الصحافة

إسلام عفيفى
إسلام عفيفى

عندما قرر الأخوان مصطفى وعلى أمين أن يصنعا تجربتهما الخاصة اختارا هذا الشارع فى قلب القاهرة بالقرب من أول مطبعة شهدتها مصر، وفى واحد من أعرق أحيائها حى بولاق، وعلى مسافة خطوات من القاهرة الخديوية بطرازها المعمارى الفريد. 

وظلت «الأخبار» منذ تأسيسها مؤسسة تعمل وفق قواعد مهنية صنعتها على غرار الصحف العالمية تحتفى بالقصص الإنسانية لتتصدر صفحاتها، تميل لرشاقة العنوان وجاذبيته وتشتبك مع الواقع لإصلاحه وتصويبه، وتواكب كل ما هو جديد من أفكار ورؤى، يسافر أبناؤها لكل بقاع العالم لتغطية الأحداث الكبرى وتقديم الانفرادات والسبق، سفيرًا للقارئ المصرى والعربى. ولعل أرشيف الصور لدينا هو أحد كنوزنا الثمينة التى نفخر بامتلاكها سجلاً شاهدًا على ما جرى على مدار72 عامًا فقد صدرت «الأخبار» بعد سبع سنوات من إصدار «أخبار اليوم»، انحازت للناس فكانت صوتهم العاقل والرشيد بمعطيات العصر تحديثًا وتطويرًا فى الرؤى والمحتوى، تكتشف المواهب وتقدم نجومًا لبلاط صاحبة الجلالة، وتبقى الأخبار بمبانيها العريقة رمزًا لشارع بل عنوانًا لهذه المهنة وتبتكر المبادرات المجتمعية «ليلة القدر» والاحتفال بـ« عيد الأم» و« أسبوع الشفاء».

وها نحن أبناء هذه المدرسة العريقة نقف اليوم فى مفترق طرق للحفاظ على الإرث واستثماره أمناء على ما تسلمناه، مدركين قيمة وعراقة ما نمتلكه ليكون لنا حافزًا ونحن نضع خطط تطوير مؤسسية ومهنية نواكب بها العصر ومتغيراته والتطور التكنولوجى وضروراته واستثمار الأصول وتحدياته لتوظيف ذلك كله لخدمة القارئ والمهنة والمؤسسة والعاملين فيها، بل والوطن. 

ولا يخفى على أحد من أبناء أخبار اليوم حجم التحديات التى نواجهها الآن لتطوير مهنتنا والارتقاء بمؤسستنا وتعظيم الموارد وحسن استغلالها لتعود علينا جميعًا بالخير، ويظل تكاتفنا جميعًا فى جبهة واحدة هو الملاذ الآمن وحائط الصد فى مواجهة الظروف الراهنة، لدينا أحلام وطموحات كبيرة لن تتحقق إلا بأسرة أخبار إليوم متحدين «عمالاً وإداريين وصحفيين» شبابًا ورموزًا كبيرة نحترمها ونقدرها.. «أخبار اليوم» لنا جميعًا ولكل المخلصين من أبنائها.