رؤية

محمد ياسين يكتب: شرخ الهضبة

محمد ياسين
محمد ياسين

■ بقلم: محمد ياسين

انتشر فيديو لعمرو دياب، وهو يصفع أحد معجبيه، حاول التقاط صورة «سيلفي» معه، فى إحدى حفلات الزفاف التى أحياها المغنى الستينى قبل أيام.

لن أشرح ما حدث ووثقه مقطع فيديو نال شهرة وانتشارا واسعا حتى أصبح التريند الأول على مواقع التواصل الاجتماعي، وأصبح الفيديو معول الهدم الذى أحدث شرخا فى «الهضبة».

سقطات عمرو كثيرة، مرة ضرب مهندس الصوت على ظهره وطرده من إحدى الحفلات أمام الجمهور، وأخرى عندما سب سائقه ونعته بكلمة نابية وهو يبحث عنه.

المعجبون هم رصيد الفنان الذى يفنى عمره فى إرضائهم، والجمهور هو من يصنع الفنان ولكن عندما يتكبر الفنان ويأخذ أكبر من حجمه ويتملكه الغرور فمن حقه أن يفعل أكثر من ذلك، طالما لم يجد له رادعًا عن كل أفعالة تلك.

نشر الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعى مقطع فيديو لميسى وهو يحاول المرور بين الجماهير العاشقة له، وما أدراك ما ميسى وشعبيته الجارفة حول العالم، قام المعجبون بإمساكه من رأسه وجذبه من جسده فى محاولة للاقتراب منه، وكان واضحًا على وجه ميسى عدم الارتياح من الموقف، لكنه رغم ذلك مضى فى طريقه بين المشجعين مبتسمًا ولم يغضب من محاولاتهم الإمساك برأسه.

كان تصرف ميسى متحضرًا مقارنة بالهضبة الذى حاول المعجب جذبه من «بدلته»، بينما ميسى حاول الجمهور أن يأخذ قطعة من «خدوده» على سبيل التذكار! 

الفارق بين ميسى ودياب هو التواضع، واحد يحترم جمهوره ويقدّره، وآخر يحقر من جمهوره ويصفعه على وجهه، ويشتم سائقه، ويطرد مهندس الصوت.

المشكلة تكمن فى أن ميسى بالطبع لا يدرك حجم شهرته، بينما عمرو دياب يظن أنه فوق الجميع، وبإمكانه فعل ما يشاء لمجرد أنه عمرو دياب.