«أسماء».. النجارة الشاطرة

«أسماء».. النجارة الشاطرة
«أسماء».. النجارة الشاطرة

«مفيش شغل رجالى و شغل حريمي.. فى احتياجات لازم نوفرها بالحلال»، بتلك العبارة لخصت أسماء مجاهد نظرتها إلى الحياة، والعمل، والزواج، بعد أن أصبحت أشهر نجارة فى منطقة عابدين.

بدأت قصة أسماء مع النجارة حين اتخذت قرارها بالنزول إلى الورشة لمساعدة زوجها على المعيشة، وتمكنت من التوفيق بين البيت والعمل مثل أى سيدة مصرية تفهم فى فن إدارة الوقت.. عملت فى تنجيد ودهان الموبيليا بعد أن شجعها زوجها الذى تصفه بـ «الأسطى بتاعي»، مؤكدة أن كل من عارضها فى البداية، تراجع عن موقفه وشجعها بقوة لتكمل طريقها.


تقول أسماء: بمرور الوقت تعرفت على «العدة» وأتقنت العمل، وبدأ زوجى يثق فى شغلى حتى اعتمد علىّ فى إنجاز الكثير من الأعمال المهمة.
«كانت الورشة فى الماضى عبارة عن معرض فى منطقة عابدين، نشترى الموبيليا القديمة ونقوم بإصلاحها وتجديدها، لنتمكن من بيعها والكسب منها، وبعد أن تأكد العملاء أننا نقوم بعمل جيد، بدأوا يأتون بأثاثهم المتهالك لنصلحه لهم، وما تميزنا به هو إعادة تدوير المنتج، وتحويله إلى قطع أخرى بهيئة وشكل مختلفين».


« بعد فترة تمكنا من شراء معدات كبيرة جعلتنا قادرين على تصنيع الأثاث، فلم يعد الأمر يقتصر على التصليح فقط، وكنت أشعر بالفرح عندما يحضر الزبون قطعة متهالكة، ويمر أمامها بعد تصليحها دون أن يعلم أنها قطعته وينظر إليها بدهشة وإعجاب شديدين».. «فى البداية كان الوضع غريباً على أصحاب المحلات المجاورة، خاصة أننا نعمل فى منطقة شعبية بالسيدة زينب إلا أنهم أصبحوا بعد مرور السنين يعاملوننى كأى صنايعى «زيى زيهم»، وكان هناك الكثير من المارة يسألوننى دائما «انت بتعملى إيه هنا»؟.. ذات مرة وقفت سيدة منتقبة تسألنى عما أفعله فقلت لها بشتغل نجارة فانبهرت وطلبت منى أن أعلمها ولكنها للأسف لم تستمر».


وتستطرد: «عملى فى المهنة كان مريحاً للسيدات، وأكثر زبائنى من النساء فنحن نفهم بعضنا أسرع، وعندما يطلبوننى لإصلاح أى شيء فى المنزل وهن بمفردهن كنت أذهب وحدى حتى لا يشعرن بالحرج بسبب دخول رجل غريب للمنزل».


وتضيف: « بالتأكيد مهنة النجارة صعبة على أى سيدة، ولكننى منذ صغرى تربيت مع إخوتى الشباب وكان أبى يضعنى فى المواقف الصعبة، ولهذا السبب تعودت على مواجهة الحياة بقوة».. حصلت أسماء على دبلوم صنايع، وعمرها حاليا 37 سنة، تعلمت النجارة منذ 11 عاماً وكانت أحيانا تظل فى الورشة ليلا ونهارا حتى تنتهى من عملها، ولم تندم مطلقا على اتخاذها هذا القرار، واختتمت أنها ستعلم ابنتها أى شيء تحبه أياً كان المجال لكى تستطيع أن تحقق نفسها فيه.