أصل الحكاية| الموسيقى لعبت دورًا حيويًا في حياة المصريين القدماء

"الموسيقيون في مصر القديمة
"الموسيقيون في مصر القديمة

كانت الموسيقى جزءًا لا يتجزأ من حياة المصريين القدماء، حيث لعبت دورًا حيويًا في الطقوس الدينية والاحتفالات الملكية وحتى في الحياة اليومية، امتدت أهمية الموسيقى إلى كافة جوانب المجتمع المصري القديم، مما أضفى على الموسيقيين مكانة خاصة كفناني الزمن الخالدين، كما أكده الباحث الآثري الدكتور حسين دقيل المتخصص في الآثار اليونانية الرومانية.

في مصر القديمة، كانت الموسيقى تعبيرًا ثقافيًا واجتماعيًا ذا أهمية كبيرة. اعتمد المصريون على الموسيقى في مختلف المناسبات، بدءًا من الاحتفالات الدينية في المعابد وحتى الأفراح والمناسبات الشخصية. كانت الآلات الموسيقية مثل الهارب، العود، الناي، والطبول شائعة الاستخدام، وكل منها يحمل دلالات خاصة به تتناسب مع المناسبة التي يُستخدم فيها.

عرف المصريون القدماء أنواعًا مختلفة من الموسيقى، تتراوح بين الموسيقى الدينية والجنائزية إلى الموسيقى الاحتفالية والترفيهية. وفي الطقوس الدينية، كانت الموسيقى تستخدم لإضفاء جو من القداسة والرهبة، حيث كان الكهنة والموسيقيون يؤدون ألحانًا وأغانٍ مخصصة للآلهة. أما في الاحتفالات الملكية، فقد كانت الموسيقى تُستخدم لإبراز عظمة الملك وفرح الشعب.

يحتل الموسيقيون في مصر القديمة مكانة مرموقة، إذ كانوا يُعتبرون جزءًا من النخبة الثقافية. يتمتع الموسيقيون المحترفون بتدريب مكثف وتعليم خاص، مما جعلهم يحظون باحترام كبير. كان البعض منهم يتمتع بمكانة مقربة من الملك والنبلاء، حيث يُشاركون في المراسم الملكية ويُقدّمون عروضهم في القصور والمعابد.

تُظهر النقوش والرسوم الجدارية في المعابد والمقابر تفاصيل مهمة عن حياة الموسيقيين وأدواتهم. إحدى أشهر تلك الأدلة هي نقوش مقبرة "نخت"، والتي تصوّر موسيقيين يعزفون على آلاتهم وسط احتفالات ورقصات تعبيرية، مما يعكس مدى اندماج الموسيقى في الحياة اليومية والدينية للمصريين القدماء.

تستمر أهمية الموسيقى في مصر القديمة حتى اليوم، حيث لا تزال تُدرس وتُستكشف كجزء من التراث الثقافي العريق. تعكس الموسيقى المصرية القديمة ليس فقط ترفيهًا بل أيضًا ثقافة عميقة ومعرفة موسيقية متطورة، مما يجعل الموسيقيين في مصر القديمة فنانين خالدين تركوا بصمة لا تُمحى في تاريخ الفن والموسيقى.

لذلك تعرض "بوابة أخبار اليوم" عن نموذج خشبي عمره 4000 عام يعكس حياة الموسيقيين في مصر القديمة، كما أكده الباحث الآثري الدكتور حسين دقيل المتخصص في الآثار اليونانية الرومانية.

** نموذج خشبي عمره 4000 عام يعكس حياة الموسيقيين في مصر القديمة

أشار الدكتور "عقيل" ، الي أن داخل مقبرة بمنطقة سقارة بالجيزة، تم العثور على نموذج خشبي يعود عمره إلى نحو 4 آلاف عام، حيث يرجع إلى عصر الدولة الوسطى خلال الفترة ما بين 2050 - 1710 قبل الميلاد. 

هذا النموذج الرائع يصور عدداً من الموسيقيين والمغنيين والمغنيات الذين يؤدون الأناشيد الترفيهية لسيدهم، صاحب القبر، الجالس أمامهم على كرسي، بجوار السيد (المتوفى)، تظهر امرأة تجلس على كرسي عند قدميه، كما يظهر رجل وامرأة يجلسان على جانبي الكرسي المحمول عليه، يعزفان على القيثارة. 

وأضاف د. دقيل ، أن أمام الكرسي، يمكن رؤية سلتين وصندوقين، وثلاث نسوة يصفقن على إيقاع الموسيقى. جميع الشخصيات في هذا المشهد الرائع يرتدون شعراً مستعاراً.

كان الهدف من وضع مثل هذا النموذج داخل مقبرة المتوفى هو أن يتمكن هؤلاء الموسيقيون والمغنون من الترفيه عن المتوفى في الآخرة، وفقاً لعقيدتهم. 

يمكن الآن مشاهدة هذا النموذج في المتحف المصري بالقاهرة، حيث يعرض كدليل على الحياة اليومية والممارسات الدينية في مصر القديمة.