«وهيبة .. الهروب الأخير» رواية متميزة ترصد تاريخ مصر على مدى 75 عاما

جانب من المناقشة
جانب من المناقشة

على مدى ثلاث ساعات، أقيمت مساء الإثنين 10 يونية ندوة موسعة لمناقشة رواية الدكتور طارق الزيات التي تحمل عنوان: "وهيبة .. الهروب الأخير".

شارك في المناقشة الناقد الأدبي الدكتور أحمد فرحات، والشاعر الإعلامي السيد حسن، والقاصة إنجي الحسيني، وأدارتها الناقدة الدكتورة شيماء عمارة، كما حضرها عدد كبير من الأدباء والمثقفين والمفكرين ومحبي الأدب ومتذوقيه.

بدأت الندوة بافتتاحية من الروائي طارق الزيات تحدث فيها عن منهجه في التعامل مع الكتابة الروائية، وكيف أنه يحرص على أن تكون له طريقته الخاصة في الكتابة، حتى لو لم تتفق مع بعض المعايير النقدية الأكاديمية، وأنه يصر على أن تصل رؤيته الفلسفية العميقة ورؤيته للمجتمع في لغة بسيطة دون إغراق في التعقيد أو الغموض أو المستويات البلاغية المعتمدة على الحسنات البلاغية والتي يمكن أن تحول دون وصول الرؤية إلى القارئ المستهدف.

 

ثم قدم الدكتور أحمد فرحات رؤيته النقدية التي أكد فيها أن الدكتور طارق الزيات يقدم في هذه الرواية عملا روائيا جديدا من رواية الأجيال، وهي الرواية التي كتبها من قبل عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين في "شجرة البؤس"، ونجيب محفوظ في ثلاثيته الشهيرة، ورضوى عاشور وغيرهم جميعا، وأن هذه الرواية "وهيبة" تتناول ثلاثة أجيال مصرية تبدأ ب “جيلان" و"أحمد الهندي" وتصل في النهاية إلى "مريم" التي تبحث عن إثبات ملكية الأسرة للمبنى الذي كانت تمتلكه،

 

وأكد أن الدكتور "طارق الزيات" اعتمد على فكرة الراوي العليم، وأنه كلما تقارب صوت الراوي مع صوت المؤلف كانت اللهجة أعلى، وأنه كلما اقترب صوت الراوي من الشخصيات كان الطرح الفني أكثر عمقا وإتقانا وإحكاما، وأكد أن الرواية تمثل إضافة حقيقية مهمة للرصيد الروائي العربي.

 

بعدها قدم الشاعر السيد حسن قراءته النقدية حول الرواية، وفيها أكد أن شخصية "وهيبة" سوف تدخل إلى التراث الروائي العربي باعتبارها نمطا مميزا للشخصيات الروائية، جنبا إلى جنب مع شخصية مثل "السيد أحمد عبد الجواد" في الثلاثية أو شخصية "فاطمة تعلبة" في رواية "الوتد" لـ "خيري شلبي" أو غيرها من الشخصيات التي احتلت مكانها في التراث الروائي العربي الحديث،

 

 وأن الروائية تستعرض حياة أبطالها على مدى اثنتين وسبعين سنة بدءا من عام 1908 و1980، وهي فترة طويلة ومهمة في حياة مصر شهدت الكثير والكثير من الأحداث الوطنية والسياسية والتاريخية التي مثلت ظهيرا وطنيا وتاريخيا بدءا من إرهاصات الحرب العالمية الأولى وصولا إلى انتصارات أكتوبر عام 1973 ،

ولفت الانتباه إلى أن الشخصية المصرية التي تلقي بملامحها على كل الوافدين إليها إلى حد أن شخصية "وهيبة" التي ولدت لأب هندي جاء إلى مصر ووقع في غرامها، ولأم تركية، كانت أكثر مصرية من أي مصري آخر ولد لأب مصري وأم مصرية، وجدين مصريين، وأكد الشاعر السيد حسن أن الرواية تستحق مكانا متميزا ومكانة متميزة على خريطة الرواية العربية.

 

ثم قدمت الروائية إنجي الحسيني قراءتها النقدية، وأكدت أن الرواية عمل أدبي مهم، وأن الدكتور طارق الزيات له أسلوب خاص من بين الإسراف في استخدام الحوار بصورة كبيرة، إلى حد أن بعض أجزاء الحوار كان يمكن الاستغناء عنها دون الإخلال بمضمون الرواية أو بنائها.

 

كما أشارت إلى أن بعض الشخصيات رسمت بعناية فائقة، وبعض الشخصيات كانت تتمنى أن تحظى بعناية أكبر مثل شخصية "أنيسة" التي كانت شخصية شديدة الإيجابية، وكان من المفيد أن تحظى باهتمام أكبر، وجددت التأكيد أن رواية "وهيبة ... الهروب الأخير" رواية متميزة، وأن ملاحظاتها حول الحوار لا تقلل من قيمة الرواية أو تميزها.

 

بعد ذلك توالت مداخلات الحاضرين، الذين أجمعوا على تميز الرواية وإتقانها ومكانتها المهمة في الرواية المعاصرة.