محرر الحوادث .. يحاور دجالًا بعد خداعه بوجود مقبرة أسفل بيته

صورة تعبرية
صورة تعبرية

قنا‭: ‬أبو‭ ‬المعارف‭ ‬الحفناوي

البحث عن الثراء السريع، يدفع الباحث عنه، لتنفيذ أوامر الدجالين، أيا كانت نوعها، حتى وإن كانت الأوامر هي القتل، وربما لأقرب الناس؛ فالدجال يوهم الباحث عن الآثار، بأن فتح «اللقية» او المقبرة مرصود على قتل طفل، أو ربما طيور أو حيوانات وإن كان هذا نادر الحدوث فدائما نجد الأطفال في مثل هذه الوقائع هم المقصودين، حتى يعم الثراء على الجميع حسب مزاعم الدجال، فتسيل الدماء على أعتاب «اللقية»، أو المقبرة في مشاهد قاسية، خاصة المتمثلة في قتل الأبرياء من الأطفال، لفك طلاسم الكنز، ظنًا من الدجال بأن قتل الطفل وتقديمه كقربان، هو البديل عن الجن الذي يحرس الكنز.

يستخدم الدجالون أساليب محرمة ومجرمة قانونًا، من أجل إيهام من يبحثون عن الثراء السريع، بالتنقيب عن الآثار، فهم يزعمون أنهم قادرون على استخراج الكنز المدفون على خلاف الحقيقة، فيبدأون في اغراء الناس، بأساليب وهمية من أجل كسب المال بطريقة غير شرعية.

وبعد نجاح الدجال في إقناع الباحثين عن الآثار،  يبدأ في طلب المال منهم، وتزداد مطالب الدجالين يوما بعد يوم، حتى يفشلوا في استخراج الكنز، فيحاولون بعدها الهرب، وليت هؤلا الباحثين عن الثراء السريع بسرقة الآثار توقفوا عن جرائمهم وهي التنقيب عن الآثار وإنما زادوها بقتل أطفال أبرياء بزعم العثور على القطع الأثرية، والأبشع انهم أحيانا يضحون بفلذات أكبادهم.

فالتنقيب عن الآثار في مجمله لا يجوز إلا تحت الإشراف المباشر لهيئة الآثار المصرية عن طريق علماء الآثار والفنيين المتخصصين، ويكون ذلك وفقًا للشروط والضوابط الخاصة بهذا الأمر، وما عدا ذلك فإنه يُعدُّ جريمة يعاقب عليها القانون. ع

«مين دلك عليا»!

لم يكن الوصول إلى عالم السحر والشعوذة من الدجالين، الذين يفعلون الجرائم المختلفة، بداية من التنقيب عن الآثار، والنصب على المواطنين، وصولا بذبح الأطفال لتقديمهم قربانا للجن من أجل فتح اللقية؛ أمرا سهلا على الإطلاق. 

تواصلت مع عدد من الدجالين، بطريقة سرية، ودون ان يعلموا شخصيتي لكشف ما يفعلون،  وما يرتكبون من جرائم في حق المجتمع، بحثا عن الآثار، واستهداف الأبرياء من الأطفال،  الذين تسيل دماؤهم، من أجل كسب المال بعد فتح كنز الأجداد المدفون على حد قولهم. 

معظم الدجالين رفضوا الحديث بالمرة، بعدما ارتابوا في رغم اني حاولت اقناعهم بأن اسفل بيتي كنز مدفون وأريد فتحه، وأني على أتم الاستعداد لدفع المال الذي يريدونه، وتنفيذ طلبات الأسياد، ولكن معظم محاولاتي في البداية قوبلت بالرفض التام، وان من اوصلني بهم نصاب ليس إلا، لهذا الحد كان حرصهم من مقابلة شخص لا يعرفونه، بل أكثر من ذلك احدهم سألني راسمًا على وجهه علامات الطيبة لدرجة السذاجة: «يابني اللي دلك عليا نصاب عايز ياخد فلوس من الهوا»! 

«محدش يلعب معايا»!

وبعد محاولات، تواصلنا مع أحد الدجالين، والذي كشف لنا عن العالم السري لذبح الأطفال أو ما يتم فعله للعثور على الكنز المزعوم، حتى يعم الثراء الفاحش على الجميع. 

أوضح لي بعدما اطمئن لادعائي بأن هناك «لقية» مدفونة اسفل بيتي وكان هدفه هو تحذيري قبل الذهاب معي إلى البيت؛ «لازم تعرف في البداية ان محدش يلعب معايا»، فمن يعمل في هذا المجال كثيرون واحيانا يتم استقطاب دجالين من خارج مصر من المغرب مثلا، مهمتي الآن أن اشرح لك طبيعة الأمر وما انت مقدم عليه، في البداية سوف املي عليك طلبات واجبة التنفيذ، كما افرض اشتراطات حتى وإن كانت صعبة للغاية، وما عليك إلا أن تنفذها بحذافيرها، حتى وإن وصلت لحد القتل، خاصة ذبح الأطفال. 

وأشار الدجال إلى أن الطمع عند الباحثين عن الثراء الفاحش، ينفذون جميع الأوامر، وتكون هناك اتفاقات بيننا وأصحاب المكان الذي توجد به «اللقية»، منها عدم الاعتراض على أي شيء من الطلبات، وعدم التراجع بعد الاتفاق، لأن ذلك سيعود بالضرر على الجميع واهل بيتك، وربما يصل ذلك لحد الموت وانتقام الجنيّ الذي يحرس المقبرة، ونطلق على ذلك غضب الأسياد أو حسب ما يتداوله البعض «لعنة الفراعنة»! 

ويتابع قائلا: نستخدم كافة الوسائل المتاحة والمستحيلة من أجل أن يعم الخير على الجميع، فمعنا رجال يحفرون، وهناك بخور خاص مغربي، بعدها نقرأ التعويذات لفتح الكنز، ومع كل يوم يمر، نطلب مطالب جديدة، سواء كانت مادية أو حتى معنوية، وإن كان اغلبها مادية.

ويلمح، أن رؤيتنا لصاحب المكان، ولهفته للوصول بأقصى سرعة للكنز، تدفعنا إلى المزيد من صدور أوامر واجبة التنفيذ في أسرع وقت، حتى يصل بنا الأمر إلى حد إرغامه على خطف طفل وذبحه لتقديمه قربان لفك طلاسم فتح المقبرة الذهبية.

ويلفت أن ذبح الطفل يكون من آخر مراحل فتح اللقية، وهناك من يقبل وهناك من يرفض، وبالرغم من القبول أو الرفض فلم أر ذبح الأطفال سببًا من أسباب فتح اللقية، موضحا أن هناك شروطًا يشترطها الجن على الطفل المراد ذبحه، يُمليها علينا ونمليها على أصحاب الكنز، وهذا ما يغرس اليقين والصدق في قلوب أصحاب الكنز المدفون، وسرعان ما يبحثون عنه في كل مكان، حتى يتم تقديمه للأسياد واتقاء اللعنة.

ويبدو أنه مع كثرة اسئلتي بدأ الدجال يرتاب في امري، فهب واقفا يستأذن في الرحيل بزعم أن لديه ميعاد، فسألته هنا: «ميعاد مع حد عايزك تستخرج له كنزا أثريا مدفونا أو تفتح له مقبرة»؟!، فنظر لي نظرة وكأن الشرر يتطاير منه وقال لي: «يا أخي انا عندي شغلي الخاص، أنا مش شغلتي الدجل»! 

اقرأ أيضا : «دجالة».. ضبط ربه منزل تقوم بالنصب والاحتيال على المواطنين بأوسيم

;