رؤى مصرية

متى تتوقف الحرب؟

ياسمين السيد هانى
ياسمين السيد هانى

بعد خطاب الرئيس الأمريكى جو بايدن حول بنود صفقة محتملة لانهاء الحرب، جاء تعليق سريع لرئيس الوزراء الاسرائيلى بنيامين نتنياهو مكررا عبارته الشهيرة «لن ننهى الحرب قبل تحقيق أهدافها».. ونظريا، هذه الأهداف هى القضاء على حركة حماس واستعادة الأسرى الاسرائيليين لديها.. لكن تطورات الأحداث لا تخفى على أحد.. فاسرائيل لم تقض على حركة حماس حتى الان.. ولم تستعد أسراها أحياء.. ولم تفلح فى التهجير القسرى للفلسطينيين.. واذا كان العالم أجمع يرى هذه الحقيقة، فمن المستحيل ان تخفى على الاسرائيليين أنفسهم وبينهم نتنياهو نفسه.. نتيناهو يدرك أن «أهداف الحرب» المعلنة مستحيلة.. حتى ان الوزير بينى جانتس - الشريك فى مجلس الحرب - أعطى نتنياهو مهلة حتى السبت القادم «لتحديد استراتيجية للحرب بدلا من المهزلة الجارية»..


ومع اقتراب انتهاء المهلة، لا يبدى نتنياهو اى تراجع رغم أنه يعلم جيدا أن القضاء على حماس غير ممكن.. فما حقيقة أهدافه من الحرب؟
السيناريو الأقرب هو ان نتنياهو يريد تحويل القطاع الى مكان غير قابل للعيش، ويريد زرع ذكرى مدمرة فى أذهان الفلسطينيين عن جدوى المقاومة.. كما يريد عمل «موت اجتماعى» كامل للأهالى وزرع أفكار تتعلق بعدم وجود منقذ ومغيث لهم فى العالم أجمع فلا يتعلقون بعد ذلك الا بحياتهم ولا يفضلون الا أنفسهم فينتهى المجتمع فى شكل أفراد متفرقة وقد يسعى منهم البعض الى الهجرة الطوعية..


أما مسألة «اليوم التالى للحرب» فنتنياهو لا يعتبرها شأنا له منذ البداية.. بل أكد مرارا ان لا تخطيط للمستقبل قبل القضاء على حماس. وبالتالى، فلا حاجة له ليشغل باله بمستقبل القطاع.. بل سيترك المجال للدول لتعرض عليه «مقترحاتها لليوم التالى».. والتى يجب أن تشمل مصير الفسلطينيين ومصير حركة حماس.. وسيكون عليه فقط اختيار أفضل مقترح يراه مناسبا قبل ان يوافق على انهاء الحرب.
للأسف، رغم كل الشقوق والشروخ داخل المجتمع الاسرائيلي، يبدو نتنياهو مصرا فى مساره، لا يأبه لأحد، بل انه كسياسى محنك استطاع تسويق قناعاته للاسرائيليين لدرجة ان شعبيته عاودت الارتفاع مرة أخرى بين مواطنى بلده.