كيفك إنت ؟

محمد عدوى يكتب : الملاذ الآمن .. لا تسلم عقلك لمغرض ولا تكون أداة فى يد من يريد الخراب

محمد عدوى
محمد عدوى

في‭ ‬عالم‭ ‬يمتلئ‭ ‬بالأكاذيب‭ ‬عن‭ ‬عمد‭.. ‬في‭ ‬عالم‭ ‬تختفي‭ ‬فيه‭ ‬الحقائق‭ ‬عن‭ ‬عمد‭.. ‬لا‭ ‬تسلم‭ ‬نفسك‭ ‬إلى‭ ‬ذئاب‭ ‬الإعلام،‭ ‬ولا‭ ‬تثق‭ ‬في‭ ‬مغرض‭.. ‬في‭ ‬عالم‭ ‬يعرف‭ ‬قيمة‭ ‬الشائعات‭ ‬ويصرف‭ ‬على‭ ‬ترويجها‭ ‬ميزانيات‭ ‬دول،‭ ‬لا‭ ‬تنساق‭ ‬وراء‭ ‬خبر‭ ‬مضلل،‭ ‬ولا‭ ‬تضع‭ ‬نفسك‭ ‬في‭ ‬موقف‭ ‬تندم‭ ‬عليه،‭ ‬حسن‭ ‬النية‭ ‬في‭ ‬معارك‭ ‬الإعلام‭ ‬ربما‭ ‬لا‭ ‬يحمد‭ ‬عقباه‭.. ‬في‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الظروف‭ ‬ألجأ‭ ‬إلى‭ ‬القنوات‭ ‬الآمنة،‭ ‬لا‭ ‬تتسرع‭ ‬ولا‭ ‬تشارك‭ ‬في‭ ‬جريمة‭ ‬“الشير”‭ ‬والـ”لايك”،‭ ‬لا‭ ‬تكن‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬اللعبة،‭ ‬ولا‭ ‬تكن‭ ‬أداة‭ ‬في‭ ‬أيد‭ ‬من‭ ‬يديرون‭ ‬المعركة‭ ‬بدون‭ ‬شرف،‭ ‬تمهل‭ ‬لا‭ ‬هو‭ ‬سبق،‭ ‬ولا‭ ‬هي‭ ‬مسابقة،‭ ‬من‭ ‬حقك‭ ‬أن‭ ‬تعرف‭ ‬وأن‭ ‬تحصل‭ ‬على‭ ‬المعلومة،‭ ‬لكن‭ ‬من‭ ‬حق‭ ‬بلدك‭ ‬أن‭ ‬تتمهل‭ ‬ولا‭ ‬تتعجل،‭ ‬من‭ ‬حقها‭ ‬ومن‭ ‬مصلحتها‭ ‬أن‭ ‬تعرف‭ ‬الحقيقة‭ ‬الكاملة،‭ ‬الحقيقة‭ ‬المجردة‭.. ‬في‭ ‬الأيام‭ ‬الماضية‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬محاولات‭ - ‬وهي‭ ‬في‭ ‬الحقيقة‭ ‬محاولات‭ ‬متكررة‭ - ‬للنيل‭ ‬من‭ ‬منجز‭ ‬مصرى‭ ‬نفخر‭ ‬به،‭ ‬فشن‭ ‬البعض‭ ‬حملة‭ ‬على‭ ‬مطار‭ ‬القاهرة،‭ ‬واتهم‭ ‬كذبا‭ ‬رجال‭ ‬الأمن‭ ‬هناك‭ ‬بما‭ ‬ليس‭ ‬فيهم،‭ ‬وبدأت‭ ‬اللعبة‭ ‬بكل‭ ‬تفاصيلها‭ ‬المعتادة،‭ ‬أخذت‭ ‬“جماعات‭ ‬الشيطان”‭ ‬الفيديو‭ ‬الذي‭ ‬بثه‭ ‬مدعي‭ ‬يؤكد‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬سرقته‭ ‬في‭ ‬المطار،‭ ‬ونسجت‭ ‬حوله‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأكاذيب‭ ‬بحبكات‭ ‬درامية‭ ‬متنوعة،‭ ‬وللأسف‭ ‬تسرع‭ ‬البعض‭ ‬وقام‭ ‬بفعل‭ ‬الـ”شير”‭ ‬والـ”لايك”،‭ ‬وراح‭ ‬البعض‭ ‬الآخر‭ ‬ليبني‭ ‬آراء‭ ‬مختلفة،‭ ‬ويفتي‭ ‬بما‭ ‬هو‭ ‬غير‭ ‬حقيقي،‭ ‬وانتشر‭ ‬الفيديو‭ ‬انتشار‭ ‬النار‭ ‬في‭ ‬الهشيم،‭ ‬وتناقله‭ ‬البعض‭ ‬من‭ ‬مدعي‭ ‬الإعلام‭ ‬دون‭ ‬اللجوء‭ ‬إلى‭ ‬مصدر‭ ‬مسئول‭.. ‬ثم‭.. ‬ثم‭ ‬يحدث‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬متوقع،‭ ‬تخرج‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬ببيان‭ ‬مفصل‭ ‬مصور‭ ‬من‭ ‬كاميرات‭ ‬المراقبة‭ ‬ليكشف‭ ‬كذب‭ ‬الادعاء‭ ‬لمزدوج‭ ‬الجنسية‭ ‬أحادي‭ ‬الأفكار،‭ ‬ثم‭.. ‬ثم‭ ‬ماذا‭ ‬حدث؟،‭ ‬هل‭ ‬تراجع‭ ‬من‭ ‬قام‭ ‬بنشر‭ ‬فيديو‭ ‬المدعي؟،‭ ‬لا‭ ‬لم‭ ‬يحدث،‭ ‬ومر‭ ‬الأمر‭ ‬مرور‭ ‬الكرام‭. ‬

تقرير‭ ‬خبيث‭ ‬بثته‭ ‬قناة‭ ‬أخبث‭ ‬لا‭ ‬يمت‭ ‬للمهنية‭ ‬بشيء،‭ ‬ادعت‭ ‬فيه‭ ‬الـ”CNN”‭ ‬إنها‭ ‬عالمة‭ ‬ببواطن‭ ‬الأمور،‭ ‬وادعت‭ ‬أشياء‭ ‬لم‭ ‬تحدث‭ ‬في‭ ‬التفاوض‭ ‬بين‭ ‬الجانب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬والإسرائيلي‭.. ‬سارع‭ ‬كلا‭ ‬الطرفين‭ ‬لتكذيبه،‭ ‬لكن‭ ‬أصحاب‭ ‬المصلحة‭ ‬وأصحاب‭ ‬الضمائر‭ ‬الخربة‭ ‬تبنوا‭ ‬وجهة‭ ‬النظر‭ ‬المعيبة‭ ‬التي‭ ‬تفتقد‭ ‬للمصداقية‭ ‬والمهنية،‭ ‬ولم‭ ‬يهتموا‭ ‬بالرد‭ ‬الحقيقي‭ ‬كالعادة‭.. ‬

منذ‭ ‬أيام‭ ‬وقع‭ ‬حادث‭ ‬مأساوي‭ ‬راح‭ ‬ضحيته‭ ‬بطل‭ ‬من‭ ‬أبطالنا‭ ‬على‭ ‬الحدود‭ ‬الأبطال‭ ‬الذين‭ ‬يؤدون‭ ‬واجبهم‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬الـ”فيس‭ ‬بوك”‭ ‬و”تويتر”‭ ‬و”تيك‭ ‬توك”،‭ ‬الأبطال‭ ‬الحقيقيين‭ ‬المخلصين‭ ‬للأرض‭ ‬بعقيدة‭ ‬راسخة‭ ‬ثابتة‭ ‬موجودة‭ ‬عند‭ ‬كل‭ ‬أبطال‭ ‬الجيش‭ ‬المصري‭.. ‬ثم‭ ‬حدثت‭ ‬اللعبة‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭.. ‬سيل‭ ‬من‭ ‬التحليلات‭ ‬والأخبار‭ ‬والإنفرادات‭ ‬الوهمية،‭ ‬حدث‭ ‬ذلك‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يصدر‭ ‬تصريحا‭ ‬رسميا‭ ‬وكأنها‭ ‬مسابقة،‭ ‬حتى‭ ‬أن‭ ‬البعض‭ ‬ممن‭ ‬يحتسبون‭ ‬على‭ ‬مهنة‭ ‬الصحافة‭ ‬المعنية‭ ‬بالتدقيق‭ ‬سارع‭ ‬بنشر‭ ‬صورا‭ ‬مختلفة‭ ‬للبطل‭ ‬على‭ ‬غير‭ ‬الحقيقة،‭ ‬صورا‭ ‬مؤكد‭ ‬سوف‭ ‬تؤلم‭ ‬أصحابها‭ ‬وذويهم،‭ ‬واتضح‭ ‬أنها‭ ‬صورا‭ ‬غير‭ ‬حقيقية،‭ ‬واتضح‭ ‬إن‭ ‬روايتهم‭ ‬كلها‭ ‬كذب،‭ ‬وعندما‭ ‬صدر‭ ‬التصريح‭ ‬من‭ ‬المصدر‭ ‬الأمني‭ ‬راحو‭ ‬يمارسون‭ ‬فعلتهم‭ ‬وإدعاءاتهم‭ ‬بالتصيد‭ ‬لكلمة‭ ‬وسط‭ ‬البيان،‭ ‬وهم‭ ‬لا‭ ‬يعرفون‭ ‬أصول‭ ‬الحديث‭ ‬المسئول،‭ ‬ولا‭ ‬يفرقون‭ ‬بين‭ ‬البيانات‭ ‬الرسمية‭ ‬والبيانات‭ ‬العاطفية‭. ‬

لعبة‭ ‬الإعلام‭ ‬القذر‭ ‬ربما‭ ‬تجدها‭ ‬اللعبة‭ ‬الأكثر‭ ‬رواجا‭ ‬على‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬الذي‭ ‬في‭ ‬حقيقة‭ ‬الأمر‭ ‬لا‭ ‬هو‭ ‬“تواصل”،‭ ‬ولا‭ ‬علاقة‭ ‬له‭ ‬بـ”الاجتماعيات”،‭ ‬والحقيقة‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬شعرة‭ ‬صغيرة‭ ‬بين‭ ‬الوقوع‭ ‬في‭ ‬براثن‭ ‬الحاقدين‭ ‬والمغرضين،‭ ‬وبين‭ ‬البقاء‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬الآمنة‭.. ‬هذه‭ ‬الشعرة‭ ‬هي‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬أطلبه‭ ‬منك‭.. ‬اللجوء‭ ‬للقنوات‭ ‬الآمنة‭ ‬في‭ ‬الأمور‭ ‬الخاصة‭ ‬بالوطن‭ ‬ليس‭ ‬ترفا‭ ‬ولا‭ ‬تحيزا‭ ‬حتى‭.. ‬هو‭ ‬فرض‭ ‬عين‭ ‬على‭ ‬الجميع،‭ ‬وهو‭ ‬عين‭ ‬الحقيقة‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تلجأ‭ ‬لها‭.. ‬انتظر‭ ‬قليلا‭ ‬لترى‭ ‬الصورة‭ ‬كاملة،‭ ‬انتظر‭ ‬الرواية‭ ‬الرسمية‭ ‬التي‭ ‬سبق‭ ‬وأثبتت‭ ‬شفافيتها‭ ‬وصحتها،‭ ‬فليس‭ ‬من‭ ‬مصلحة‭ ‬أحد‭ ‬إخفاء‭ ‬الحقيقة‭. ‬

أثبتت‭ ‬الأيام‭ ‬أن‭ ‬لدينا‭ ‬قنوات‭ ‬آمنة‭.. ‬نجحت‭ ‬“القاهرة‭ ‬الإخبارية”‭ ‬بشهادة‭ ‬الجميع‭ ‬في‭ ‬تخطي‭ ‬حدود‭ ‬النجاح‭ ‬المحلي،‭ ‬تنقل‭ ‬عنها‭ ‬كبريات‭ ‬المحطات‭ ‬والشبكات‭ ‬بفضل‭ ‬ولادها‭ ‬المخلصين‭ ‬الذين‭ ‬يعملون‭ ‬ليلا‭ ‬ونهارا‭ ‬من‭ ‬وسط‭ ‬الأحداث‭ ‬وعلى‭ ‬الأرض،‭ ‬نجحت‭ ‬“إكسترا‭ ‬نيوز”‭ ‬وتنجح‭ ‬الـ”نيل‭ ‬للأخبار”،‭ ‬تثبت‭ ‬قنواتنا‭ ‬المحلية‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬شيء‭ ‬جديد‭ ‬على‭ ‬الإعلام‭ ‬فيما‭ ‬يخص‭ ‬متابعة‭ ‬الأخبار‭ ‬وتنقل‭ ‬بشفافية‭ ‬وحيادية‭ ‬منقطعة‭ ‬النظير،‭ ‬تثبت‭ ‬المصادر‭ ‬الرسمية‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬أنها‭ ‬تؤدي‭ ‬دورها‭ ‬على‭ ‬أكمل‭ ‬وجه،‭ ‬تخرج‭ ‬البيانات‭ ‬فور‭ ‬حدوث‭ ‬الخبر،‭ ‬فلا‭ ‬حاجة‭ ‬إذا‭ ‬للتعجل‭ ‬الذي‭ ‬ربما‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬الهلاك‭. ‬

تعيش‭ ‬المنطقة‭ ‬بأكملها‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬حالات‭ ‬الهوس‭ ‬والحرب‭ ‬وتتابع‭ ‬الأخبار‭ ‬لحظة‭ ‬بلحظة،‭ ‬منها‭ ‬الحقيقي،‭ ‬ومنها‭ ‬المزيف،‭ ‬فلا‭ ‬تكن‭ ‬فريسة‭ ‬لمن‭ ‬يسعون‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬أوتو‭ ‬من‭ ‬قوة‭ ‬للنيل‭ ‬من‭ ‬الوطن‭ ‬الذي‭ ‬يقاوم‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬التحديات،‭ ‬لا‭ ‬تكن‭ ‬أداة‭ ‬في‭ ‬أيدي‭ ‬هؤلاء‭ ‬الذين‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يختلفوا‭ ‬معك‭ ‬على‭ ‬نتيجة‭ ‬مباراة‭ ‬انتهت‭ ‬وربما‭ ‬يقنعونك‭ ‬بنتيجة‭ ‬غير‭ ‬التي‭ ‬حدثت،‭ ‬هم‭ ‬يملكون‭ ‬النية‭ ‬الخبيثة‭ ‬والأدوات‭ ‬التي‭ ‬تمكنهم‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬وأنت‭ ‬تظن‭ ‬أنك‭ ‬وحيدا،‭ ‬وهو‭ ‬غير‭ ‬حقيقي‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬يقف‭ ‬معك‭ ‬ويحاول‭ ‬جاهدا‭ ‬أن‭ ‬تصلك‭ ‬الحقيقة،‭ ‬هناك‭ ‬قنوات‭ ‬كثيرة‭ ‬آمنة،‭ ‬وهناك‭ ‬مصادر‭ ‬رسمية‭.. ‬كل‭ ‬ما‭ ‬عليك‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الوطن‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬تنتظر‭ ‬وأن‭ ‬تثق‭.‬

;