بدون أقنعة

العزيمة تهزم الهزيمة

مؤمن خليفة
مؤمن خليفة

للسيرة الذاتية العديد من الأنواع منها السيرة الذاتية التسلسلية الزمنية والسيرة الذاتية الوظيفية القائمة على المهارات والسيرة الذاتية المجمعة.كل هذه الأنواع جمعت السيرة الذاتية لرجل الصناعة الكبير الدكتور نادر رياض والتى خرجت مؤخرا فى كتاب يبدأ من المرحلة الأولى وأعنى بها مرحلة النشأة ثم بدء التكوين ثم كيف تصبح ملهما لغيرك وكيف تصبح نموذجا حيا للآخرين الذين يرونها قصة نجاح لا تنتهى .
ربما تكون الرغبة فى أن يقول الكاتب شيئاً عن نفسه وعن البيئة التى نشأ فيها وعما لاقاه فى حياته من أحداث ربما يريد أن يؤشر على مفاصل معينة ووقائع محددة فى حياته ويرغب فى أن يطلع الآخرون عليها .


غالبًا ما تبدأ السيرة الذاتية خلال مرحلة الطفولة المبكرة وتعرض تفاصيل الأحداث الرئيسية طوال حياة المؤلف بتسلسل زمنى. وهذا ما فعله الدكتور نادر رياض من خلال كتابه القيم « محطات فى حياة رجل الصناعة « تتضمن معلومات حول المكان الذى ولد فيه ونشأ فيه وتعليمه ومسيرته المهنية وخبراته الحياتية والتحديات التى واجهها .


هذا الرجل الناجح لم يولد وفى فمه ملعقة ذهب وإنما تغرب وعاش بعيدا عن أسرته فى سن مبكرة لكى يتعلم ويختبر التجارب تجربة تلو الأخرى والتى صنعت منه رجلا قادرا على تحدى الصعاب .
الرجل كان مترددا فى كتابة سيرته الذاتية وهذا ما يبدو فى الإهداء الذى كتبه وأهداه لوالده الباشمهندس نصحى رياض ووالدته الست أليس عازر إبراهيم اللذين كما يقول «منحا النور لعينى والعقل لروحى» ثم يواصل الإهداء إلى زوجته السيدة منى عزيز سليمان التى منحت الدفء لقلبى وتحملت أعباء مسيرة كفاحى وأبنائى أمير وماجى وساندرا الذين أعطوا لكفاحى معنى ولحياتى امتدادا .. وفى الأخير يدعو أبناءه للعمل قائلا : اعملوا واجتهدوا لتتفوقوا فيكون ذلك مصدر سعادة دائمة لى ولكم .وتبدأ افتتاحية هذه السيرة الذاتية بكلمة من صديقه الدكتور مصطفى الفقى الذى لخص صداقته بوصف الدكتور نادر بأنه شخصية نادرة فى حياتنا المعاصرة تفيض منه روح وطنية فى كل المناسبات .. يعشق مصر فهو الذى أحال كل ما تعلمه فى الخارج إلى واقع عملى فى الوطن وفتح شركاته ومصانعه للمصريين  رجالا ونساء دون تفرقة أو تمييز وأعطى الجانب الثقافى اهتماما خاصا إذ تصدر عن « بافاريا المصرية» مطبوعة شهرية ذات محتوى ثقافى دسم للتنوير .


 «العزيمة عندما تهزم الهزيمة» كانت درسا مهما فى حياة صاحب هذه السيرة فيقول إنه فى نهاية الحرب العالمية الثانية كان أكبر مصنع فى صناعة المدافع العملاقة والصلب الممتاز قد تعرض لدمار شديد لكن بقيت الآلات والمعدات سليمة لا ينقصها إلا أيادى العمال الذين فرقتهم الحرب وإذا بإدارة المصنع تعلق إعلانا على الباب تدعو فيه العمال للعودة للعمل وتحيطهم علما بأنها لن تكون قادرة  على توفير أجورهم وستوفر فقط وجبة غذاء يوميا أثناء العمل لتنتصر ألمانيا على الهزيمة وتصبح من الدول الصناعية العظمى .. هى مقولة تدل على الانتماء .
د. نادر رياض حصل على الدكتوراة فى الهندسة الصناعية من الولايات المتحدة الأمريكية ودراسات عليا فى التخطيط وتشغيل الخطوط وبكالوريس فى هندسة الطيران من هندسة القاهرة وكرمته ألمانيا بمنحه وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى تقديرا له على وقفته بجانب الصناعة الألمانية .
عندما تقرأ مذكرات د. نادر رياض سوف تجد نفسك تردد العبارة الشهيرة « لكل مجتهد نصيب» .