تحتفل مصر والكنيسة القبطية الأرثوذكسية بعيد دخول العائلة المقدسة إلى أرض مصر فى الأول من يونية كل عام، وهو ما وصفه البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية بعيد وطنى يخص كل المصريين لا المسيحيين وحدهم، ووصفه بأنه امتياز خاص لمصر التى زارتها العائلة المقدسة واحتمت بها من بطش هيرودس.
وبسبب هذا الامتياز تحتفل الجاليات المصرية فى الخارج باليوم القبطى العالمى الذى خصص له يوم الأول من يونيو للاحتفال بعيد دخول العائلة المقدسة لأرض مصر كيوم مصرى مميز ويربط الجاليات وأبناء الجيل الثانى والثالث بأرض الوطن.
وتعتبر مصر الدولة الوحيدة التى زارتها العائلة المقدسة بجانب أرض فلسطين التى ولد وعاش فيها السيد المسيح ورحلة العائلة المقدسة لم تكن عابرة بل تجاوزت الثلاثة أعوام ونصف العام حسب المراجع التاريخية طافت خلالها العائلة المقدسة 8 محافظات بمصر عبر 25 نقطة تمتد لمسافة 3500 كيلو متر ذهابا وعودة من سيناء حتى أسيوط.
ونتيجة لتلك الرحلة التاريخية هناك مواقع أثرية تهم كل مسيحيى العالم فى مسار العائلة المقدسة فى سخا ووادى النطرون وكذلك المعادى وأسيوط حيث مكثت العائلة المقدسة اكبر مدة فى وقت إقامتها فى مصر .
وللحق فإن الدولة المصرية حاليا تولى اهتماما بالغا بنقط مسار العائلة المقدسة وشاركت مع زملائى أعضاء تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين التى تولى اهتماما خاصا بإحياء مسار العائلة المقدسة وخصصت مبادرة فى هذا المجال بها عدد من الزملاء المتخصصين والمهتمين وقاموا بزيارات لأغلب نقاط المسار وشاركتهم فى زيارة لمحافظة أسيوط والتى بها نقطتان للمسار وهما دير السيدة العذراء فى درنكة وكذلك دير المحرق وهناك اهتمام بالغ بتطوير المسار لاستقبال السياح من كل بقاع العالم وخاصة السياحة الدينية مع تجهيزه بكل المتطلبات اللوجستية والحفاظ على الآثار التاريخية والجانب الروحى للأماكن الدينية وخصوصيته .
وتجدر الإشارة إلى أن اللجنة الدولية الحكومية الدولية التابعة لليونسكو لصون التراث الثقافى غير المادي، كانت قد أعلنت فى نوفمبر 2022 خلال دورتها 17، التى أقيمت فى العاصمة المغربية الرباط نجاح مصر فى تسجيل ملف الاحتفالات المتعلقة برحلة العائلة المقدسة على القائمة التمثيلية للتراث الثقافى غير المادى للإنسانية فى منظمة اليونسكو
اهتمام الدولة بهذا الملف يأتى فى إطار ما تقوم به الجمهورية الجديدة من فتح كل الملفات التى تم تجاهلها خلال عشرات السنوات السابقة، ولذلك أرى أن الدولة يجب أن تخصص يوم الأول من يونيو كإجازة رسمية ويصبح عيدا قوميا ووطنى مصريا لكل المصريين وهو ما يظهر الاهتمام البالغ بهذا الملف.
