وحى القلم

هل هم بشر؟!

صالح الصالحى
صالح الصالحى

منذ ٧ أكتوبر الماضى وإسرائيل تشن عدواناً ضارياً على غزة وأهلها.. تستخدم فيه كل أنواع الأسلحة والذخائر.. وترتكب كل ما يخالف طبيعة البشر من مذابح ومجازر ضد المواطنين المدنيين العزل من أهالى غزة.. والذين لا يملكون أبسط حقوقهم فى الدفاع عن أنفسهم.. وكل ما يستطيعون هو الصمود والتحدِى.

إسرائيل وكأنها ليست من البشر، دولة لا تعرف الرحمة، مات ضميرها الإنسانى.. لا تفرق فى عدوانها بين طفل أو امرأة أو عجوز.. ولا يشفع عندها المرض والعجز والعوز والجوع.. مصممة على إبادة أهل غزة دون هوادة.

دولة تعيث فى أرض غزة فساداً وإفساداً.. وكأنها ملكت العالم أجمع.. فهى فوق كل شىء، استثناء.. لا تردعها تظاهرات الشعوب فى شتى بقاع الأرض ضد أفعالها الشائنة.. ولا تفكر مجرد التفكير فى كره العالم للإسرائيليين.. ولا يهمها انهيار صورتها أمام العالم، واعتبارها دولة منبوذة، ترتكب جميع أنواع جرائم الحرب.. لا تخشى القانون الدولى ولا القرارات الأممية، ولا تهتم بما يتم من محاكمات أمام محكمة العدل الدولية.. فهى شىء لا يردعه أحد أو فعل.. هى مختارة فوق الجميع تملك زمام العالم.

والسؤال الذى لا يجد سوى إجابة واحدة إلى متى تستمر فى هذا العدوان؟!. والاجابة حتى استشهاد آخر فرد أو مواطن غزاوى هذا هو الواضح من موقف إسرائيل.

والسؤال الأهم هل يقف العالم متفرجاً يكتفى بمصمصة الشفاة وترديد عبارات الشجب والإدانة أمام المجازر الإسرائيلية التى ترتكب كل يوم بل كل ساعة؟!.. وهل تلعب إسرائيل بالنار، لتجر المنطقة إلى حرب إقليمية واسعة؟.. ولمصلحة من هذه الحرب؟!.

معظم هذه الأسئلة وغيرها سوف تجيب عنها الأيام القادمة.. ويساهم فى الإجابة عليها موقف العالم من هذه الحرب وأسلوب تحركه.

فى الحقيقة مصر تلعب دوراً بارزاً لوقف هذا العدوان.. وتحاول بشتى الطرق تقريب وجهات النظر بين إسرائيل وحماس للوصول إلى وقف فورى لإراقة الدماء.. ولكن الموقف المصرى فى ظل التعنت الإسرائيلى لابد أن يسانده موقف دولى.. لابد أن يتكاتف العالم ويتحد مع الموقف المصرى لتشكيل كتلة ضغط على إسرائيل، وإقناع من يقف وراء إسرائيل ويمدها بالأموال والسلاح بالانضمام إلى الموقف الضاغط، فى محاولة جادة لإرغامها على الوقف الفورى لهذه الحرب الشرسة وحقن الدماء والحفاظ على ما تبقى على قيد الحياة من أهالى غزة.

الوقت لم يعد فى صالح أحد والأوضاع تتأزم يوماً بعد يوم.. ولابد من تحرك عاجل.. تحرك جماعى دولى يسانده ظهير شعبى لوقف هذا العدوان الذى لم تعرف البشرية مثيلاً له من قبل، وأعتقد من بعد. ولتكن البداية الجادة من القمة العربية التى انطلقت من البحرين اليوم.