شىء من الخوف !

محمد وهدان
محمد وهدان

على مر العصور كان من يتحدث عن محاكاة المخ البشرى يعتبر مجذوبا أو من المهاويس ، ومع مرور السنوات ؛باتت الفكرة وحدها خيالا علميا ،إلى أن جاء إلينا الذكاء الإصطناعى بتقنياته ،وقبل أن نصدم بوجوده ، رسخ فى خيالنا فى الأفلام وعبر القصص والروايات أنه سيقضى على البشر ،لا أخفى عليكم مدى رعبى من الفكرة نفسها ،فهى دائما ماتراودنى ،ولكن دعونا نتحدث بعقلانية أكثر ،خرج الـ Ai من كادرات الأفلام وقصاقيص أوراق الروايات ليصبح حقيقة الآن كما نرى ..

وبات يمثل قيمة مضافة للعديد من الدول المتقدمة ،إذا هل علينا أن نخاف من تقنيات الذكاء الإصطناعي؟ .. الإجابة لا بكل تأكيد ،وذلك إذا تم تسخير التكنولوجيا بأطر أخلاقية وإنسانية،وقتها سيكون شريكا لنا فى  حياتنا ،فهناك مزايا عديدة ولكن بشرط أن تكون تلك التقنيات متاحة لكل البشر دون تمييز ،فتقنياته قادمة لامحالة ،ولعل جهود الدولة المصرية خير دليل على ما أقول ؛فقد عملت على تنمية فكرة الـ Ai المفيد منذ البداية ، وأطلقت المجلس الوطنى للذكاء الاصطناعى عام ٢٠١٩ ، ودشنت مبادرة بناة مصر الرقمية فى ٢٠٢١ والتى يعد إحدى تطبيقاتها تفعيل درجة الماجستير فى علوم البيانات والحوسبة والذكاء الإصطناعى ،وذلك لخلق كوادر مدربة ومختصة بالأمن السيبرانى ،كل ذلك من أجل مساعدة الناس على استيعاب فكرة الاستفادة من تلك التقنية.


 الخلاصة: « فى النهاية ينبغى حتما أن يكون لدينا شىء من الخوف ؛تجاه تقنيات الـ Ai ،ولكن ليس الخوف كله ،نتعامل معها بمبدأ لا ضرر ولاضرار ،فهى ستساعدنا على إتخاذ القرار بشكل أفضل وستوفر علينا الوقت والجهد..ستخلق أسواقا وثقافات تكنولوجية جديدة وستسهل حياتنا ،فجميع البيانات تقريبا ستصبح رقمية فى غضون 20 عاما من الآن ؛ ونحن جميعا مسؤولون عن اختياراتنا والعواقب التى قد تترتب على هذه الخيارات ،وهذا ما أذكر به نفسى دائما ،بأنها أداة يمكن أن تكون حليفا جيدا بمزايا جبارة.. ولكن يجب أن تظل أداة فقط».
 فيسبوكيات:«ليس خطأ المطرقة إذا ضربت إبهامك».