فى الصميم

هل تفهم إسرائيل.. وهل يردعها العالم؟!

جلال عارف
جلال عارف

إعلان مصر عن التوجه لمحكمة العدل الدولية والانضمام لدعوى جنوب افريقيا ضد إسرائيل، ليس مجرد إدانة أخرى لانتهاكات إسرائيل وجرائمها التى لا تتوقف، لكنه - فى الأساس - بلاغ للعالم بحجم المخاطر التى يقود إليها الجنون الإسرائيلى على المنطقة والعالم، وتأكيد على أن مصر لن تسمح باستمرار التصعيد الإسرائيلى ولا المساس بأمنها الوطنى، وأن على العالم أن يتحمل مسئوليته وأن يوقف الجنون الإسرائيلى قبل أن يتسبب فى انفجار المنطقة كلها.


انضمام مصر للدعوى التى تنظرها محكمة العدل الدولية يعنى أساساً طلب إدانة إسرائيل بالإبادة الجماعية، ويعطى مصر فرصة التقدم بمطالب جديدة فى الدعوى بعد أن وصل العدوان الإسرائيلى إلى مداه، وبعد رفض إسرائيل لكل جهود التهدئة وامتناعها عن تنفيذ الأوامر المؤقتة لمحكمة العدل، وبعد أن أصبح انفجار الأوضاع فى كل المنطقة هدفاً للجنون الإسرائيلى.


وفى نفس الوقت الذى كانت مصر تعلن فيه عن التوجه لمحكمة العدل الدولية، كان التأكيد على أن مصر جاهزة للتعامل مع كل السيناريوهات وكانت الرسالة واضحة أيضاً لمجلس الأمن والأطراف الدولية المؤثرة بضرورة التحرك الفورى لوقف إطلاق النار فى غزة والعمليات العسكرية فى «رفح» الفلسطينية، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين الفلسطينيين.. ولعل مجلس الأمن يتحرك، ولعل الأطراف الدولية «المؤثرة» تتحمل مسئولياتها ولا تستخدم «الڤيتو» لشل الإرادة الدولية وحماية إسرائيل!!


ولعل الرسالة الأقوى هنا هى للداخل الإسرائيلى، ليدرك إلى أين يقوده جنون نتنياهو وحلفائه من زعماء عصابات التطرف، وكيف ينتقل من دمار إلى دمار لكى يبقى فى الحكم، وكيف يغتال كل فرص السلام وينتهك كل القوانين والمعاهدات ويقود حرب إبادة يتصور معها أنه سيهزم العالم وحده، ويطرح على الإسرائيليين أنفسهم سؤال المصير: إلى متى يستمر هذا الجنون؟!