بسم الله

استهزاء بالأمم المتحدة!

د. محمد حسن البنا
د. محمد حسن البنا

ما فعله مندوب الكيان الصهيونى، إسرائيل، بتمزيق ميثاق الأمم المتحدة عار عليهم وعلى الإدارة الأمريكية، أو بالضبط استهزاء بالمنظمة الدولية التى يجب أن تتخذ قرارا بطرد إسرائيل من المنظومة الدولية. ما حدث ليس موجها لـ143 دولة أيدت عضوية دولة فلسطين، بل يمتد ليشمل الـ25 دولة الممتنعة عن التصويت والـ9 دول المعارضة. الغريب أن تجد أمريكا التى تنادى فى تصريحاتها بحل الدولتين تناقض نفسها وتساند إسرائيل فى رفض عضوية فلسطين للأمم المتحدة. وللأسف تنضم إليها دول مخدوعة ليس لها دور مؤثر فى المجتمع الدولى مثل الأرجنتين والمجر وتشيكيا!. والعجيب أن الممتنعين عن التصويت تتصدرهم دول أوربية مهمة مثل ألمانيا وإيطاليا وإنجلترا وكندا!. بالطبع صوتت جميع الدول العربية لصالح عضوية فلسطين، وأيضا روسيا وإسبانيا واليابان والبرازيل وأستراليا وجنوب إفريقيا وكافة الدول المحبة للسلام.

كانت أمريكا قد استخدمت الفيتو فى مجلس الأمن لمنع دولة فلسطين من الحصول على العضوية الكاملة. بينما أيده 12 دولة من أصل 15. ووفقًا لميثاق الأمم المتحدة، يتم قبول دولة ما عضوًا فى الأمم المتحدة بقرار يصدر من الجمعية العامة بأغلبية الثلثين بعد توصية إيجابية بهذا المعنى لـ9 أعضاء من مجلس الأمن، بشرط ألا يصوت أى من الأعضاء الدائمين الخمسة (روسيا، والصين، وفرنسا، وبريطانيا، والولايات المتحدة) ضد الطلب!.

رغم هذا العار الأمريكى فإننى أرى انتصارا عالميا كبيرا للقضية الفلسطينية. لهذا رحبت مصر فى بيان صادر عن وزارة الخارجية، بتصويت أغلبية أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة لصالح القرار الذى قدمته المجموعة العربية لدعم أهلية دولة فلسطين فى العضوية الكاملة بالمنظمة الدولية. واعتبرت مصر، أن صدور هذا القرار التاريخي، بمثابة تجسيد لواقع وحقيقة تاريخية على الأرض، واعتراف بحقوق شعب عانى لأكثر من سبعة عقود من الاحتلال الأجنبي. ويأتى القرار فى ظل اعتداءات وحشية وحرب إبادة جماعية وتهجير قسرى تمارسه إسرائيل بحق الفلسطينيين. مصر السلام تدعو الدول التى لم تعترف بالدولة الفلسطينية، أن تمضى قُدُمًا نحو اتخاذ هذه الخطوة المهمة والمفصلية لدعم القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني.

دعاء : اللهم إنا نعوذ بك من الغدر والخيانة.