نهر الخير يتدفق من القاهرة لغزة 54 ألف طن مساعدات للتحالف الوطنى لأهالينا بالقطاع

المتطوعون: إغاثة أهلنا فى غزة واجب وطنى تجاه أشقائنا قصص وحكايات على الحدود لإيصال المساعدات

التحالف الوطنى الذى يضم ٣٢ مؤسسة من مؤسسات المجتمع المدنى
التحالف الوطنى الذى يضم ٣٢ مؤسسة من مؤسسات المجتمع المدنى

مسافة السكة لم تكن كلمات عابرة قالها الرئيس السيسى لكنها كلمات ترجمتها مواقف وأفعال ليس فقط بمساعى السلام والسعى بكل دأب لوقف الحرب الظالمة على أهالينا فى غزة والدعوة لحل الدولتين والوقوف كحجر صلد أمام تهجيرهم والقضاء على القضية الفلسطينية ولكن قبل كل ذلك بتقديم كل أوجه المساعدات الإنسانية والطبية بأكثر من 2619 قاطرة محملة بـ 54 ألف طن مواد غذائية وأدوية ومستلزمات طبية وملابس وأغطية وهو إجمالى عدد قاطرات المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية والعلاجية، التى نجح التحالف الوطنى للعمل الأهلى والتنموى فى إدخالها إلى الجانب الفلسطيني منذ بدء العدوان الإسرائيلى على القطاع خلال المراحل الثمانية من الجسر البرى للمساعدات، لدعم الأشقاء فى غزة لمواجهة وتحمل أعباء الحرب الشرسة التى يشهدونها.
 "٨ قوافل"
كانت هذه لغة الأرقام التى تقول إن التحالف الوطنى الذى يضم ٣٢ مؤسسة من مؤسسات المجتمع المدنى أطلق حتى الآن 8 قوافل تمثل جسر إغاثة شملت أشكالًا مختلفة من المساعدات المقدمة إلى الشعب الفلسطينى، بالإضافة إلى قوافل الأطباء من جميع التخصصات، وبالتعاون مع مختلف المؤسسات التى تعمل تحت مظلة التحالف لتصبح جميعا وكأنها كيان واحد يتعاون وينسق ويعمل فى سيمفونية رائعة.

 "أبطال التحالف"

ولكن البعد الآخر يكمن فى كواليس القوافل الثمانى التى لعب فيها متطوعو التحالف من مختلف المؤسسات دور البطولة والذين وصل عددهم أكثر من ٢٠٠٠ متطوع من كل محافظات مصر مهندسين وأطباء وعمال وطلبة جامعات تختفى ألقابهم ليصبح المكان خلية نحل الكل يعمل ويبذل أقصى جهد، العامل مع المهندس مع الطبيب بجوار الموظف ما بين تعبئة وتغليف باليتات ورصها فى الشاحنات.

الجميع أبطال ليس فقط بإصرارهم ومرابطتهم وتنفيذهم لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى بوصول المساعدات الى الجانب الآخر إلى رفح الفلسطينية والاطمئنان على عبور الشاحنات رغم محاولات العدو منعها بشتى الطرق مرة بالتهديد ومرات بالقصف والعدوان لكن أيضا بعمل ومجهود كبير فى إعداد المساعدات وتعبئتها وتغليفها وتحميلها فى الشاحنات، عمل يستمر أكثر من ثلاثة أو أربعة أيام بدون توقف أو راحة، يقومون به بكل الحب والمثابرة والإصرار لتصل المساعدات لأصحابها أعانهم الله ونصرهم، علاوة على مرافقة القافلة حتى العوجة للتفتيش وعودتها مرة لدخول رفح الفلسطينية وقد تستغرق هذه الرحلة أيامًا.

  "يوميات المتطوعين"

يقول محمد حسين سالم، قوافل غزة التابعة للتحالف أعادت لى روح التطوع والإصرار وأتاحت الفرصة لتلبية احتياج لدىّ وهو المساعدة والمناصرة لأهلنا فى غزة والحمد لله أن ربنا وفقنى وقدرت أتطوع مع التحالف لإعادة تهيئة الشاحنات ودعم أهلنا فى غزة والمشاركة فى مطبخ إعداد الوجبات الغذائية بالمواصفات والاشتراطات الصحية الضرورية لدعم الأشقاء. 

مسئولية كبيرة

 أما رياض إبراهيم سليمان، فيؤكد: نحلم جميعًا بأن تتوقف الحرب، وحتى بلوغ هذا الحلم تعاهدنا بألا نبرح سياراتنا أو نغادر القوافل حتى يتم وصول الإغاثة للمستحقين فى كل أنحاء غزة، نشعر بمسئولية كبيرة.. إغاثة أهلنا واجب علينا بالإضافة إلى مسئولية أخرى وهى أن نحافظ على المساعدات خلال فترات الانتظار الطويلة حتى تصل إلى القطاع بحالة جيدة لنحيا جميعًا من أجل إحياء الإنسانية فى قلوب العالم. 

اقرأ أيضاً| أندريه زكي يستقبل مشيرة خطاب ورئيس لجنة حقوق الإنسان للتهنئة بعيد القيامة

 

فلسطين قضيتنا

 ويقول أحمد إبراهيم سلمان، التطوع فى قضية فلسطين فطرة مصرية أعاد شكل طريقة تفكيرى، شعرت أننى لابد أن أساعد الآخرين، وهذا هو ما تعلمته فى التحالف الوطنى من خلال السماح بتواجدنا فى القوافل بدءًا من أول نداء إغاثة لوقتنا هذا، شاركنا فى أحداث كثيرة جدًا نمت عندى مهارة التعامل مع الآخرين وزادت من ثقتى فى نفسى وثقتى فى أن قضية الشعب الفلسطينى هى قضيتنا وقضية كل مصرى وعربى أصيل.

 ويحكى حازم حسن أحد المتطوعين عن القافلة الأولى التى استمرّت أكثر من ٣ أسابيع  قائلا: فى الوقت الذى تحركت فيه القيادة المصرية دبلوماسيًا وأمنيًا، بدأ التحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى بكل ما يحمله من مؤسسات وجمعيات خيرية وأهلية، فى تحضير وتجهيز قوافل المساعدات الإنسانية التى وجه الرئيس السيسى بإطلاقها لمساعدة إخواننا فى غزة وفلسطين وكنا على أتم الاستعداد، تحركنا فجرا إلى المركز الطبى العالمى بالإسماعيلية كنقطة التجمع التى وضعها منسقو القافلة، بعد أن قمنا بتجهيز الشاحنات وتحميلها فى وقت قياسى لتلبية النداء، كنا أشبه بخلية نحل..

وانطلقنا فى مواعيدنا المحددة، ليبهرنا هذا الكم من الشاحنات والقاطرات التى اصطفت لعدة كيلومترات، وتحمل فوقها أكثر من ألف طن من المواد الغذائية والطبية والمساعدات العاجلة لأبناء فلسطين، مع الرقى فى التنظيم من قبل المسئولين عن القافلة، كانت السيارات المارة تقوم بتحيتنا والدعاء لنا: تروحوا وترجعوا لنا بالسلامة، ربنا يحميكم ويحفظكم..

وغيرها من كلمات كانت تغمرنا بعزة هذا الوطن وحب شعبه.. تحركت القافلة من الإسماعيلية إلى مدينة العريش، وتغمرنا بالسعادة والعز دوما، فما من بلدة مررنا عليها إلا ووجدنا بعض أهلها فى استقبالنا، يهتفون، يرفعون أعلام مصر وفلسطين، يناصروننا، يوثقون هذه اللحظة بهواتفهم..

حتى وصلنا ليلًا إلى مبنى ديوان محافظة شمال سيناء بمدينة العريش، التى كانت قد استعدت بكل قوتها لاستقبال هذه القافلة، فخصصت العديد من المخازن المتكاملة للحفاظ على هذه المنتجات وخاصة الطبية منها، فاصطفت الشاحنات أمام استاد العريش لتفريغها وتخزينها على الشكل الأمثل لحين انطلاقها إلى معبر رفح، ولكن طال الانتظار، فقد كانت أول قافلة وهناك تعنت من العدو الإسرائيلى الذى بدأ حرب تجويع لإخواننا فى فلسطين ليلة فأخرى فالثالثة، لكننا تحركنا إلى معبر رفح، الذى يبعد عنا قرابة الخمسين كيلو مترا، وهى لحظة جميعنا بلا استثناء كنا فى انتظارها.. انطلقنا فى تنسيق أمنى جميل.

حتى وصلنا فجرًا إلى آخر نقطة أمنية قبل المعبر، ولا شىء يسود هناك سوى النظام والأمن، فدخلت الشاحنات أولا لتنظيمها ثم نحن فى مكان جهزته الأجهزة الأمنية لنا لحمايتنا من جانب، وتنظيمنا والقيام بأعمالنا من جانب آخر، وبدأنا اعتصاما مفتوحا على الحدود لأكثر من أسبوعين حتى دخلت المساعدات وكانت فرحتنا كبيرة ومنذ ذلك الوقت وصل عدد القوافل إلى ثمانية ومستمرون فى مساعدة أشقائنا عبر جسر المساعدات.

ويلتقط الخيط محمد يحيى أبو شنب مراسل صحفى ومرافق للقوافل منذ اليوم الأول للحرب يقول: كان إعلان التحالف عن الوقوف بجوار أهالينا فى غزة وتقديم كل المساعدات الإنسانية لهم وتم الإعلان عن جسر مساعدات تضمن شاحنات من كل مؤسسات التحالف وبدأت القافلة الأولى وكنا مرافقين لها، وصلنا معبر رفح المصرى وسط فرحة كبيرة من جميع المتطوعين واصطفت الشاحنات رافعة أعلام النصر فلا يفصلنا عن أشقائنا الفلسطينيين سوى خمسمائة متر، وهكذا اصطف الجميع من متطوعين وسائقين وإعلاميين وصحفيين، أمام بوابة المعبر وسط هتافات بالقضية الفلسطينية ودعمها، لم تمر الساعة حتى ارتفعت أصوات التفجيرات على الجانب الآخر، وازددنا إصرارا على توصيل المساعدات لإخواننا.. ولكن مرت الساعات دون دخول شاحنة واحدة، فقررنا المرابطة حتى نصل إلى أخواتنا، كان الجميع على الحدود كفرد واحد يتقاسمون ما معهم من طعام وماء، المتطوعون كعادتهم انقسموا لمجموعتين للتبادل على حراسة الشاحنات، والقسم الثانى يوفر الطعام والشراب لكل الموجودين أمام المعبر، خاصة بعد إعلانهم اعتصاما مفتوحا لحين دخول المساعدات.. خيام ، وفِراش، وروح بسالية، وجلسات سمر، وسط دوى انفجارات على الجانب الآخر من معبر رفح بين الحين والآخر..

اعتصام مفتوح أطلقه متطوعو ومسئولو التحالف الوطنى ومؤسساته حتى دخول مساعداتهم للفلسطينيين، التى لم يسمح لها بسبب تعنت الجانب الإسرائيلى فى دخولها، وهو ما دعى القيادة المصرية لعدم فتح المعبر أمام الأجانب والسماح بدخولهم مصر إلا بدخول المساعدات، ورويدا رويدا سمح لدخول أول شاحنتين، وسط هتافات وتكبيرات، فبعد أيام من مثابرة المتطوعين أمام المعبر، وإصرارهم على عدم الرحيل إلا بدخول المساعدات جاءتهم اللحظة وعبرت شاحنتان، ومن ثم عشرون شاحنة وهكذا إلى أن دخلت جميعا،، وخلال تلك الأيام كنا نتابع مخازن مدينة العريش التى امتلأت عن آخرها، ومستشفيات المدينة التى استعدت بكل قوتها لاستقبال المرضى من الفلسطينيين، وترحاب أهل العريش بأبناء غزة من المرضى والمصابين.

 دعم القضية 

عمار صلاح نصر الله يؤكد أن كبر حجم المسئولية، جعلنا نعرف قوة القضية وأهميتها، وأن نكون متواجدين فى كل الوقفات الاحتجاجية على الحدود الفاصلة جزءا من الألف من المشاعر التى نشعر بها اتجاه أهلنا فى غزة، سنظل متواجدين لدعم القضية إلى أن يتوقف الظلم الواقع على أهلنا فى القطاع، وإلى أن تقف الحرب ونهنئ الشعب الفلسطينى بانتصارهم. أيضا وجودنا فى حملات الإغاثة جعلنا نشعر بأننا نشارك إخواننا فى غزة بعض الشىء فى صمودهم.

 "أجمل إحساس"

ويقول محمد سالم سليم: من بداية تواجدنا ومشاركتنا فى إعادة تنظيم شاحنات الإغاثة وفقا للمعايير المطلوبة مرورًا بكل المواقف التى كانت ومازالت تحدث ونحن مناصرين وداعمين للقضية الفلسطينية، لا يوجد أجمل من إحساس أنك تشارك فى دعم وإغاثة ونصرة أهل غزة، بتواجدنا على المعبر أو فى دور الشفاء المتواجدة فى شمال سيناء.