أوراق شخصية

الحرب الأهلية الأمريكية

آمال عثمان
آمال عثمان

الاعتصامات والاحتجاجات الطلابية، ضد الحرب الإسرائيلية فى غزة أعادت إلى الأذهان موجات المظاهرات العارمة التى شهدتها الولايات المتحدة فى الماضي، وأشهرها الاحتجاجات الطلابية المناهضة لحرب فيتنام عام 1968، ودعم حركة الحقوق المدنية التى أسهمت بإنهاء التمييز ضد الأمريكيين السود، ومناهضة نظام الفصل العنصرى فى جنوب إفريقيا.

مما دفع صحيفتى «نيويورك تايمز» و«واشنطن بوست» إلى استعادة ذكرى الاحتجاجات الطلابية ضد الحرب الأمريكية فى فيتنام، خاصة مع استدعاء الشرطة لتفريق المعتصمين، مثلما حدث فى الماضي، صحيفة «واشنطن بوست» اكتفت بالإشارة إلى الاحتجاجات فى جامعة كولومبيا فى نيويورك، أما صحيفة «نيويورك تايمز» فذهبت إلى أبعد من ذلك، وعقدت مقارنة بين جيلين من الشباب - فى كلتا الحالتين - مستعدين للاحتجاج، جيلين غاضبين من الحرب فى ظروف سياسية تكاد تكون متطابقة، قبل انعقاد المؤتمر الوطنى الديمقراطي، وانتخابات رئاسية مهمة للمرشح الديمقراطي.

 إذا كان جيل 1968 بدأ حركة فى حرم الجامعات، ونمت خلف قناعة أخلاقية، كأساس لغضبه بشأن حرب فيتنام، التى جند لها خلال عامين مليون أمريكي، وتمكن الأمريكيون من رؤية أهوالها على شاشة التليفزيون، فإن الجيل الحالى يتابع الحرب الإسرائيلية على غزة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ويشعر الكثيرون منهم بالرعب مما يرونه من إبادة جماعية بمساعدة وتحريض من رئيس أمريكى دعموه، وبالتالى يشعرون بأنهم متورطون بصفة شخصية فى صراع يتزايد فيه القتل دون نهاية فى الأفق، وهى مسألة أخلاقية بالنسبة لهم، ولن يتغير موقفهم بسهولة، فليس من الممكن تجاهل جثة طفل ميت بين ذراعى أمه، أو تجاهل الجياع وهم يتدافعون بحثاً عن ساتر حين يتعرضون لإطلاق النار، وليس من السهل إزالة الحطام بعد تعرض قافلة من شاحنات المساعدات الغذائية لإطلاق النار، ومقتل العديد من عمال الإغاثة!

وتتوقع صحيفة «نيويورك تايمز» تكرار سيناريو ما حدث فى احتجاجات الطلاب عام 1968 فى الأيام المقبلة، تنتهى الفصول الدراسية، ويعود الطلاب إلى منازلهم لفصل الصيف، بينما معارضتهم واحتجاجاتهم لن تتوقف، حيث تخطط الجماعات المناهضة للحرب، لتنظيم احتجاجات كبيرة فى شيكاغو أثناء المؤتمر الوطنى الديمقراطي، أما المخرج البريطانى «أليكس جارلاند» فيتوقع حرباً أمريكية أهلية مروعة، من خلال فيلمه الجديد «حرب أهلية» الذى يطرح من خلاله قدرة الفن على التنبؤ بالمستقبل.. وللحديث بقية.