جريمة ابتزاز قاصر l رانيا.. تم استغلالي من رجل أعمال للتشهير بشخص لا تعرفه

رانيا
رانيا

اسماء‭ ‬سالم

طموح مشروع وهدف نبيل كانا المحركين الرئيسيين لفتاة مراهقة كانت تحلم أن تكون ممثلة معروفة أو بلوجر مشهورة حتى تساعد والديها في نفقات أشقائها ولكنها أصبحت ضحية لرجل أعمال بلا ضمير خان الامانة واستغل فيديو ترويجي لمشهد تمثيلي عادي قدمته الفتاة المراهقة وأساء به لا إلى سمعة الفتاة وأهلها فقط وإنما إلى شخص لا تعرفه.

تفاصيل الواقعة كما ترويها الفتاة المجني عليها تحملها السطور التالية التي تمثل جرس إنذار لخطر داهم قد تتعرض له أي فتاة مراهقة تحلم بالشهرة والنجومية.

رانيا فتاة مراهقة لم تتجاوز 15 عاما من عمرها، طالبة في الصف الأول الثانوي، من عائلة بسيطة، لديها 4 أشقاء، كانت احلام والديها تتلخص في أن يعيشوا في ستر وأمان، وكان والد رانيا مريضا لكنه يحاول بقدر الإمكان أن يعمل من أجل إسعاد أبنائه، والأم تعمل في الصباح عاملة بمصنع وفي المساء تبيع شرابات في الشارع.

لم يكن مهم لديهم التعب والإرهاق، بقدر ما كان يعنيهم أن يحافظوا على رانيا وأشقائها، وفي أحد الأيام جاء رجل اعمال وطرق الباب على أهل رانيا وقدم لهم مساعدة مالية، وظل فاعل الخير يأتي كل شهر وفي يوم محدد يرسل المال، حتى أصبح من أهل ثقة، فلم يصدر منه شيء مسيئ.

وفي أحد الأيام سمع رجل الخير هذا، أن رانيا تقول إنها تتمنى أن تصبح ممثلة أو تعمل بلوجر مثل المشاهير، لكي تساعد والديها.

كانت تتحدث وعيناها تلمع بنشاط دافق، حتى جاء في يوم وعرض ذلك الرجل عليها أن تصور رانيا فيديو، مشهد تمثيلي وسوف يعرضه على أحد المخرجين أو الممثلين الذين تربطهم به علاقة طيبة، لكي يساعدها في الوصول للقمة.

تحمست رانيا وعيناها تضيئ بشعاع الفرحة التي تنطلق على وجهها وتقول وهي تتنهد؛ سأحقق حلمي واساعد والدي وأشقائي .

مشهد تمثيلي

ومنذ ذلك الوعد، وظلت رانيا كل يوم تقف امام المرآة وتقلد الممثلين، وتقول لنفسها بصوت هامس كأنها تسكب في عروقها الامل، ستشفى يا ابي وسوف تتعززي يا امي في بيتك بمجرد أن اكسب المال لن اسمح لوالدي العمل والشقاء مرة أخرى .

وفي أحد الأيام، جاء رجل الخير في ميعاده كل شهر، لتقديم المساعدة المالية، وحدد لرانيا اليوم والساعة التي سوف تمثل مشهد ويعرضه على احد المشاهير، فتوقعت رانيا أنها من ستختار المشهد من أي عمل درامي، لكنه فاجأها بأن المشهد مكتوب ويجب أن تحفظه لتؤديه أمام الكاميرا، لكي يختبر قدرتها التمثيلية بشكل حقيقي.

خافت رانيا في البداية فهي لا تعلم كيف سيكون المشهد وهل هو صعب أم سهل، لكنها ظلت تحمس نفسها حتى ذهبت في المكان الموعود بأحد الشوارع، ووجدت الفتاه رجل الخير ومعه اثنين، طلبوا منها أن تنظر إلى كاميرا الهاتف وتمثل الكلمات المكتوبة، وعادت مرة واثنين حتى أتقنت المشهد .

المشهد يتلخص في أن تروي رانيا قصتها مع شاب وهمي كما ظنت .

فالمفترض، أن ذلك الشاب سائق اوبر استقلت معه السيارة، وأثناء حديثها معه، علمت أنه يعمل في مجال الإعلام، وقالت له:»أنها تريد أن تفتح مشروعا فطلب منها 20 ألف جنيه، مقابل أن يفتح لها كشك ورد، وبالفعل أخذ المال، واختفى عدة أيام ثم قابلها، وحاول اغتصابها .»

هذا هو المشهد التمثيلي لا يمت للواقع بصلة، على حسب قول رانيا لاخبار الحوادث .

كانت الفتاة الصغيرة تشعر بالشغف، فذهبت إلى والدتها وروت لها ما حدث، خافت الام في البداية ولكن سعادة الطفلة جعلتها تحبس قلقها في أعماق قلبها حتى لا يتلاشى شعور رانيا، ومرت الايام والطفلة تنتظر رد فعل رجل الخير ماذا حدث؟ هل عرض الفيديو على احد المخرجين؟ ومتى ستصبح على سلم المجد؟

وبعد أيام شاهدت امرأة رانيا وعرفتها، استوقفتها، وبدأت تسألها بشفقة، كيف تعرضتي لحادث الاغتصاب من ذلك الإعلامي، وسألتها رانيا في حالة تعجب، ماذا تقصدين؟ !

قالت لها السيدة؛ شاهدت لكي فيديو تستنجدين بالناس وتشتكين من الإعلامي الذي حاول اغتصابك، ردت رانيا سريعا، «ده تمثيل.. شوفتي الفيديو فين»؟!، ذهبت الى والدتها سريعًا، وروت لها ما قالته السيدة وهي لا تفهم فمن المفترض أن الفيديو مجرد تجربة، وبعد دقائق اتصل أحد افراد العائلة من الصعيد، يصرخ كيف تتعرض رانيا لذلك الموقف؟!

وكانت الصدمة لرانيا التي حطمتها؛ أن الفيديو نزل في التيك توك على أنه واقعة حقيقية وليس تمثيلا، وأن الإعلامي شخص حقيقي، وعلى حسب حديث رانيا معنا في «اخبار الحوادث»؛ يبدو أن الإعلامي ورجل الأعمال هذا، لديهما خلافات هي لا تعلم عنها شيئًا، ذلك قرر الرجل أن يشهر به، على حساب شرف رانيا .

صرخة أم

انهارت البنت وامها، ظلا يصرخان مرعوبين على والدها، الذي انهار وسقط أرضًا، وتلاشت احلام رانيا، والاسوأ تقدم الإعلامي ببلاغ للنائب العام ضدها بتهمة التشهير، وعلمت الطفلة بالبلاغ واستطاع الإعلامي التواصل مع رانيا، والتي شرحت له ما حدث معها، ولكي تثبت له حسن نيتها، طالبت أن تنضم الى البلاغ وقابلت د. صبره القاسمي محامي المدعي؛ لتشرح للنيابة العامة أنها تم خداعها وهي لا تعرف الإعلامي من الأساس ولم تقابله يومًا وهي طفله شريفة طموحة لا تقبل أن يعيش أهلها على الصدقة الجارية ولا في شقاء .

تقول الأم: منذ ذلك اليوم الذي شاهدت رانيا، فيه الفيديو، وهي تعيش أسوأ ايام حياتها، فـ زملاؤها في المدرسة يتنمرون عليها، وتعرضت للإهانة من الجيران وأصبحت تعيش في ضغط نفسي صعب، هي واشقائها، لدرجة حاولت شقيقتها الكبرى الانتحار، من كثرة مضايقات الجيران، وتحولت حياة رانيا وأسرتها إلى الحضيض، وأصبحت الفتاة الصغيرة ترى نفسها انها موهبة مسجونة خلف جدران منزلها، خوفًا من الاسلحة المدمرة التي تخرج من أفواههم، فتناشد رانيا ووالدتها المسؤولين يرحموها وأسرتها، ويساعدوهم ليخرجوا من تلك الأزمة  .

وأكد د. صبره القاسمي المحامي قائلا؛ في حالة تم إثبات الجناية على المتهم، الذي سيتضمن المطالبة بتطبيق قانون رقم 12 لسنة 1996 المعدل بالقانون رقم 126 لعام 2008، وقانون العقوبات رقم 58 لسنة 1937 بقانون 141 لسنة 2021، المادة 289 التي تعاقب بالسجن المشدد للأفعال السابقة التي ارتكبها رجل الأعمال محترف السمسرة في حق الطفلة القاصر بالسجن المشدد مدة لا تقل عن عشر سنوات، إضافة لقوانين منع التشهير بالأطفال التي تصل عقوبتها للسجن المشدد.

وتساءل هل حقا فاعل الخير، شخص باع نفسه للشيطان، واستغل طفله قاصر للتشهير، هذا ما ستوضحه تحقيقات النيابة العامة التي مازالت مستمرة لكي تؤكد أو تنفي، اقوال رانيا  أنها استخدمت كسلاح خداع شامل أو جناية في حق رجل لا تعرفه .

اقرأ  أيضا : «ثغرة».. مشروع تخرج لطلاب إعلام حلوان للتوعية ضد الابتزاز الإلكتروني


 

;