مصر تكثف جهودها للحيلولة دون «اجتياح رفح»

وفد حماس يصل القاهرة خلال يومين لاستكمال مفاوضات الهدنة

عائلات الأسرى تقطع طريقا رئيسيا فى تل أبيب
عائلات الأسرى تقطع طريقا رئيسيا فى تل أبيب

إبراهيم مصطفى ووكالات الأنباء

كثفت مصر جهودها لتعزيز الموقف التفاوضى بين إسرائيل وحماس من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار والإفراج  عن الأسرى. وقال مصدر رفيع المستوى لقناة «القاهرة الإخبارية» إن رئيس المخابرات العامة المصرية اللواء عباس كامل أجرى اتصالا هاتفيا مع رئيس المكتب السياسى لحركة حماس إسماعيل هنية. وأضاف المصدر أن وفدا من الحركة سيصل إلى القاهرة خلال يومين لاستكمال مفاوضات الهدنة. من جانبها قالت حركة حماس إن هنية ثمن دور مصر وأكد على الروح الإيجابية لدى الحركة فى دراسة مقترح وقف إطلاق النار. 

فى غضون ذلك شارك السفير د. أحمد إيهاب جمال الدين، المندوب الدائم لجمهورية مصر العربية فى جنيف، فى جلسة الإحاطة التى عقدها السيد فيليب لازاريني، المُفوض العام لوكالة الأُمم المُتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، للبعثات الدائمة فى جنيف، وذلك لإحاطتهم بالأوضاع الإنسانية فى قطاع غزة وبالتطورات المُرتبطة بالتحقيقات حول الاتهامات الإسرائيلية المُتعلقة بالحياد الإنسانى للوكالة، والتقرير الصادر عن مجموعة المُراجعة المُستقلة للأونروا.

أكد المندوب الدائم خلال مُداخلته، على دعم مصر الكامل لولاية الأونروا، ولدورها المحورى فى مساعدة الفلسطينيين فى مختلف المناطق. كما أكد جمال الدين تقدير مصر لجهود المُفوض العام، فى ظل الظروف الإنسانية الكارثية فى غزة وحملات التشويه والاستهداف التى تتعرض لها الوكالة، مرحباً بتفاعل المفوض العام وسكرتير عام الأمم المتحدة مع نتائج وتوصيات تقرير مجموعة المراجعة المستقلة بشان نزاهة وحياد الوكالة، وكذا بقرار عدد من الدول المانحة استئناف وزيادة تمويلها للأونروا، عقب صدور نتائج التقرير. وحثَّ المندوب الدائم المُجتمع الدولى على تعزيز وزيادة مُساهماته التمويلية للوكالة، لتتمكن من الوفاء بالتزاماتها تجاه الاحتياجات الإنسانية المُتزايدة للقطاع وسد الفجوة التمويلية القائمة. كما حذَّر من مُحاولات الانقضاض على الوكالة وولايتها، مؤكداً أهمية ومحورية دور الأونروا.

واختتم جمال الدين مُداخلته بإعادة التأكيد على أهمية تنفيذ قرارى مجلس الأمن رقم 2720 ورقم 2728، مُجدداً دعوة مصر للوقف الفورى لإطلاق النار ولحماية المدنيين وعمال الإغاثة الإنسانية، ونفاذ المُساعدات الإنسانية إلى سُكان القطاع بدون أى عوائق، مجدداً رفض مصر القاطع لأية محاولات لتهجير الفلسطينيين خارج أراضيهم، ولأى عملية عسكرية فى مدينة رفح.

جاء ذلك فى الوقت الذى يترقب فيه العالم الاتفاق المحتمل بين إسرائيل وحماس الأمر الذى قد يمنع اجتياح رفح حيث يضغط الديمقراطيون على الإدارة الأمريكية لوقف عملية عسكرية فى المدينة التى يقطنها أكثر من مليون نازح فيما تظاهر أهالى الأسرى للمطالبة بتمرير الصفقة. 

وفى تقرير لها وصفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الوضع فى رفح بـ»المعضلة» وأشارت إلى التحديات العسكرية والسياسية فى المدينة خلال الساعات المقبلة.

وقالت إن أنظار العالم تتجه إلى رفح بانتظار اتخاذ القرار بشأن الصفقة لكن إلى حين اتخاذ القرار، تصر إسرائيل على أن العملية العسكرية فى المدينة أمر واقع. وأضافت أنه قبل 3 أشهر أمر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الجيش بالتحضير لعملية رفح مما أثار قلق المجتمع الدولي.

وطوال هذه الفترة، كرر نتنياهو تحذيراته بأن العملية على وشك البدء واعتبرها «خطوة ضرورية» على طريق «الانتصار الكامل» على حماس. ومن المتوقع أن يتم فى الساعات أو الأيام المقبلة اتخاذ القرار الذى سيشكل نهاية المعركة فى قطاع غزة..

وعن السيناريوهات المحتملة، قالت الصحيفة إنه قد يتم التوصل إلى صفقة لإطلاق سراح الأسرى ووقف إطلاق النار مما يعنى إلغاء العملية المخطط لها فى رفح بحكم الأمر الواقع. والاحتمال الآخر أن ترفض حماس شروط الصفقة مما يعنى أن إسرائيل لن تسترجع الأسرى ولن تحصل على دعم دولى لاجتياح رفح.

وأضافت الصحيفة أن الجيش الإسرائيلى يبدو منفصلا عن التطورات السياسية حيث أتمت الفرق العسكرية استعداداتها للتقدم فى عملية رفح على أن يترك خيار التوقف لصالح المفاوضات أو التوصل إلى اتفاق مستقبلي. 

وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن الجيش الإسرائيلى قام بتسريح بعض جنود من الاحتياط الذين جرى تعيينهم للمشاركة فى عملية رفح المحتملة. ولم تذكر وسائل الإعلام أى تفاصيل حول القرار أو أسبابه.

من جهة أخرى نظمت عائلات الأسرى الإسرائيليين احتجاجا أدى إلى تعطيل حركة المرور على طريق أيالون فى تل أبيب صباح أمس. وقال موقع  «I24» إن المتظاهرين رفعوا لافتات عناوينها كتب عليها «إما رفح أو الصفقة..

نحن نختار الحياة!» وطالب المتظاهرون باتخاذ إجراءات فورية للإفراج عن ذويهم فيما اعتقلت الشرطة اثنين من المتظاهرين. وفى القدس المحتلة، تجمعت النساء أمام مقر إقامة نتنياهو، ووضعن صوراً كبيرة للأسرى. وشدد احتجاج النساء، على الآثار النفسية المترتبة على الأسرى المحتجزين منذ 209 أيام ورفعن لافتات مكتوبا عليها «إنه صباح كئيب للغاية، يا رئيس وزراء إسرائيل».