نائب رئيس الإدارة الدينية لمسلمى روسيا: الإسلام جزء أصيل من مكونات أمتنا

نائب رئيس الإدارة الدينية لمسلمى روسيا فى حواره مع «الأخبار»
نائب رئيس الإدارة الدينية لمسلمى روسيا فى حواره مع «الأخبار»

رضوى الصالحى

على مدى أكثر من 80 عاما تمتد أواصر العلاقات بين مصر وروسيا، فتجمعهما العديد من القواسم المشتركة، ما بين عراقة الحضارة والتاريخ وثقل كل دولة بموقعها ومكانتها وزادت مع العصر الحالى فى إقامة مشروعات اقتصادية نووية مثل محطة الضبعة النووية بمحافظة مرسى مطروح، ومع هذا فإنها تتوج بالعلاقات الإسلامية بين البلدين العريقين، كان لـ«الأخبار» لقاء مع د.روشان ابياسوف نائب رئيس الإدارة الدينية لمسلمى روسيا، ونائب رئيس مجلس شورى المفتيين الروس، خلال حضوره افتتاح معرض «تقاليد الإسلام فى وروسيا» بالمركز الثقافى الروسى.

فى البداية حدثنا عن الإسلام فى روسيا وكيف وصل إليها؟

عمر الإسلام فى روسيا ليس بالحديث، بل تمتد جذوره فى بلاد القياصرة لأكثر من ألف عام، مما يجعل من الإسلام مكونا رئيسيا من مكونات دولة روسيا الاتحادية، فنجد الديانة الإسلامية فى روسيا ثانى أكثر الديانات انتشارًا بعد المسيحية الأرثوذكسية، حيث وصل الإسلام من خلال الفتوحات الإسلامية شمال القوقاز وآسيا الوسطى، حتى أصبحت مدينة بولغار هى مركز الإسلام فى روسيا وتعرف بـ «مكة روسيا» والواقعة بدولة تتارستان الروسية والتى شهد العديد من الفعاليات والاحتفاليات الدينية فى الأعياد ورمضان، ليصل اليوم عدد المسلمين الروس ٣٠ مليون مسلم بجميع أنحاء روسيا.

كنتم فى زيارة إلى دار الإفتاء المصرية، فما هى الاتفاقيات التى تمت؟

تم الاتفاق على زيادة البعثات لمفتيى روسيا إلى الأزهر الشريف ودار الإفتاء بمصر لزيادة وصقل معارفهم بالتعاليم الإسلامية، وذلك باعتبار الأزهر الشريف هو منارة الإسلام حول العالم.

ما الفتاوى الأكثر طرحا من المسلمين الروس؟

هى الفتاوى التى تتعلق بالأمور الحياتية الطبيعية مثل باقى المسلمين حول العالم، مثل الزواج والطلاق ورعاية الوالدين وإن كانوا من دين آخر، وأحكام البيع والشراء والتجارة وغيرها.

ما التقاليد الإسلامية الروسية فى المناسبات الدينية، والتى تقام بالمركز الإسلامى بموسكو؟

لا تختلف العادات الإسلامية والتقاليد بين المسلمين حول العالم فى الأغلب، فمثلا تظل أبواب المركز والمسجد مفتوحة للجميع سواء مسلما أو غير مسلم للتعرف على الإسلام وسماحته، هذا بالإضافة إلى أنه يتم عرض بعض المقتنيات الإسلامية الأثرية التى شهدت مولد الإسلام فى روسيا وأول مصحف تم طباعته، والتى توضع بالمسجد احتفاء بها وللتعريف بتاريخ الإسلام.

تتجه روسيا اليوم لزيادة تعميق العلاقات مع دول منظمة العالم الإسلامى فلم هذا التوجه؟

روسيا دولة محافظة بطبعها تحترم الأسرة وتقاليد الفطرة الإنسانية السليمة التى خلقنا الله عليها، وهذا ما يتفق مع دعوة ديننا الحنيف الدين الإسلامى والذى تدين به دول منظمة الاتحاد الاسلامى، كما أن أغلب العادات والتقاليد تتشابه وتهدف لرقى وبناء المجتمع، وهذا ما يدفع العديد من الطلاب العرب لاستكمال تعليمهم فى روسيا لتقارب وتشابه العادات والتقاليد الأسرية.

تعتزم روسيا إقامة منتدى «روسيا- العالم الإسلامى» منتصف مايو، فما المشاريع التى تسعى روسيا لتنفيذها؟

منتدى روسيا العالم الإسلامى أو منتدى الحلال والذى يقام فى مدينة قازان من كل عام يهدف لتشجيع صناعة الحلال فى جميع المنتجات والخدمات التى تقدم لدول العالم الإسلامى سواء فى المنتجات الغذائية وصناعة الملابس وصناعة الأدوية التى تتوافق مع التقاليد الإسلامية.

تروج روسيا الآن للسياحة الطبية الحلال فما هى؟

تستقبل روسيا اليوم أكثر من ١.٢مليون مواطن عربى ومسلم لتلقى خدمات السياحة العلاجية الحلال كالفحص الطبى، وزرع الأعضاء، وطب الأسنان، وطب الأورام، وطب العيون، وجراحة الأعصاب والجراحة العامة، بما فى ذلك جراحة القلب والأوعية الدموية، وطب الأنف والأذن والحنجرة، والتوليد وطب النساء، والمسالك البولية وجراحة العظام، وهو ما لا يتواجد بالدول الأوروبية.

هل هناك اعتراف بالتمويل الإسلامى فى البنوك الروسية؟

- نعم، فروسيا تعمل على توفير المعاملات الإسلامية فى البنوك من أجل المسلمين الروس والعرب المقيمين بها الذين يسعون لممارسة شعائر التجارة الإسلامية بحرية، فتم افتتاح أول مكتب تمويل إسلامى بروسيا الاتحادية، كما أنها اعتمدت قانونًا بشأن الخدمات المصرفية الإسلامية، وجارٍ الآن تنفيذه حتى سبتمبر 2025، وتعمل اليوم أكثر من 500 مؤسسة مصرفية ومالية إسلامية فى 105 دول، ويبلغ إجمالى أصولها أكثر من تريليونى دولار.