كشف حساب

مقاطعة الأسماك تؤتى ثمارها!

عاطف زيدان
عاطف زيدان

نجحت حملة مقاطعة الأسماك التى انطلقت من محافظة بورسعيد قبل أسبوع فى تحقيق أهدافها، خاصة بعد انتشار الحملة فى معظم محافظات مصر. واضطر معظم التجار إلى تخفيض أسعار الأسماك بنسب مختلفة تصل لـ٣٠% فى بعض الأنواع. وقد شجع نجاح الحملة على إطلاق حملات مماثلة على مواقع التواصل الاجتماعى، لمقاطعة البيض «خليه يمشش»، ومقاطعة اللحوم «خليها تدود» و «خليها تنتن» ، وربما تمتد إلى غيرها من السلع. وقد امتدت آثار نجاح حملة مقاطعة الأسماك بالفعل إلى سلعة الدواجن، حيث انخفض سعر الكيلو من الدجاج الأبيض من ١٠٥ جنيهات فى المزرعة قبل أسبوعين إلى ٧٥ جنيها حاليا، وطال الانخفاض كل منتجات الدواجن باستثناء البيض الذى مازال يباع للمستهلك بسعر يتراوح بين ١٦٠ - ١٧٠ جنيها للكرتونة. وسوف تتسبب حملة مقاطعته حتما، فى تخفيض الأسعار. لقد اكتوينا جميعا بنيران الأسعار، منذ مداهمة جائحة كورونا حياتنا، وتبعتها الحرب الروسية الأوكرانية، ثم جاءت حرب الإبادة الغاشمة على قطاع غزة، لتزيد الوضع سوءا. والحق يقال، فقد كان الرئيس عبدالفتاح السيسى سباقًا فى إدراك أهمية سلاح المقاطعة لمواجهة الغلاء، حيث نصح المواطنين قبل خمس سنوات، بمقاطعة المنتجات التى ترتفع أثمانها، وذلك للتغلب على ارتفاع الأسعار.


وقال السيسى، خلال احتفالية تكريم المرأة المصرية والأمهات المثاليات، فى ٣٠ مارس ٢٠١٩: «الحاجة اللى تغلى ماتشتروهاش، لو عايزين تسيطروا على الأسعار، أى حد بيبيع ويشترى عايز يكسب وينجح، لو الناس مرحتش تشترى السلعة دى هتنزل الأسعار» . وها هى الأيام تثبت صدق رؤية الرئيس.
وأوضح وسام الصفتى منسق حملة مقاطعة الأسماك على مستوى الجمهورية فى تصريحات صحفية أن هناك محلات أغلقت أبوابها بسبب عدم وجود حركة للشراء، وارتفاع أسعار الثلج بعد ازدياد استهلاكه نظرًا لطول بقاء الأسماك فى المحلات ما قد يعرضها للتلف، موضحا أن الحملة ستمتد لمقاطعة البيض واللحوم وأيضا.
آن الأوان لإعلاء سلاح المقاطعة، فى وجه جشع التجار، بدلا من إلقاء اللوم على الآخرين. فقد أكدت الحملة الناجحة لمقاطعة الأسماك، أن سلاح مواجهة الغلاء بأيادينا، وعلينا استخدامه عند اللزوم. حمى الله مصر وشعبها من الجشع وتجاره.