سيناء.. تعمير الأرض وبناء الإنسان

صورة موضوعية
صورة موضوعية

■ كتب: صالح العلاقمي - هانئ مباشر - ياسمين عبدالحميد

في ٢٥ أبريل تحل الذكرى الـ٤٢ لتحرير سيناء، الذى لم يكن يتحقق دون بذل أبناء ورجال مصر المخلصين دماءهم فى سبيل هذه الأرض الطاهرة، وخوض رحلة طويلة وشاقة لاستعادتها من جديد، بعد أن اغتصبها العدو الغاشم فى يونيو ١٩٦٧.

لم يكن تحرير سيناء وليد هذه اللحظة فحسب، بل مر بالعديد من المحطات المُهمة، والتضحيات الضخمة عبر السنين، بداية من حرب الاستنزاف، مرورًا بالانتصار العظيم فى 1973، بقيادة الرئيس الراحل محمد أنور السادات، حتى الوصول إلى سلاح المفاوضات، الذى أسفر عن عودة أراضى سيناء إلى أهلها، فى أبريل ١٩٨٢.

وتأتى ذكرى تحرير سيناء هذا العام بالتزامن مع تحدٍ أكبر، بعدما أصبح واضحًا للعالم كله رغبة إسرائيل فى تهجير أهالى غزة إلى سيناء، وهو ما وقف الرئيس عبدالفتاح السيسى أمامه بكل قوة، متعهدًا بالتصدى لكل من تسول له نفسه المساس بأمن مصر القومى، خاصة فى سيناء.

وقد شهدت السنوات العشرة الأخيرة معركتين انتصرت فيهما الإرادة المصرية على أرض سيناء، الأولى كانت تطهيرها من الإرهاب الأسود، بملحمة وطنية شارك بها رجال القوات المُسلحة والشرطة المدنية، وبالتوازى مع تلك الملحمة، كانت الدولة بكافة مؤسساتها تخوض معركة أخرى لإعادة إعمار وتنمية سيناء، وهو ما سنتناوله بالتفصيل في السطور التالية.


◄ نشر التجمعات الزراعية في الشمال والجنوب

وضعت الدولة شبه جزيرة سيناء على خارطة التنمية الشاملة ورسم مسار تنموى لها وذلك ضمن خطة طموح وغير مسبوقة لتعمير أرض الفيروز، كما وضعت التنمية الزراعية بسيناء على رأس أولوياتها باعتبارها أحد أهم عوامل الجذب السكانى، فتم إنشاء العديد من مشروعات التنمية الزراعية بهدف زيادة الرقعة الزراعية، وتحقيق الاستقرار المعيشى لكافة الأسر من أبناء سيناء والوافدين إليها من المحافظات الأخرى، مع خلق فرص عمل مباشرة وغير مباشرة تعمل على تحسين معيشة السكان وضمان حياة كريمة لهم وتوفير كل سبل العيش الكريم على كافة الأصعدة.


◄ مشروع التجمعات
ويوضح السيد القصير وزير الزراعة واستصلاح الأراضى أنه نظرًا لاهتمام القيادة السياسية بتنمية وإعمار سيناء فقد تم تنفيذ مشروع التجمعات الزراعية بشمال وجنوب سيناء والتى تهدف لإضافة مساحات زراعية جديدة لسيناء، وتوفير فرص عمل مباشرة وغير مباشرة لأبنائها مع تحقيق الاستقرار المعيشى والسكنى للعديد من الأسر البدوية مع إحداث اندماج مجتمعى بين الوافدين من الوادى والدلتا مع أبناء سيناء لخلق مجتمع قادر على مواجهة كافة التحديات والتغلب على الصعاب مما يضمن تحسين سبل العيش لقاطنى تلك التجمعات من أبناء الوطن.

وقال إن مشروع التجمعات الزراعية من أهم مشروعات وزارة الزراعة بسيناء حيث يحقق الاستقرار المعيشى لحوالى 2122 أسرة من خلال 18 تجمعا تنمويا منها 7 تجمعات بمحافظة جنوب سيناء و11 تجمعا بمحافظة شمال سيناء، وتقدر المساحة الكلية لهذه التجمعات بحوالى 11 ألف فدان من الأراضى المستصلحة ومعدة للزراعة ومزودة بعدد من الآبار الجوفية يصل عددها إجمالا إلى 286 بئرا على أعماق مختلفة بالإضافة الى كافة الخدمات التعليمية، والصحية، والتنموية، والتجارية، ولخدمة هذه التجمعات والمناطق المتاخمة لها استلزم الأمر إنشاء 3 مراكز للخدمات التنموية الزراعية تعمل على تقديم كافة الخدمات التنموية الزراعية لمشروعات التنمية الزراعية بشبة جزيرة سيناء، تهدف هذه المراكز إلى تقديم كافة الخدمات التنموية الزراعية للمزارعين من أبناء سيناء والوافدين إليها كما تحقق هذه المراكز رؤية وزارة الزراعة وهى بناء مجتمع زراعى جديد ونظم مزرعية حديثة تحقق أعلى إنتاجية من وحدتى الأرض والمياه مع الحفاظ على الموارد الطبيعية من التدهور وتحقيق التنمية المستدامة.


450 ألف فدان
وأشار الوزير إلى أنه تم استصلاح واستزراع أكثر من 450 ألف فدان فى سيناء عبر خطة طويلة الأمد تولاها مركز بحوث الصحراء، والتابع لوزارة الزراعة واستصلاح الأراضى، والذى يهدف لاستكشاف ودراسة الموارد الطبيعية فى الصحراء المصرية، ووضع خطط استثمار هذه الموارد لتحقيق التنمية المستدامة.

ويُبدع مزارعو شمال سيناء فى أعمال الزراعة المُختلفة، أسفل الصوب والأنفاق البلاستيكية، بعد أن اكتسبوا خبرات كبيرة فى هذا المجال، ما حقق حالة من الاكتفاء الذاتى على مدار السنوات الماضية، بل أصبح إنتاج سيناء من المحاصيل يمثل شُهرة كبيرة للمحافظة، وتُعتبر الزراعة أسفل الصوب الزراعية، وتحت الأنفاق البلاستيكية، من أفضل الوسائل لإنتاج المحاصيل الزراعية بطرق غير تقليدية فى غير أوقاتها أو بغرض حمايتها من التقلُبات الجوية، والتحكم فى الظروف البيئية التى تُلائم نموها.

ويقول سلامة محمد، مُزارع، إن الزراعة أسفل الصوب مُكلفة للغاية لكن عائدها مُجزٍ، فهو يُنتج الخضراوات والفاكهة التى تلقى إقبالا شديدا عليها نظرًا لجودتها وتميزها، حيث يتم حجز المحصول قبل نضجه من قبل التُجار، وطالب بتكثيف الإرشاد الزراعى الذى يعد عصب الزراعة، لتعريف الفلاح وتزويده بكل ما هو جديد فى المجال الزراعى والأنشطة الزراعية بشتى أنواعها، علاوة على تقديم خدمات إنتاجية للمزارعين مُتمثلة فى التقاوى والمُساعدة فى تسوية الأرض.

ويؤكد المهندس عبد الحميد الأخرسي، نقـيب الفلاحين بشمال سـيناء، أن هناك خبرات سابقة لدى مزارعى شمال سيناء فى الزراعات أسفل الأنفاق البلاستيكية أو الصوب الزجاجية، موضحًا أنه يتم تسويق إنتاج الخضراوات لتغزو أسواق المحافظات، وباستخدام الرى بالتنقيط، والإنتاج العضوى الآمن، مؤكدًا أهمية التركيز على الجودة بالنسبة للمنتجات والمستلزمات، وذلك بوضع المعايير وتفعيل أجهزة المراقبة كالحجر الزراعى والاعتماد، إضافة لربط المزارع بحيازته الزراعية التى ستحقق له الربحية، ودعم عمليات الإنتاج المختلفة وليس دعم المنتج النهائى عند التصدير.

الدكتور رياض إسماعيل، عضو مجلس الشيوخ، يلفت إلى أنه ستحدث زيادة فى تنفيذ مشروعات التوسع الزراعى، والتى تُمثل حلم المستقبل، كى تعود سيناء سلة غذاء مصر بما تُنتجه من محاصيل وخضراوات وفواكه، حيث كانت تنتج نحو 400 ألف طن من الخضراوات والفواكه تصدر معظمها للمحافظات، كما سيُحدث وصول مياه ترعة السلام إلى سيناء، والمياه المعالجة إلى مناطق الوسط، للتوسع فى المساحات الزراعية على مسار الترعة، وهذا يحقق إنتاجا زراعيا وفيرا وتنوعا فى التركيب المحصولى بما يتناسب وطبيعة التربة فى سيناء، وذلك بزراعة مساحات كبيرة، بما يسمح بإنتاج محاصيل تصديرية متميزة إلى الأسواق الخارجية.

◄ تسوية الأوضاع
المُهندس رمضان سرحان، عضو مجلس النواب، يُطالب بسرعة الانتهاء من المآخذ على مسار ترعة السلام والواقعة فى نطاق المحافظة، مع ضرورة استكمال البنية الأساسية الداخلية للأراضي، وتوزيعها على صغار المستثمرين وشباب الخريجين من أهالى المنطقة وباقى محافظات مصر. وقال إن الترعة اخترقت 3 قرى فى زمام ترعة الشيخ جابر، وهذا يتطلب تسوية أوضاع المزارعين الذين قاموا بزراعة الأرض باستخدام مياه الآبار السطحية بجهودهم الذاتية، مضيفًا أن تسليم نسبة من أراضى ترعة السلام لأبناء سيناء، مقابل انتفاع الدولة بالمحاصيل الزراعية الاستراتيجية، وتوريدها إلى مختلف المحافظات بأسعار تحددها الدولة بحيث يكون المستثمر مع واضعى اليد شركاء لضمان زراعتها، وهذا سيعمل على تكاتف الجميع فى زراعة الأرض على مسار الترعة والعمل على حل مشكلة البطالة بين الشباب، مشيرا إلى أن المشروعات الزراعية تتيح فرص عمل متعددة وتغطى احتياج الأسواق من الإنتاج الزراعى.

◄ اقرأ أيضًا | تحقق الاستقرار والتوطين.. التجمعات الزراعية «حياة جديدة» بأرض الفيروز


◄ 800 مليار جنيه لإقامة مشروعات بمختلف القطاعات

انطلقت التنمية لتسير فى إطار خطة شاملة ومتوازية فى كافة المجالات، وهى الخطة التى لم تتوقف مطلقا رغم الظروف الصعبة التى مرت بها سيناء، حيث تمت إقامة مشروعات تنموية وقومية متلاحقة بلغت تكلفتها ما يزيد على 800 مليار جنيه فى المجالات الزراعية والصناعية وتطوير الموانى البحرية والبرية والجوية. 

ويؤكد اللواء محمد عبدالفضيل شوشة، محافظ شمال سيناء، أن أجهزة الدولة وضعت خطة تنمية شمال سيناء أولوية أولى لتحويلها إلى منطقة خدمية جاذبة للاستثمارات فى مختلف المجالات، حيث أعطى الرئيس السيسي، اهتماما كبيرا لسيناء من أجل تحقيق تنمية حقيقية، وذلك بتنفيذ خطة متكاملة بمختلف القطاعات، ووجّه بضرورة أن تكون التنمية شاملة كل المحافظة وكل القطاعات، مع مراعاة طموحات ورغبات المواطنين، مشيرًا إلى أن هناك العديد من المشروعات القومية بالمحافظة، أبرزها إنشاء أكبر محطة لتحلية المياه فى الشرق الأوسط وإفريقيا بإجمالى إنتاجية تصل لـ300 ألف م٣ يوم على ٣ مراحل الأولى 100 ألف، والتى تم افتتاحها لتدخل الخدمة لتعمل على تلبية احتياجات جميع مواطنى المحافظة وتقضى على نظام المناوبة وضخ ​المياه​ إلى المنازل طوال 24 ساعة يوميًا، مضيفًا أن وزارة الكهرباء نفذت محطتى كهرباء محولات عملاقة من بينها محطة بالعريش ومحطة فى الشلاق بالشيخ زويد، حيث إن بافتتاحهما لن تنقطع الكهرباء عن مدن المحافظة بجانب تغذية المشروعات التى يجرى تنفيذها شرق العريش بالكهرباء، مضيفًا أن الشركة ستقوم بإضافة 250 ميجاوات من الكهرباء من خلال إنشاء مشروع محطة توليد كهرباء العريش الغازية، إضافة للقدرات الأصلية للمحطة البخارية التى تقدر بـ70 ميجاوات بمدينة العريش، كما يجرى إنشاء محطة إنتاج كهرباء جديدة بقيمة 400 مليون بقدرة 122 ميجاوات، حيث ستقوم بتغطية شمال سيناء بالكامل بالكهرباء، وتغذية المشروعات التنموية الجديدة بالكهرباء، وسرعة دخول الوحدة فى دقائق حال حدوث أى طارئ أو صيانة فى الخطوط المغذية للمحافظة. 

ويشير المحافظ، إلى أن قطاع الإسكان بالمحافظة يشهد طفرة كبيرة، حيث يجرى إنشاء 6 عمارات سكنية بحى الريسة بالعريش، والعمل فى إنشاء 200 وحدة إسكان تعاونى شاملة المرافق بتكلفة تبلغ 70 مليون جنيه، كما يجرى تنفيذ 70 وحدة جديدة بتكلفة 29.451 مليون جنيه خلال 2022/ 2023م. إشراف جهاز تعمير سيناء. 

وفى قطاع الصحة، قال: «لدينا مستشفى عام بالعريش و5 مستشفيات مركزية بمدن المحافظة و97 وحدة صحية بالقرى والتجمعات، بخلاف المستشفى العسكرى»، وفى قطاع الشباب والرياضة، قال: «توجد مدينة شبابية دولية وصالة مغطاة واستاد رياضى وحمام سباحة أوليمبى بخلاف مراكز وأندية الشباب والرياضة بالمحافظة». وفى قطاع التعليم، قال: لدينا نحو 650 مدرسة متنوعة بها أكثر من 115 ألف طالب وطالبة، ويعمل بها 11 ألف معلم ومعلمة، بخلاف جامعة العريش وجامعة سيناء والمعاهد العليا والمتوسطة والمعاهد الأزهرية». 


◄ «الغراء».. نموذج لتحويل الصحراء إلى جنة خضراء

تُعد قرية «الغراء»، جنوب الشيخ زويد بشمال سيناء، نموذجا لقرية مُنتجة بجهود الأهالي، حيث نجح قاطنوها فى تحويل مساحات من الصحراء إلى مسطح أخضر من الشعير وأشجار اللوز والزيتون، وقد ظهرت جهود الأهالى فى مجال الزراعة بوضوح خلال العامين الأخيرين، بعد تطهيرها من الإرهاب بدعم من مؤسسات الدولة، حتى أصبحت نموذجًا للقرى التى تلاحمت فيها جهود الدولة مع الأهالى فى التعمير والتنمية، التى أعقبت بطولات التطهير من الإرهاب، حيث تمكن الأهالى من إنتاج المحاصيل الزراعية التى تشتهر بها سيناء، بالزراعة الآمنة أسفل الصوب الزراعية الخالية من أى هرمونات تضر بصحة الإنسان.

عبد الرحمن يوسف، أحد شباب القرية، يُشير إلى نجاح الأهالي في استصلاح مساحة أكثر من 500 فدان، تتضمن الأشجار المُثمرة كاللوز والزيتون، وزراعة أكثر من 100 فدان بأشجار الزيتون بنحو 22 ألف شجرة زيتون، وكذلك الزراعات الموسمية من الخضراوات والفاكهة، خاصة الكانتلوب والخيار والطماطم، إلى جانب إنشاء آبار للرى وعمل شبكات زراعية.

الحاج حسين أبو عيطة، شيخ القرية، يقول إن تضافر الجهود بين المواطن والدولة كان وراء زراعة مساحات واسعة من الأرض إلى جانب التعمير، حيث تم تسويق منتجات القرية فى أسواق المحافظة وخلال عام واحد سيتم تصدير الإنتاج الزراعى إلى مختلف المحافظات. 

وتضم «الغراء» مجموعة تجمعات سكانية بنطاق غرب مركز الشيخ زويد، على مساحة تصل لنحو 3500 فدان، وتضم تجمعات أبوغانم، أبو يوسف، أبو معالى، الكراشين، أبودهشان، الذيابى، أبو خوار، أبو خويطر، أبو كويس، الطبيقى، والملاحيس، أبورشيد، وتشتهر بزراعة الزيتون واللوز والخوخ والمحاصيل الموسمية ومشروعات تفريخ وتربية الدواجن.


◄ بيت و5 فدادين في التجمعات التنموية

تمضى قافلة التنمية فى شمال سيناء، بفكر جديد وعزيمة لا تلين وإيمان عميق بالقدرة على صناعة المُستقبل الذى يحلم به المصريون من خلال البوابة الشرقية لمصر، حيث يعمل جهاز تعمير سيناء فى صمت ليشق الصحراء ويحولها إلى جنة خضراء، من أجل تشغيل الأهالى فى مشروع التجمعات التنموية والزراعية المتكاملة، الذى يتضمن إنشاء بئر مياه لاستصلاح الأرض لتحويلها إلى مزرعة متكاملة بها مزارع سمكية على أعلى مستوى من التكنولوجيا، ومزرعة لتربية الأغنام، ومنزل تمهيدا لتسليمها إلى سكان المنطقة لإدارة المشروعات بمعرفتهم، حيث تمثل التجمعات التنموية التى أقامتها الدولة بمركزى الحسنة ونخل بوسط سيناء، بداية لعمليات التوطين لجذب السكان من مختلف محافظات الجمهورية، حيث سيتم تسليم مزرعة ومنزل لكل منتفع لتحقيق الاستقرار للأسر.

اللواء الدكتور محمد عبدالفضيل شوشة، مُحافظ شمال سيناء، يؤكد أن التجمعات التنموية الزراعية بمنطقة وسط سيناء، تعد أحد المشاريع التى تميزت بها محافظة شمال سيناء، مُشيرًا إلى أنه يتم من خلالها توفير منزل ريفى وخمسة أفدنة لكل شخص، حيث يتم إنشاء 10 تجمعات تنموية فى منطقة وسط سيناء، من بينها: عدد 6 تجمعات بمركز نخل، وعدد 4 تجمعات بمركز الحسنة، مُضيفًا أن مشروع التجمعات التنموية الزراعية فى سيناء يعمل على دمج مواطنى سيناء بمواطنى الدلتا، وتهدف لنقل خبرة المزارعين فى الدلتا لسيناء بالعمل على الزراعة طوال العام، وتوفير العديد من المحاصيل الزراعية التى تنتجها الأراضى فى سيناء بغزارة خاصة مع توفير الأرض المرفقة بالكامل بوصلات المياه، كما تهدف التجمعات التنموية إلى توطين ٣ ملايين مواطن فى شمال سيناء، وتهدف التجمعات لزيادة الدخل، وإتاحة فرص التدريب، والعمل لأبناء سيناء وذلك من خلال مزرعة سمكية بأحدث الطرق العلمية الحديثة، ومنها تشغيل الطلمبات بالطاقة الشمسية لتوفير المياه، ويبلغ متوسط إنتاج المزرعة السمكية المقررة فى العام 20 طنًا من أسماك البلطى والبورى وبعض الأنواع الأخرى.

النائب جازى سعد، عضو مجلس النواب عن وسط سيناء، يقول إن الأهالى يحفرون آبارا على نفقتهم الخاصة بجوار التجمعات التنموية المتكاملة التى نفذها جهاز تعمير سيناء تمهيدا لتطبيق نفس الفكرة فى منطقة صدر حيطان لما رأوا نجاحها خلال فترة أقل من عامين فى إنتاجها من الأسماك والخضر والفواكه على أرض الواقع، خاصة أنها فكرة قابلة للتنفيذ بأقل التكاليف مما يبشر بأن سيناء فى القريب العاجل ستكون واحة خضراء جاذبة للسكان.


◄ «البردويل».. سيدة بحيرات مصر

تُعتبر بحيرة البردويل، من أنقى البحيرات فى العالم، فهى خالية من كافة أنواع التلوث، إلى جانب وجود نظام بيئى متزن، ساعد على وجود تنوع فى التركيب والمحصول السمكي، حيث تخضع حاليًا إلى تنفيذ المرحلة الثانية من مشروع تطويرها لزيادة إنتاجها من الأسماك الفاخرة، التى يتم تصديرها إلى دول الاتحاد الأوربي، لتساهم فى زيادة العائد القومى للدولة.

ويوضح اللواء الدكتور محمد عبدالفضيل شوشة، محافظ شمال سيناء، أنه يجرى تنفيذ المرحلة الثانية من خطة تطوير بحيرة البردويل، وذلك بناء على توجيهات الرئيس السيسى بتكامل مشروع تنمية بحيرة البردويل مع الإطار الاستراتيجى العام لتنمية سيناء، مع توفير عوامل النجاح لكافة المشروع، والوصول بإنتاجية البحيرة لـ11 ألف طن من الأسماك سنويًا، حيث يجرى تطهير البواغيز الرئيسية للسماح بدخول وخروج أكبر عدد من الأسماك من وإلى البحر المتوسط، علاوة على حفر قنوات شعاعية لزيادة المساحة المستغلة للصيد من المسطح المائى للبحيرة.

الدكتور صلاح مصيلحي، رئيس جهاز حماية وتنمية البحيرات والثروة السمكية، يقول إن الرئيس عبدالفتاح السيسى، يُتابع بشكل دورى عمليات التطهير والتكريك وإزالة التعديات ورصد المُخالفات فى نطاق البحيرات المصرية، وهذا يتم على مدار عدة سنوات خاصة بحيرة البردويل، حيث قاربت نسبة تنفيذ مشروعات التطوير بلغت 70%، ويؤكد أن خطة التطوير تشمل تطهير البواغيز الرئيسية التى تعتبر حلقة وصل بين البحيرة ومياه البحر بجانب تطوير أطراف البحيرة التى تعرضت لعمليات تصحر بفعل حركة الكثبان الرملية أثناء هبوب الرياح التى غطت أجزاء من الجانب الغربى لمسطح البحيرة، وذلك لمنع صيد الزريعة وزيادة حجم الأسماك، ومضاعفة المخزون السمكى، وحظر الصيد فى مرحلة التكاثر للأسماك، ويُشير إلى أن تصدير الأسماك للخارج يتزايد نظرًا للالتزام بالمواصفات والمعايير التصديرية باعتبارها من أجود أنواع الأسماك، التي تخضع لإجراءات الهيئة العامة للخدمات البيطرية.

ويقول اللواء الحسينى فرحات، المُدير التنفيذى لجهاز حماية وتنمية البحيرات والثروة السمكية، إن بحيرة البردويل تنتج العديد من الأسماك عالية الجودة، ولها سمعة عالمية منها الدينيس والقاروص واللوت والسهلية والطــوبــارة والعائلــة البـوريـــة وسمك موسى والجمبري والكابـوريا، لافـتًا إلى أنها تتصل بالبحــر مــن خـلال البــواغـــيز التــى تعـمـــل علــى تجــديــد المياه داخـل البحيرة لتقليل درجة ملوحتها علاوة على دخول وخروج الأسماك.


◄ قرى الصيادين. . الحلم يتحـقق

أخيرًا تحقق حلم الصيادين العاملين فى بحيرة البردويل بشمال سيناء، فى الحصول على منزل يؤويهم بالقرب من مكان العمل بالبحيرة، لممارسة نشاط الصيد، حيث تقرر طرح قرى الصيادين فى منطقة إغزيوان بقرية السادات مركز بئر العبد أمام المنتفعين خلال الاحتفال باعياد تحرير سيناء، فى 25 إبريل الجارى.

وأكد اللواء دكتور محمد عبد الفضيل شوشة، محافظ شمال سيناء، أن الرئيس صدق على تخفيض قيمة البيت البدوى بنسبة 55%، وتحمل الدولة الدعم النقدى المباشر المتمثل فى القيمة المالية للأرض وشبكات الموقع العام والبنية التحتية وشبكات الربط على المصادر الخاصة والمنشآت الخدمية.

وأعلن المحافظ، أن قرى الصيادين تقع جنوب بحيرة البردويل بمنطقة إغزيوان وتبعد عن ميناء الصيد بنحو كيلو مترين وتتبع الوحدة المحلية لقرية السادات بمركز بئر العبد، حيث يتكون المشروع من 4 تجمعات كل تجمع يشمل 50 منزلا بمساحة 200 متر مربع «120 مبانى و80 حوش»، إلى جانب اقامة منطقة خدمات تتوسط الأربع تجمعات تضم» قاعة مناسبات ووحدة اسعاف ومدرستين ابتدائى وإعدادى ورياض أطفال ومركز شباب وديوانا ومسجدا ومحال تجارية ووحدة صحية».

ويقول المهندس سامى الهوارى، مدير عام منطقة الثروة السمكية بشمال سيناء، إنه تم إنشاء تجمعات سكنية للأسر التى يعمل أفرادها فى ببحيرة البردويل مركز بئر العبد للعمل على استقرار الأسر فى التجمعات الجديدة، وقد صممت الوحدات السكنية على أحدث الطرز، وتم إمدادها بمختلف الخدمات، تحقيقًا لرؤية الدولة فى تسكين قاطنى تلك المناطق فى وحدات سكنية آمنة مجهزة بكافة المرافق.

ويقول عيد سالم، رئيس جمعية البردويل ببئر العبد، إن القرى تخدم قطاعًا كبيرًا من أسر الصيادين فى بحيرة البردويل وعددهم نحو 1228 يعملون على مراكب صيد مسجلة رسميا وغيرهم الآلاف من الصيادين الآخرين العاملين فى النشاط، حيث تضم المساكن الجديدة أماكن إقامة، ومناطق خدمات متكاملة شرعت الدولة فى توفيرها لأكثر من 400 أسرة من أسر بحيرة البردويل.


◄ متحف التراث السيناوي يتحدى الإرهاب

يُعبر التراث السيناوى عن هوية أبناء شمال سيناء، ويعد علامة مميزة وسمة فى حياة بادية سيناء، بما يحمله من عراقة الماضى وأصالة تاريخ سيناء وتنوع بيئاتها «صحراوية وساحلية وسهول وجبال وغيرها»، وتستعد محافظة شمال سيناء، لافتتاح متحف التراث السيناوى فى ثوبه الجديد بمنطقة المساعيد بعد 9 سنوات من تدميره جراء عمليات إرهابية، حيث سيتم افتتاحه خلال أيام فى إطار الاحتفال بالعيد القومى للمحافظة. 

ويقول إبراهيم محمد سالم، المدير التنفيذى لمتحف التراث السيناوي، إنه سيتم المشاركة فى اليوم العالمى للتراث والمتاحف، من خلال تنفيذ أسبوع حافل بعدد من الفعاليات والندوات والعروض الفنية، ويبدأ الاحتفال بعقد ندوة عن التراث السيناوي بين الحاضر والماضى وعرض لفرقة العريش للفنون الشعبية على هامش افتتاح متحف التراث السيناوى فى المقر الجديد فى مبنى جمعية حقوق المرأة السيناوية بالعريش، وأشار إلى أن الاحتفال باليوم العالمى للتراث يتضمن ندوة عن التراث قيمة مجتمعية، وأخرى عن سيناء معالم وتاريخ، وفقرات غناء شعبى وعزفا موسيقا محليا بجانب إقامة معرض للصور الفوتوغرافية، ومعرض للفنون التشكيلية، وعرض للدبكة الشعبية فى جامعة العريش، وعرض السامر وغناء شعبى فى جامعة سيناء.

وقال فريد البلك، مُدير العلاقات العامة بالمتحف، إنه سيتم افتتاح المتحف فى موقعه الجديد كما سيتم إقامة معرض متنوع يضم مشغولات بيئية تمثل مفردات التراث السيناوي، على هامش سباق الهجن، خاصة أن الأزياء الشعبية والحلى بمختلف أنواعها وأشكالها تعد لونًا من ألوان الثقافة الشعبية والتراث الشعبى، كما أنه رسالة تحمل كل معتقدات وفنون المجتمع القبلى وعاداته وتقاليده الشعبية، وبها يعكس ثقافة المجتمع فى سيناء، ويضم متحف التراث عدة مقتنيات للتراث السيناوى القديم، وكل ما كان يهم المرأة السيناوية فى حياتها، وأدوات وسبل المعيشة ومظاهر الحياة الاجتماعية المرتبطة بالعادات والتقاليد، وكافة الأدوات المستخدمة قديما، والتى لا تزال مرتبطة بالأسرة السيناوية حتى الآن باعتبارها تمثل مفردات التراث السيناوى. إلى جانب التوب البدوى والبرقع والقناع وكل زينة المرأة، ‏والعقال البدوى تاج العرب.


◄ لؤلؤة الشرق.. «رفح الجديدة» تستقبل سكانها

باتت مدينة رفح الجديدة، بمحافظة شمال سيناء، والتى يطلق عليها «لؤلؤة الشرق» واقعًا بالفعل، بعد توجيهات القيادة السياسة بسرعة الانتهاء من إنشاء المدينة، حيث أعطى الرئيس عبد الفتاح السيسي، إشارة البدء فى إنشاء مدينة رفح الجديدة فى مارس 2018، وأقيمت «لؤلؤة الشرق» على مساحه 536 فدانا على الطريق الدولى رفح العريش عند منطقة الوفاق، على حدود مصر الشرقية، لتكون رمزًا لمنطقة رفح القديمة.

وأعلن اللواء الدكتور محمد عبد الفضيل شوشة، مُحافظ شمال سيناء، طرح الوحدات السكنية بمدينة رفح الجديدة، أمام المواطنين فى سيناء، خلال احتفال المحافظة بالعيد القومى 25 أبريل الجارى، وذلك بتوزيع 43 عمارة تمثل المرحلة الأولى من المدينة بواقع 16 وحدة سكنية لكل عمارة، وأوضح أنه تم إنشاء مدينة رفح على 3 مراحل، إذ تم الانتهاء من المرحلة الأولى بعدد 272 عمارة سكنية، بالإضافة إلى منطقة خدمات رئيسية تشمل كافة المرافق الخدمية، وأشار إلى أنه يجرى استكمال الأعمال الإنشائية للمرحلتين الثانية والثالثة بـ578 عمارة بالإضافة لمبنى المجمع الخدمى الحكومى.

اللواء هشام الخولى، نائب المحافظ، يؤكد أنه سيتم طرح المرحلة الأولى من مدينة رفح الجديدة فى 25 أبريل الجارى بالتزامن مع العيد القومى للمحافظة ولمدة شهر، إذ سيتم الطرح للمرحلة الأولى «أسبقية أولى» بعدد 41 عمارة سكنية «أرضى و3 طوابق» بإجمالى 656 وحدة سكنية كل منها عبارة عن 3 غرف وبمساحة 120 مترا مربعا، مضيفًا أنه سيتم تخصيص نسبة 10% لأسر الشهداء والمصابين من أهالى رفح حتى الدرجة الأولى، و5% للأفراد من ذوى الهمم من أهالى رفح «دور أرضى»، و5% للمحافظة «سكن إداري/جهات حكومية/هيئات حكومية» بالثمن، 80% لعموم أهالى مدينة رفح والعاملين بها على أن تكون الإقامة دائمة قبل 2014.


◄ «بناء الإنسان» في أرض الفيروز

تتواصل جهود بناء الإنسان على أرض الفيروز، فعلى مستوى التعليم قبل الجامعى، تم إنشاء وتطوير 151 مدرسة تعليم أساسى تقدم اليوم خدماتها التعليمية لأكثر من 168 ألف طالب، كما أصبح متوسط عدد الطلاب فى الفصول المدرسية لا يتجاور 29 طالبًا فى الفصل الواحد، وهناك اهتمام بإنشاء المدارس المتقدمة التى تقدم خدمة تعليمية مميزة؛ مثل المدارس «المصرية اليابانية» التى أصبحت قائمة فى كل مدن سيناء اليوم، مثل الطور، والإسماعيلية الجديدة، والعريش، وشرم الشيخ، بالإضافة إلى مدارس اللغات فى مدينة العريش، وكذا مدارس التعليم الفنى والمدارس الحرفية، وكل تلك النماذج من المدارس تقدم اليوم مستوىً تعليميا لائقا ومناسبا لكل شرائح أهالى سيناء.

وهناك طفرة كبيرة فى التعليم الجامعى؛ فقبل عام 2014 كان هناك جامعتان فقط؛ هما جامعة سيناء الخاصة، وجامعة قناة السويس «فرع العريش»، ولكن الدولة قامت بإضافة 8 جامعات جديدة بواقع 3 جامعات حكومية وتكنولوجية، و5 جامعات أهلية، وتعد كل جامعة منها بمثابة مركز تنموى وبؤرة تنمية، ليس فقط على مستوى الجامعة ولكن حولها أيضا؛ لأنها تخلق نطاقا تنمويا واسعًا، لقد تم تنفيذ هذه الجامعات أعلى مستوى من الطراز العالمى للجامعات، فموقع جامعة الملك سلمان فى مدينة الطور  التى أنشئت 2014، تبرز حوله الآن المشروعات التنمية الضخمة وهو ما يمثل نقاط جذب للتنمية الحقيقية التى تحدث فى أى مكان.

جامعة الإسماعيلية الأهلية، كان موقعها خاليا بالكامل فى عام 2014، واليوم نفس الموقع بعد إنشاء الجامعة، التى تم بدء الدراسة فيها العام الحالى،  بتكلفة 3.6 مليار جنيه تحول إلى مجتمع عمرانى حديث متكامل وأيضاً الجامعة الأهلية بمدينة سلام «شرق بورسعيد» بتكلفة 3.5 مليار جنيه، وكذلك الجامعة التكنولوجية بمدينة سلام، والتى تم الافتتاح وبدء الدراسة فيها العام الماضى،  وأيضا تطوير جامعة العريش، والتى كانت مجرد فرع من جامعة قناة السويس، وأصبحت اليوم جامعة مستقلة، يتم بها عمل مختلف التطوير لكل الكليات الموجودة، بتكلفة تجاوزت المليار جنيه، وأيضا أصبح هناك أفرع فى كل مدن سيناء، حيث جار إنشاء فرع أبورديس لجامعة السويس.

الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالى والبحث العلمى،  يثمن الدعم غير المسبوق الذى قدمته القيادة السياسية وأجهزة الدولة لتطوير منظومة التعليم العالى بأرض الفيروز والتى كان لها أثر إيجابى فى تحقيق إنجاز غير مسبوق فى المنظومة التعليمية بشمال وجنوب سيناء خلال فترة زمنية وجيزة، مضيفًا أن الدولة المصرية تضع نصب أعينها تطوير شبه جزيرة سيناء، وإحداث طفرة تنموية هائلة فى هذا الإقليم الجغرافى الحيوى للأمن القومى المصرى،  وقد نجحت الوزارة بدعم من الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية فى توفير جامعات من الجيل الرابع تقدم برامج دراسية حديثة تواكب متطلبات واحتياجات سوق العمل المعاصر والمستقبلى،  بالإضافة إلى تزويدها بكافة الوسائط التكنولوجية الحديثة لتقديم تجربة تعليمية فريدة ومتميزة، بما يعود بالنفع على المجتمع والاقتصاد الوطني، مضيفًا أن الوزارة نفذت أكثر من 37 مشروعًا فى مجال التعليم العالي بسيناء خلال السنوات العشر الماضية، بتكلفة إجمالية بلغت 23 مليار جنيه، علما بأن جهود تنمية سيناء تؤكد وضعها فى مقدمة خريطة التنمية الشاملة والمستدامة وفقا لرؤية مصر 2030.


◄ أنشطة اقتصادية وبرامج حماية اجتماعية

تؤدى وزارة التضامن الاجتماعى دورا بارزا فى مدن وقرى شمال سيناء من خلال حفر الآبار، وإعادة تأهيل المنازل ومشروعات الرعاية الاجتماعية للمواطنين، بجانب تنفيذ عدد من البرامج لزيادة دخل الأسرة، وتتيح الوزارة عددا من الأنشطة الاقتصادية المُتنوعة والحضانات والأنشطة الطبية والحماية الاجتماعية والمساعدات الإنسانية.

وتؤكد الدكتور نيفين القباج، أنه توجد إدارة جديدة فى الوزارة لأسر الشهداء والمصابين المدنيين لمساعدتهم فى الاستفادة من جميع خدمات الحماية الاجتماعية والصحية، وتحمل تكاليف العمليات الجراحية والعلاج طويل المدى من خلال برنامج تكافؤ الفرص، بجانب المصروفات الدراسية لطلبة المدارس وطلبة الجامعات المُتعثرين عن السداد، فضلًا عن الحصول على وحدات الإسكان الاجتماعى، وتيسير الإجراءات، وتخصيص آلية لتواصل أُسر الشهداء والمصابين مع الوزارة مباشرة دون وسيط.

وأكدت القباج، أنه يجرى بحث مشكلة تأخر التوظيف مع مختلف الوزارات المعنية، وتوفير فرص عمل من خلال برامج الوزارة، وعدم اعتداد بعض الجهات ببطاقة أسر الشهداء والمصابين، والمعوقات الإدارية خلال تجديد تلك البطاقات، كما وافقت على مضاعفة الأسر المستفيدة من «تكافل وكرامة»، والمساعدات الاجتماعية العاجلة بقرى الشيخ زويد ورفح، لسد الاحتياجات الأساسية فى المرحلة الحالية، وذلك فى إطار الحملة التى أطلقتها وزارة التضامن الاجتماعى لأهالى الشيخ زويد ورفح.

وتؤكد القباج، أن برامج التمكين الاقتصادى، تهدف لرفع المستوى الاقتصادى للأسرة السيناوية، ودعم المرأة المعيلة، وتوفير التدريب للشباب من أجل توفير فرص العمل الحقيقية لهم، حيث أطلقت الوزارة مشروعات تمكين اقتصادى بمدن وقرى المحافظة، تصل قيمتها لـ94 مليون جنيه، وحرصًا من وزارة التضامن الاجتماعى لتحفيز الأسر على العمل ودوران عجلة الإنتاج، مع أهمية وجود مصدر دخل ثابت.

ويقول النائب رحمى بكير، عضو مجلس النواب، إن الوزيرة وافقت على المساهمة فى زواج ٨٠ عروسة من بنات سيناء، وتوزيع ٤٠٠٠ رأس أغنام على أهالينا، بجانب دعم المزارعين بالتقاوى والشتلات الزراعية قبل موسم الشتاء القادم خلال هذا العام، كما تمت الموافقة على دعم جمعية شهداء ومصابى سيناء بالعديد من المساعدات، علاوة على مساهمة فى الوزارة فى حفر الآبار بقرى وتجمعات مناطق الشيخ زويد ورفح، والموافقة على شراء ٥ سيارات فنطاس مياه لنقل المياه ٣ منها للشيخ زويد و٢ لرفح، علاوة على المساهمة فى ترميم بعض المنازل المتضررة من الحرب على الإرهاب.


◄ أهلاً بكم في مدينة الرخام العالمية

الرخام يُمثل مستقبل الصناعة فى سيناء وقاطرة التنمية على أرضها، خاصة أن هناك تشجيعا من الدولة نحو النهوض بالتنمية واستثمار الثروات الطبيعية لإتاحة فرص عمل حقيقية وتعظيم العائد الاقتصادى من ثروات مصر بالمحافظة، التى يتم تصديرها حاليًا، كما أن عمليات تصنيع الرخام وغيره من المواد الخام يُعظم القيمة المُضافة لها بدلًا من استيرادها مُصنعة بأسعار مُضاعفة.. وأكد المهندس إبراهيم العرجانى، رئيس مجلس إدارة شركة مصر سيناء للاستثمار والتنمية والعضو المنتدب، أنه تم بناء مجمع لإنتاج الرخام بمنطقة «المليز» الجفجافة، ويضم 5 مصانع، تمثل النواة الرئيسية لإنشاء مدينة الرخام العالمية بوسط سيناء، وهذا المُجمع ضمن أحدث المصانع وأكثرها استخداما للتكنولوجيا عالميا فى هذا المجال، ويعمل به خبراء إيطاليون لتدريب المصريين للإنتاج بمواصفات أوروبية، مُشيرًا إلى أن حلم استخراج الرخام من جبال سيناء تحقق، وسيُحقق المجمع طفرة كبيرة فى مجال صناعة الرخام والجرانيت بالمنطقة، حيث يتم استغلال الثروات التعدينية، بما يحقق أعلى معدلات الجودة للخام المستخرج، لتوفير أكثر من 6 آلاف فرصة عمل للشباب الخريجين.

ويوضح أن المصنع الجديد الذى تم افتتاحه، يضم 3خطوط للإنتاج، ومصنعًا للتشغيلات الفنية بطاقة 25مليون متر مسطح سنويًا، ومنطقة تخزين وتداول على مساحة 25 ألف متر مربع، ومُعدلات الإنتاج المُتوقعة مبدئيًا 500 ألف متر مكعب سنويًا، وقد بدأت بالفعل خطوات إنتاج أول مصنع على بعد 12 كيلو مترا من موقع إنتاج الرخام بجبل سحابة بجانب إنتاج الرخام من جبل المغارة وجبل الخاتمية وجبل يلق، حيث يتم استخدام المعدات الحديثة فى قطع الرخام من الجبال وعدم استخدام أسلوب التفجير الذى يتسبب فى إهدار كميات كبيرة، ويُتيح فرص عمل ثابتة لنحو 700 عامل، وقد تم تعيينهم من أبناء سيناء، ومُحافظات مُدن القناة، ويقول إن مُجمع الرخام سيحقق طفرة كبيرة فى مجال صناعة الرخام والجرانيت بالمنطقة.


◄ مـلاّحـة «سـبيكة» تنتـج الذهب الأبيض

تعتمد عمليات إنتاج الملح فى شمال سيناء على التبخير الشمسي لمياه البحر، وبحيرة البردويل، التى تتمتع بنفس المقومات والظروف اللازمة فى تكوين الملح، حيث يتم ترسيب طبقة من الملح طبقًا لارتفاع مُعدلات التبخير، وارتفاع تركيز المياه، وتمتاز ملاحات شمال سيناء ببعدها عن مصادر التلوث المُختلفة، وتقع الملاحات بالمحافظة، ومن بينها ملاحة سبيكة، وعلى يمين الطريق الرئيسى «العريش - القنطرة» حتى مناطق بئر العبد.

وكان اللواء دكتور محمد عبد الفضيل شوشة، محافظ شمال سيناء، قد بحث مع المهندس محمد إبراهيم يونس، رئيس مجلس إدارة شركة النصر للملاحات والعضو المنتدب، تشغيل ملاحة سبيكة بشمال سيناء، بكامل طاقتها خلال الأيام المقبلة والتى تبلغ مليون طن من الملح سنويا يتم تصديرها عن طريق ميناء العريش البحرى، وثمن رئيس مجلس إدارة شركة النصر للملاحات الجهود التى يقوم بها محافظ شمال سيناء ودور المحافظة بجميع أجهزتها فى استقبال المساعدات وإيصالها إلى غزة واستقبال الجرحى والمصابين وعلاجهم فى المستشفيات.

وأوضح رئيس مجلس الإدارة أنه سيتم تشغيل ملاحة سبيكة بكامل طاقتها خلال الأيام المُقبلة، والتى تبلغ مليون طن من الملح سنويًا، حيث تقوم الشركة بتصدير الملح عن طريق ميناء العريش البحرى، مؤكدًا أن ملح سبيكة يشتهر بالجودة فى دول حوض البحر المتوسط ويعتبر من أجود أنواع الملح فى العالم، علاوة على دخوله فى صناعة البتروكيماويات بنسبة تصل لـ30%.


◄ «جنوب سيناء» عروس البحر الأحمر

تتواصل بمختلف مناطق مدن ووديان محافظة جنوب سيناء، أعمال تنفيذ المشروعات القومية والخدمية العملاقة التى تخدم أبناء المحافظة وزوارها من السائحين من كل دول العالم، اللواء الدكتور خالد فودة، مُحافظ جنوب سيناء، استعرض الموقف التنفيذى لعدد من المشروعات التى من المُقرر افتتاحها فى الفترة المُقبلة، خلال اجتماع مع رئيس مجلس الوزراء، الدكتور مصطفى مدبولى، مُشيرًا إلى أن تكلفة تنفيذ تلك المشروعات تجاوزت الـ4.5 مليار جنيه، وذلك فى عدد من القطاعات والمجالات المهمة منها الخدمية، والثقافية، والتراثية، والترفيهية، والتجارية، وغيرها، مؤكدًا أن تلك المشروعات من شأنها أن تُسهم فى تحسين مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين، وكذا جذب المزيد من الحركة السياحية لمختلف مدن المحافظة.

وأوضح اللواء الدكتور خالد فودة، أن تلك المشروعات تشمل: منصة مضمار الهجن، قرية التراث البدوى، أماكن إيواء الهجن، مجلس المدينة الجديد، الوحدة البيطرية بالهجن، مسجد الهجن، الحديقة المركزية، المنظومة الأمنية الموحدة ومبنى الرصد المرئى، المول التجارى ومبنى البنوك، وبحيرات الأكسدة.

ويؤكد فودة، أن الدولة كانت تهدف منذ تحرير سيناء 1982، إلى تنمية سيناء بشكل حقيقى لتعميرها، إلا أن خطوات التعمير كانت تسير ببطء، لكن الأمر تغير فى عهد الرئيس السيسى، الذى قرر أن تكون تنمية سيناء حقيقية على أرض الواقع، وجرى تنفيذ خطة إقامة المشروعات القومية، لافتًا إلى أنه جرت إقامة مشروعات قومية فى محافظتى شمال وجنوب سيناء، تنفيذا لتوجيهات الرئيس، وكان نصيب جنوب سيناء منها العديد من المشروعات شملت كل المجالات، أبرزها جامعة الملك سلمان، التى تضم ثلاثة فروع فى مدن الطور وشرم الشيخ ورأس سدر، وطريق نفق الشهيد أحمد حمدى شرم الشيخ بطول 300 كيلومتر، وإقامة 14 مزرعة نموذجية فى الوديان والتجمعات البدوية نفذها جهاز التعمير، وإنشاء 9 آلاف وحدة سكنية و400 بيت بدوى، وإنشاء 10 محطات تحلية مياه البحر فى جميع مدن جنوب سيناء، والتجلى الأعظم بسانت كاترين الذى يضم 14 مكونًا لتنشيط السياحة بالمدينة، وازدواج طريق «سانت كاترين - وادى فيران»، وإنشاء أول مجلس مدينة ذكى بمدينة شرم الشيخ، وإنشاء وتطوير 52 مدرسة فى الوديان والتجمعات البدوية، ومضمار الهجن الدولى بشرم الشيخ والمقام على مساحة 1500 فدان، وتطوير وإنشاء بحيرات الأكسدة فى شرم الشيخ، ومحطات الصرف، وإنشاء أكبر حديقة فى شرم الشيخ على مساحة 100 فدان، وإنشاء 8 محطات غاز طبيعى بشرم الشيخ، وإنشاء أكبر محطة شحن الأتوبيسات والسيارات بالكهرباء.

وشهدت المحافظة تنفيذ مشروعات مضمار الهجن بشرم الشيخ، والحديقة المركزية، ومشروع مصر القديمة فى منطقة السوق التجارى القديم، بمدينة شرم الشيخ، ومشروع تحسين البيئة وأعمال التشجير، ومشروع إنشاء مبنى مجلس مدينة شرم الشيخ الجديد باعتباره نموذجا فريدا لمبنى حكومى ذكى مصمم بأحدث التقنيات فى مجال تكنولوجيا المعلومات والرقمنة، لافتًا إلى أن مشروع الحديقة المركزية المقامة على مساحة 110 آلاف متر مربع بمنطقة حى النور أمام مجلس المدينة الجديد يتضمن بحيرات ومولا تجاريا وعددا من البنوك ونافورات حديثة فضلا عن أعمال التشجير واللاند سكيب، وأعمال التجميل والإضاءة الليلية، ومشروع محطات الشحن الكهربائى ومشروعات الطاقة الشمسية والإنترنت فائق السرعة، وإنشاء منطقة العزب ومسجد المضمار، ورصف الطرق وغيرها من المشروعات، وإنشاء مسجدى دهب ونويبع، وتسليم 44 بيتا بدويا، ومشروع التطوير الشامل لمحيط مسجد الصحابة بالسوق القديم.

ونفذت الشركة القابضة لكهرباء مصر، أعمال تطوير بشبكات توزيع الكهرباء بمحافظات شمال وجنوب سيناء منذ 2014 وحتى الآن، بتكلفة تجاوزت الـ4 مليارات جنيه، لخدمة 982 ألف مواطن من أهالى سيناء، وفى نطاق محافظة جنوب سيناء، التى تضم مدن رأس سدر، أبو رديس، أبو زنيمة، الطور، سانت كاترين، شرم الشيخ، ودهب، ونويبع، وطابا، تم تنفيذ أعمال توسع وإحلال لرفع كفاءة الشبكة الكهربائية بالمحافظة وتحسين الخدمة للمشتركين بتكلفة إجمالية بلغت 2 مليار جنيه.