في ذكري أصدار روز اليوسف .. إمبارح كان عمرى 5000

ذكري أصدار روز اليوسف
ذكري أصدار روز اليوسف

مراد‭ ‬منصور

لا تملك دولة عربية ما تملكه مصر من تنوع في قوتها الناعمة، فقد يمتلك البعض صحافة قوية أو دراما قوية أو قنوات مؤثرة، لكن أن تجمع دولة واحدة كل تلك القدرات عربيا، فلا حديث هنا سوى عن مصر، ولو تحدثنا عن الصحافة بشكل خاص، سنجد العديد من الإصدارات التي تملك ثقل عربي كبير، وتاريخ طويل يمتد لعشرات السنوات، إصدارات عاصرت العديد من الأحداث التي شكلت المنطقة العربية، ولو كان هناك إصدار يحمل هذا التميز العمري والتأثير الواسع مصريا وعربيا، فأول ما سيخطر بالبال هي مجلة “روز اليوسف”، تلك المجلة التي بدأت كحلم لدى السيدة روز اليوسف، وصدرت لتحمل اسمها، لتكون أول إصدار صحفي مصري وعربي يحمل اسم سيدة – كان ذلك عام 1925 - ولتكون إنطلاقة لمطبوعة عربية تحمل الكثير من الجرأة في الفكر، وتصبح مع السنوات منبرا للتنوير، ومكافحة التطرف الفكري والديني، ولدعم الفنون والثقافة والأدب، ومدرسة صحفية لا يستهان بها، قدمت لنا عشرات الأسماء البارزة في عالم الصحافة، ومازالت تقدم.

“روز اليوسف” تحتفل هذا الأسبوع بعددها الـ5 آلاف.. العدد الذي تصدر غلافه كاريكاتير للسيدة “روز اليوسف” بريشة الفنان مصطفى سالم، ليكون تقديرا من الجيل الجديد من الصحفيين بقيادة الكاتب الصحفي الشاب أحمد الطاهري، لمؤسسة ذلك الإصدار العريق، لسيدة واجهت وحدها الكثير من المعارك من أجل حلمها، وخسرت الكثير من أموالها في سبيل استكمال هذا الصرح، كما واجهت في سبيل الحرية كلا من الملك والإنجليز حتى تم إيقافها عدة مرات، واستمرت في حروبها هذه حيث كانت أحد أبرز النوافذ لمحاربة جكومة “الإخوان” خلال عام حكمهم. 

“روز اليوسف” قدمت للصحافة المصرية والعربية عشرات من الأسماء البارزة، يكفي أن نذكر منهم الكاتب الكبير محمد التابعي أحد رموز الصحافة المصرية في ثلاثنيات وأربعينيات القرن الماضي، والذي منح المجلة العريقة طابعا مرحا وخفيفا في الكتابة مازالت تتمتع به حتى الآن، شهدت المجلة أيضا استقبال لكتابات الأخوين مصطفى وعلي أمين، أبرز ثنائي في الصحافة المصرية ومؤسسا “أخبار اليوم” الصحفية العريقة، وانتقلت “جينات روزا” من جيل إلى آخر، لتقدم لنا أسماء مثل إحسان عبد القدوس أحمد حمروش و عبد الرحمن الشرقاوي وصلاح حافظ  وفتحي غانم وصلاح جاهين أحمد بهاء الدين ومفيد فوزي ولويس جريس وجلال الدين الحمامصي ولاحقا عادل حمودة وإبراهيم عيسى وكرم جبر وعبد الله كمال وعمرو خفاجة وصولا للجيل الحالي..  

نحتفل الآن بالعدد 5000، والعام المقبل سنحتفل مع “روز اليوسف” بمئويتها، مئوية صرح صحفي شكل يدا لمصر في تشكيل الوعي العربي، وأعداده تجدها في القاهرة وبيروت وبغداد ودمشق، صوت مصر المطبوع الذي ينتقل مع كل قارئ عربي. 

اقرأ  أيضا :


 

;