رغم تحقيقه نجاحا كبيرا .. الأوبريت الغنائي« قمر الغجر » تستغيث بوزيرة الثقافة

الأوبريت الغنائي قمر الغجر
الأوبريت الغنائي قمر الغجر

محمد‭ ‬بركات

شهدت نهايات الأسبوع الماضي نهاية عرض الموسم الأول للأوبريت الغنائي الإستعراضي “قمر الغجر” بعدما حقق نجاحا كبيرا على كل من المستويين الأدبي والجماهيري، ثم فوجئ مخرج ومعد العرض الدكتور عمرو دوارة بوقفه بعد عرضه لمدة شهر ونصف فقط وهو في قمة نجاحه الأدبي والجماهيري، مشيرآ أنه يرفض التهديد بعدم وضعه بخطة الموسم الصيفي، معتبرآ أن هذا يعد مثال واضح لاستغلال النفوذ وإهدار المال العام..في السطور التالية يكشف دوارة عن مخالفات كثيرة إدارية وفنية تعرض لها وكانت سبب في توقف العرض. 

هذا العرض الغنائي الاستعراضي هو العرض الخامس والستين بمسيرتي الإخراجية التي أشرف بها، هكذا بدأ الدكتورعمرو دوارة مخرج ومعد العرض حديثه عن عرضه “قمر الغجر”، ويضيف: حقق العرض نجاح كبير وبشهادة عدد كبير من النقاد وبشهادة شباك التذاكر، حيث لم يقل في الليلة الواحدة  على مدى شهر ونصف متوسط الإيرادات عن خمسة ألاف جنيه، بالرغم من تضافر عدة عوامل صعبة من بينها برودة الطقس خلال الشهور الأخيرة بالسنة ، وتنظيم كأس الأمم الأفريقية، بالتزامن مع امتحانات المدارس والجامعات، وهذا كله مع غياب جميع أشكال الدعاية الأساسية ، حيث طوال مدة العرض لم يتم طباعة أي مطبوعات ورقية تساهم في التسويق، من بوستر، ملصقات، بانفلت (برنامج العرض)، وذلك نظرا لإصرار مدير الفرقة على أن تتضمن تلك المطبوعات اسم وصورة أحد المشاركين بالعرض (الذي تربطه به علاقات قوية) ولكنه فشل في تحقيق رغبته بعدما رفضت “نقابة المهن التمثيلية” منحه التصريح اللازم، لعدم حصول هذا المشارك على مؤهل عالي، وكذلك عدم دراسته للفنون الدرامية، أو اجتيازه لدورات فنية متخصصة أو ورشة مسرحية. 

ويتابع: مجموعة بروفات استمرت ما يقرب من العام تقريبا، وشهدت خلالها توقف أكثر من مرة ومواجهة كثير من المصاعب والمساومات الإدارية والمعوقات والعراقيل الفنية المتعمدة والعراقيل الإدارية غير المنطقية من قبل مدير الفرقة، لمجرد حرصي على المحافظة على تاريخي الفني وعلى التقاليد المسرحية،لن أسمح بإهدار المال العام ووأد عرض تكلف ما يقرب من مليون جنيه، ويشارك في تقديمه أكثر من سبعين فنانا أغلبهم من أعضاء فرق مسارح الدولة، بعدما تم وقفه وهو في قمة نجاحه الأدبي والجماهيري، كما أنني أرفض التهديد بعدم وضعه بخطة الموسم الصيفي، فهذا يعد مثال واضح لاستغلال النفوذ وإهدار المال العام، والسؤال الذي يطرح نفسه ويؤكد على إهدار المال العام: هل يعقل استمرار تقديم عرض ناجح فنيا وأدبيا وجماهيريا لمدة شهر ونصف، ويحقق أعلى الإيرادات مقارنة بجميع العروض السابقة  بالبيت الفني (خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة) بدون أي دعاية تذكر؟ مع غياب جميع أشكال الدعاية الورقية (البوستر، الملصقات، البانفلت/ برنامج العروض)، بدعوى ترشيد النفقات،  ولكن للأسف بعد كل هذا النجاح الذي تحقق مازالت المعوقات والعراقيل مستمرة. 

وعن التجاوزات الإدارية يقول دوارة: التجاوزات كثيرة جدا ومخجلة ويكفي أن أذكر رفض مدير الفرقة استلام أي مذكرات بالإضافة إلى إصداره التعليمات لسكرتارية الفرقة كذلك بعدم استلام أي مذكرات أو اوراق بصورة رسمية، وذلك بالإضافة إلى تقاعسه في إنهاء أي إجراءات إدارية كانتداب بعض الفنانين من الفرق الأخرى، أو حتى مجرد إصدار خطابات لحجز قاعة للبروفات، أو للإستعانة ببعض الملابس من المخازن أو أخشاب الديكورات القديمة من المخازن، أو للملحن لتحديد موعد لاستلام الشريط النهائي، أيضآ وقف جميع أشكال الدعاية المطبوعة البوستر، برنامج العروض، الملصقات، والبانرات وذلك لإصرار مدير الفرقة على تضمنها جميعا اسم وصورة أحد الممثلين غير النقابيين الذي تربطه معه علاقة قوية والذي رفضت النقابة منحه تصريح بالعمل، نظرا لعدم دراسته للفنون المسرحية أو اجتيازه لدورات فنية أو ورش مسرحية متخصصة وهو نفسه الممثل الذي اصر على مساواة اجره بأجر الفنانة آمال رمزين ، وذلك بالإضافة إلى مجاملة هذا الممثل بوضعه بصورة متميزة في البنرات الأرضية دون الحصول على توقيع المخرج،  هذا بالإضافة إلى إشاعته جو من الإحباط والياس، وتكرار تصريحه بأن هذا العرض لن يرى النور، وحتى لو عرض سيكون نصيبه الفشل، مما تسبب في إعتذار عدد كبير من المشاركين في مقدمتهم الموسيقار ماجد عرابي بعد قيامه بتسجيل بعض الأغاني، مصمم الإستعراضات مناضل عنتر، وكذلك تقديم كل دمحمد سعد مصمم السينوغرافيا، ود. مروة عودة مصممة الملابس الإعتذار أكثر من مرة والفنانين سيد جبر، أحمد قنديل، ريم أحمد، رضا الجمال، محمد عنتر، شريف صبحي. 

وعن خلافاته مع مدير الفرقة يقول دوارة:  أود التأكيد على أن خلافاتي المتتالية مع مدير الفرقة ليست شخصية ولكنها إختلافات في وجهات النظر حول بعض المفاهيم الأساسية، فهو يرى أن الفن يجب أن يوظف لخدمة الإدارة، وأنا ما زلت أؤمن  كما تعلمت من كبار الأساتذة وكما تعلمت طوال مسيرتي المسرحية أن الإدارة هي التي  يجب أن توظف لخدمة الفن، وأخيرا أعلن رفضي إعادة العرض بهذه الصورة الحالية، بعد تعمد تشويهه من قبل مدير الفرقة بتشجيعه لبعض المشاركين فيه على الخروج عن النص، وعدم الإلتزام بالرؤية الأخراجية. وكذلك رفضي المشاركة به في إطار المسابقة الرسمية بالمهرجان “القومي للمسرح المصري” في دورته السابعة عشر، هذا مع التأكيد ان استغلال الوظائف القيادية لتحقيق المصالح الشخصية جريمة يعاقب عليها القانون وأكبر دليل على ذلك هو رفض مدير الفرقة ترشحي لأكثر من مخرج منفذ لاسباب مختلفة وواهية، حتى يحتفظ هو بهذه المهمة لمجرد الحصول على العائد المادي دون القيام بأي مهام فنية، وذلك بالإضافة إلى رفضه ترشيحي لعدد كبير من الفنانين لرفضهم التعاون معه في الماضي، حيث أصر على عدم التعاقد معه بنفس قيمة آخر تعاقد له بالفرقة، وهو مبلغ خمسة وعشرين ألف جنيه، وذلك برغم موافقة الفنان محمد عنتر على التعاقد بمبلغ سبعة عشر ألف جنيه أصر على الرفض بدعوى عدم وجود ميزانية تسمح بذلك، وبرغم ذلك فقد تعاقد سريعا مع الفنان فتحي سعد بمبلغ اثنين وعشرين ألف جنيه برغم علمه بأنه متعاقد مع إحدى فرق القطاع الخاص بالأسكندرية وهو ما أخفاه علي وعلى رئاسة البيت، ولم نعلم بذلك الإتفاق إلابعد تغيبه يومين اثناء العروض، ولكل ما سبق أطالب القيادات المسرحية العليا بتحمل مسؤليتها في مواجهة تلك التجاوزات السابق ذكرها ومحاسبة المقصرين.

وينهى دوارة حديثه قائلًا: عندما تواصلت مع رئيس البيت الفنان أحمد الشافعي وهو ما ظهر العرض إلى النور، وقد بذل جهدا كبيرا في محاولة تذليل بعض العقبات، كما تواصلت مع خالد جلال رئيس قطاع الانتاج واخبرته اكثر من مرة بتفاقم المشاكل لدرجة إصابتي بالجلطة في المخ واسعدني اكثر من مرة بتحديد موعد للقاء ولكن للأسف لم يتم ذلك حتى الآن، واتعجب من تلك المعاملة معي بعد هذا العمر وهذه التجارب وخمسين عاما في خدمة المسرح وحصولي على جائزة الدولة للتفوق عام 2021.، وبالرجوع إلى صلاح لبيب مدير الفرقة الغنائية الاستعراضية للرد على الإتهامات الموجهة إليه من قبل المخرج د. عمرو دوارة لم يرد.

اقرأ  أيضا : «قمر الغجر».. عرض غنائي استعراضي يعيد ميرنا وليد لخشبة المسرح


 

;