فى الصميم

الفيتو الأمريكى.. والتصعيد الإسرائيلى

جـلال عـارف
جـلال عـارف

ليلة عاصفة أخرى تؤكد من جديد أن فلسطين ستظل قلب الأزمة فى المنطقة حتى تنال حقوقها المشروعة، وأن عدوان إسرائيل وتواطؤ الولايات المتحدة معها سيأخذان المنطقة والعالم إلى المزيد من الحروب الإقليمية والتصعيد المستمر، فى ظل شل أمريكا للإرادة الدولية وانحيازها الكامل لإسرائيل وهى تنشر الإرهاب وتمارس الإبادة الجماعية، وتعربد فى المنطقة استنادا إلى دعم أمريكا الذى تجاوز كل الحدود.

فى مجلس الأمن، ورغم الظروف المعقدة والضغوط الأمريكية. وقف العالم كله إلى جانب الاعتراف بدولة فلسطين ومنحها العضوية الكاملة فى الأمم المتحدة. وتحولت جلسة المجلس إلى جلسة محاكمة لإسرائيل ومن دعموها لتشن حرب الإبادة على شعب فلسطين، ومن رفضوا - حتى الآن- إيقاف المذابح التى راح ضحيتها أكثر من مائة ألف شهيد ومصاب معظمهم من أطفال ونساء فلسطين. ورغم الضغوط الأمريكية لم تجد أمريكا دولة واحدة تقف معها فى موقفها غير الأخلاقى وغير القانونى وهى تستخدم «الفتيو» مرة أخرى لتمنع فلسطين من نيل حقها المشروع، وتمنع دول العالم من تصحيح الخطأ التاريخى فى حق شعب فلسطين.

ولم تكد جلسة مجلس الأمن تنتهي، حتى كانت إسرائيل تواصل التصعيد نحو حرب إقليمية طاحنة، وتقوم - دون إعلان رسمي- - بضربة جديدة على الأراضى الإيرانية تعرف أنها ستتلقى الرد عليها، لكنها تعرف أيضا أن قوات أمريكا جاهزة لصد أى هجوم عليها كما فعلت من قبل، وأن من منحها الدعم الكامل فى حرب الإبادة ضد شعب فلسطين سيواصل دعمها وهى تقوم بتفجير المنطقة كلها وتهديد الأمن والسلام فى العالم كله.

«الفيتو»، الأمريكى الأخير ينسف أى مصداقية لحديث أمريكا عن «حل الدولتين» ويؤكد إصرار أمريكا على استمرار المذبحة فى غزة والضفة وهى تدرك جيدا أن ذلك لا يعنى إلا امتداد الحرب وتوسعها فى كل المنطقة.. تدرك هذا وربما تريده«!»» فهى لا ترى فى المنطقة حليفا إلا إسرائيل، ولا ترى مصلحة لها إلا بفرض التطبيع المجانى على العرب واغراقهم فى صراع السنة والشيعة لمصلحة إسرائيل وحدها.. أما فلسطين فمصيرها - عند أمريكا- ينبغى أن يكون للتفاوض مع إسرائيل، وكأن ثلاثين عاما من التفاوض العقيم لا تكفي، وكأنها تمنح إسرائيل من عندها «حق الفيتو» على مصير فلسطين.. أى سقوط أخلاقى وسياسى لدولة عظمى كانت تدعى أنها تناصر حق الشعوب فى تقرير مصيرها!!

وحدها.. تقف الولايات المتحدة ضد إرادة العالم المناصرة لفلسطين، ووحدها تمنع إيقاف حرب الإبادة فى غزة. ووحدها تتوهم أن التصعيد الخطير فى المنطقة يخدم مصالحها ويحقق سياساتها. ووحدها لا تدرك أنها ستدفع غاليا ثمن شل الإرادة  الدولية وغياب العدالة والاستمرار فى سياسة المعايير المزدوجة التى تضعها وحيدة مع إسرائيل فى مواجهة عالم لا يتحمل المزيد من الحروب. وفى منطقة تقف على حافة الانفجار.