أطفال غزة يصدحون بـ «تكبيرات العيد» رغم الحرب والدمار

الاحتلال يواصل عدوانه الغاشم.. وتصاعد المقاومة بشمال القطاع

نازحون يؤدون صلاة العيد على أنقاض مسجد قصفه
نازحون يؤدون صلاة العيد على أنقاض مسجد قصفه

غزة - وكالات الأنباء:
رغم هطول أمطار غزيرة والدمار الهائل فى جميع أنحاء قطاع غزة جراء الحرب الإسرائيلية، أصر الفلسطينيون على أداء الصلاة والاحتفال بعيد الفطر. وأظهرت مشاهد ملتقطة بطائرة مسيرة بعض السكان فى رفح وهم يصلون فوق وبجانب ركام المساجد التى دمرها الاحتلال خلال الحرب المستمرة منذ أكثر من 6 أشهر.وفى زقاق ضيق فى مخيم جباليا بشمال قطاع غزة اصطفت مجموعة من الأطفال تعلو وجوههم الابتسامة وهم يصدحون بتكبيرات العيد. وكان المخيم هدفا لأحزمة النار التى صبتها مقاتلات إسرائيلية على مدار الشهور الماضية، وشهد الكثير من المجازر، وناله كمعظم الشمال فى القطاع النصيب الأكبر من الدمار والحصار والجوع.


فى الأثناء، ولليوم الـ187 من عدوانه على غزة، ارتكب الاحتلال مجازر جديدة بحق المدنيين، ما أدى لسقوط المزيد من الشهداء والجرحى معظمهم من الأطفال والنساء. ودمرت طائرات الاحتلال -فى ليلة عيد الفطر- منزلا بمخيم النصيرات وسط غزة، حيث كان مأهولا بالسكان لحظة قصفه مما أسفر عن عدد كبير من الشهداء والجرحى.ووثقت الكاميرات عمليات انتشال عدد من الشهداء والمصابين والعالقين من تحت الأنقاض بواسطة الطواقم الطبية وفرق الإسعاف، ووصولهم إلى مستشفى شهداء الأقصى بمدينة دير البلح وسط القطاع. 
وقال الناطق باسم الدفاع المدني، محمود بصل، إن عدد المفقودين فى غزة تجاوز 8 آلاف شخص حتى اللحظة، مؤكدا أن عمليات انتشال الجثث ما تزال متواصلة، لكنها معقدة للغاية وبحاجة لمعدات ثقيلة، وأشار إلى أن أكثر من 100 شخص ما زالوا تحت الأنقاض فى محيط مجمع الشفاء. وقالت حركة حماس إن أعمال البحث المستمرة فى مجمع الشفاء الطبى ومحيطه كشفت فظائع ارتكبها جيش الاحتلال بعد انسحابه. فيما نقلت وكالة «أسوشيتد برس» عن خبراء فى تتبع الدمار بواسطة الأقمار الصناعية قولهم إن نحو 45 ألف مبنى فى منطقة خان يونس، أى ما يمثل 55% من المباني، دمرت أو تضررت بسبب العدوان الإسرائيلى على القطاع. 


ومن جانبها، صعدت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكرى لحماس، عملياتها فى مدينة غزة وشمال القطاع حيث قصفت تجمعات الجنود بقذائف الهاون. وأعلنت سرايا القدس، الجناح العسكرى لحركة الجهاد الإسلامي، استهداف قوة إسرائيلية خاصة بقذيفة «آر بى جي» وتفجير إحدى دبابات جيش الاحتلال فى محاور التقدم بمدينة خان يونس جنوبى غزة، وقال أبو حمزة الناطق باسم السرايا «لا مكان للاحتلال واستقراره على أرض غزة.» 


وعلى المستوى الإغاثي، قالت سامانثا باور، رئيسة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية إن المساعدات الإنسانية لغزة زادت بشكل كبير فى الأيام القليلة الماضية، مضيفة أنه ينبغى الحفاظ على المستوى الذى تحقق وزيادة المساعدات بشكل أكبر. وفى نفس السياق، أنشأ جيش الاحتلال معبرا جديدا للمساعدات إلى غزة لتجنب فتح معبر إيريز خشية أن يغلقه المتظاهرون، وفق ما نشرته وسائل إعلام إسرائيلية أمس. واتهمت مقررة الأمم المتحدة المعنية بحالة حقوق الإنسان فى الأراضى الفلسطينية فرانشيسكا ألبانيزي، إسرائيل وجنودها بتحريف مبادئ القانون الدولى لتشريع العنف، مضيفة أن القادة الإسرائيليين يتلاعبون بالألفاظ مثل «دروع بشرية» و»مناطق آمنة». وشددت على ضرورة إجبار إسرائيل على الامتثال للقانون الدولى وميثاق الأمم المتحدة.