هل تقترب أوروبا من حالة "ما قبل الحرب" مع روسيا؟

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

في تصريحات صادمة، حذر كبير دبلوماسيي الاتحاد الأوروبي من أن احتمال نشوب حرب تقليدية عالية الشدة في القارة لم يعد مجرد خيالاً. ووصف جوزيب بوريل أوروبا بأنها محاطة بـ"حلقة من النيران" وعدم الاستقرار، داعياً الدول الأعضاء إلى عدم الاعتماد على الولايات المتحدة للدفاع عنها وزيادة إنفاقها الدفاعي لتحقيق الاكتفاء الذاتي الأمني.

تأتي تحذيرات بوريل في ظل مخاوف غربية متزايدة من تهديد عسكري روسي لأوروبا على خلفية الصراع في أوكرانيا.

 

قال الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، جوزيب بوريل، إن صراعًا عسكريًا واسع النطاق في أوروبا أصبح أكثر احتمالًا بسبب المواجهة مع روسيا، محذرًا الدول الأعضاء من الاعتماد على الولايات المتحدة للدفاع عنها.

 

وأشار العديد من المسؤولين الأوروبيين الآخرين إلى تهديد عسكري متزايد في الأشهر الأخيرة، حيث قال وزير الدفاع البريطاني جرانت شابس الأسبوع الماضي إن العالم ينتقل من حالة "ما بعد الحرب إلى حالة ما قبل الحرب" بسبب التهديد المزعوم الصادر عن روسيا.

وفي شهر مارس، قدم رئيس الوزراء البولندي دونالد تاسك تقييماً مماثلاً "قبل الحرب".

 

وفي حديثه خلال تجمع منتدى أوروبا في بروكسل اليوم الثلاثاء، زعم بوريل أن "احتمال نشوب حرب تقليدية عالية الشدة في أوروبا لم يعد مجرد خيال" وأن الكتلة يجب أن "تفعل كل شيء لتجنبها".

 

زعم كبير دبلوماسيي الاتحاد الأوروبي أن روسيا تشكل تهديدًا متزايدًا للقارة، مشيرًا إلى الصراع مع أوكرانيا، واتهم موسكو بالسعي لزعزعة استقرار الاتحاد.

 

ووفقا لبوريل، في حين أن الصراع العسكري في أوروبا ليس وشيكًا و"لن يبدأ غدًا"، يجب على المواطنين أن يفهموا أن "المظلة الأمريكية التي كانت تحمينا خلال الحرب الباردة وما بعدها، قد لا تكون مفتوحة طوال الوقت".

 

وقال: "ربما، اعتماداً على من يحكم واشنطن، لا يمكننا الاعتماد على دعم الأميركيين والقدرة الأميركية على حمايتنا".

 

ووصف بوريل الاتحاد الأوروبي بأنه محاط بـ”حلقة من النيران” وعدم الاستقرار، ودعا الدول الأعضاء إلى أن تصبح أكثر اكتفاء ذاتيا فيما يتعلق بأمنها وزيادة إنفاقها الدفاعي.

 

وأضاف أنه في حين أن حلف شمال الأطلسي "لا يمكن استبداله" كما كان دائمًا، إلا أنه يجب على الأوروبيين البدء في بناء "دعامة" خاصة بهم داخل الكتلة التي تقودها الولايات المتحدة.

 

واعترف الدبلوماسي بأن موقف بروكسل بشأن الصراعات في غزة وأوكرانيا لا يحظى بمشاركة كاملة من قبل العديد من الجماهير غير الغربية.

 

وتأتي تصريحات بوريل في أعقاب اقتراحات من العديد من المسؤولين المدنيين والعسكريين الغربيين في الأشهر الأخيرة بأن روسيا قد تهاجم الناتو في غضون بضع سنوات.

 

وفي حديثه في أواخر مارس، نفى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مثل هذه التكهنات ووصفها بأنها "هراء".

وقال إن الحديث عن هجوم روسي محتمل على بولندا أو جمهورية التشيك أو دول البلطيق هو دعاية قادمة من حكومات تسعى إلى تخويف مواطنيها "لانتزاع نفقات إضافية من الناس، لحملهم على تحمل هذا العبء على أكتافهم".

الكلمات الدالة : 

الاتحاد الأوروبي - روسيا - الحرب الروسية الأوكرانية - جوزيب بوريل