علي جمعة: الاختبار القادم.. هل تسير في طريق الله بعد رمضان؟

 الدكتور علي جمعة
الدكتور علي جمعة

 

قال الدكتور علي جمعة، مفتي الديار المصرية السابق : ها هو شهر الله وشهر القرآن قد ولى ؛ وهذه آخر جمعة فيه والاختبار قادم هل تسير في طريق الله بعد رمضان ، أو أنك تنسب إلى النسيان وما سمي القلب إلا أنه يتقلب وما أول ناسٍ إلا أول الناس فعاهد آدم ربه فنسى ، فلابد أن تتذكر حلاوة رمضان ، وأن تتذكر أن الناس لو عرفت ما في رمضان من خير لتمنت أن تكون السنة كلها رمضان، رمضان وما أدراك ما رمضان يهيئك ويملأ قلبك من أجل ما بعد رمضان ،والله سبحانه وتعالى قد بنى طريقه على الذكر والفكر وعلى التصديق والتشويق وكل ذلك في رمضان ؛ أما الذكر والفكر فإن الله سبحانه وتعالى كتب علينا العبادات ؛ كتب علينا خمسة صلوات في اليوم والليلة فلابد عليك أيها المسلم أن تتمسك بها ، وجعل هذه الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ؛ومن لم تنهاه صلاته عن الفحشاء والمنكر فليعلم أن بها خلل ينبغي عليه أن يصلحه وأن يصلح من نفسه ، ولابد عليه أن يستمر في الصلاة لعل صلاته تنهاه يوما فيتذكر، قال تعالى: ﴿إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ﴾ إذًا فلابد عليك أن تذكر الله سبحانه وتعالى كثيرا قبل الصلاة وفي الصلاة وبعد الصلاة. 

اضاف "فما شأن التصديق والتشويق؟ أخفى الله سبحانه وتعالى أشياء في أشياء ؛ فأخفى ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان. ﴿حم وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ أَمْراً مِّنْ عِندِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾ فلو صادفتك هذه الليلة فسأل الله العفو والعافية في الدين والدنيا والآخرة فتكون قد جمعت بين الحسنيين بين الخير في الدنيا والخير في الآخرة.

تابع "أخفى الصلاة الوسطى في الصلوات لأجل أن تحافظ عليها كلها ، وأخفى اسمه الأعظم الذي إذا ما دعي به أجاب في سائر أسمائه الحسنى الواردة في الكتاب والسنة ، وأخفى ساعة الإجابة في ثلث الليل الأخر ، وأخفى ساعة الإجابة في يوم الجمعة وكان سيدنا عمر رضى الله عنه يقول: «صاحب الحاجة يمكث من الفجر إلى المغرب يدعو ربه» يعني لو كانت عندك حاجة شديدة فاختر يوم الجمعة فإن فيه ساعة للإجابة ولكن اجهد نفسك لربك وامكث من فجر هذا اليوم إلى مغربه وادعوا الله سبحانه وتعالى


وذكر "أخفى الصغائر والكبائر أخفاها في سائر الذنوب حتى تبتعد عن كل الذنوب ، وأخفى السبع المثاني في القرآن العظيم ، وأخفى ولي الله في سائر الناس ؛ فاعلم أن الذي أمامك مهما كان قد يكون محل نظر الله فتواضع وقل في نفسك أنك أسوأ الخلق ليس هناك من هو أسوأ منك ، وهذا التواضع يرفعك عند الله فإنه لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من كبر ، تواضع لله ومن تواضع لله رفعه ، جمعة أخيرة يسميها الناس الجمعة اليتيمة لأنها تودع شهراً كريماً لا يأتي إلا مرة كل عام، والحمد لله الذى قدر لنا هذا الشهر الكريم تجلوا فيه نفوسنا وتطمئن قلوبنا بذكر الله، ويستجيب ربنا دعائنا وينظم حياتنا، وينور قلوبنا، فعسى الله أن يثبت هذه الأنوار، وأن يكشف لنا تلك الأسرار، وأن يمكننا سبحانه وتعالى من أن نجعله أسوة في حياتنا نأخذ منه بقدر حاجتنا وقدرتنا.

اقرا ايضا | علي جمعة: «السيلفي واللايف» في الحج والعمرة خروج عن حد الأدب مع الله