رئيس جامعة الأزهر يشيد بجهود الأوقاف في شهر رمضان

جانب من الحدث
جانب من الحدث

أقيمت مساء أمس الأربعاء 3 أبريل 2024، فعاليات ملتقى الفكر بمسجد الإمام الحسين "رضي الله عنه"، تحت عنوان: "آداب الطريق"، والذي ينظمه المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ووزارة الأوقاف يوميًّا عقب صلاة التراويح.

اقرأ ايضا: رئيس جامعة الأزهر يشارك في اجتماع المجلس الأعلى للجامعات بجامعة عين شمس

حاضر فيه الدكتور سلامة داود رئيس جامعة الأزهر، والدكتور أحمد رزق درويش أستاذ الحديث وعلومه المساعد بجامعة الأزهر، والقارئ الشيخ إبراهيم الفشني قارئًا، والمبتهل الشيخ معوض الفشني مبتهلًا، وبحضور الدكتور هشام عبد العزيز علي رئيس القطاع الديني، والدكتور أسامه فخري فكري الجندي رئيس الإدارة المركزية لشئون المساجد والقرآن الكريم، والدكتور خالد صلاح الدين حسونة مدير مديرية أوقاف القاهرة، وعدد من قيادات وزارة الأوقاف، وجمع غفير من جمهور ورواد المسجد، وقدم للملتقى الإعلامي عمر هاشم.

ووجه الدكتور سلامة داود رئيس جامعة الأزهر، خلال كلمته التحية لوزارة الأوقاف والمجلس الأعلى للشئون الإسلامية على البرامج القرآنية والدعوية المتميزة التي ازدانت بها المساجد على مستوى الجمهورية لتعلي من روحانيات الشهر الفضيل، مؤكدًا أن مدارسة العلم تطيب في الأيام العشر الأواخر من رمضان فقد كان النبي "صلى الله عليه وسلم": "أجودَ الناسِ بالخيرِ، وكان أجودَ ما يكون في شهرِ رمضانَ حتى ينسلِخَ، فيأتيه جبريلُ فيعرضُ عليه القرآنَ، فإذا لقِيَه جبريلُ كان رسولُ اللهِ أجودَ بالخيرِ من الرِّيحِ الْمُرسَلَةِ".

وأكد أن آداب الطريق من الآداب العامة التي إذا صلحت صلح الكثير من أحوال الناس، لأن الطرق لا غنى عنها للجميع، وهي من المنافع العامة التي لا ينبغي أن يضيق فيها أحد على أحد، ولا يأخذ فيها أحد حق أحد، فالطريق له حق على الجميع ذكره رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يومًا لأصحابه (رضوان الله عليهم) فقال: "إِيَّاكُمْ وَالْجُلُوسَ فِي الطُّرُقَاتِ , قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا لَنَا بُدٌّ مِنْ مَجَالِسِنَا نَتَحَدَّثُ فِيهَا , قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وسلم) :  فَإِذَا أَبَيْتُمْ إِلاَّ الْمَجْلِسَ فَأَعْطُوا الطَّرِيقَ حَقَّهُ , قَالُوا وَمَا حَقُّهُ ؟ قَالَ : غَضُّ الْبَصَرِ وَكَفُّ الأَذَى وَرَدُّ السَّلاَمِ وَالأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْىُ عَنِ الْمُنْكَرِ"، وأن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أرسى حق الطريق بمبادئ تعجز الأمم عن أن تأتي بمثلها، وأن الآداب عامة يجب أن نتحلى بها في الطرقات والحدائق والأماكن العامة,ومنها:

أولا : الحفاظ على المكان , وتركه أنظف مما كان , والتعامل معه تعامل الإنسان مع ماله الخاص , وعدم الإسراف في أي خدمة تقدم في إطار المرفق العام من مياه أو كهرباء أو خلافه، ومن الآداب العامة , غض البصر , وكف الأذى , سواء أكان كفًّا للأذى عن طريق نفسه , أم كفًّا لأذى الإنسان نفسه عن الناس , فالمسلم الحقيقي من سلم الناس من لسانه ويده , ومنها رد السلام فمن ألقى عليك السلام فقد أمنك من كل أنواع الأذى , ومن أهم آداب الطريق الالتزام بقواعد وتعليمات السير فيه , وعدم الاعتداء عليه أو تضييقه أو التعدي عليه بالبناء أو أي لون من ألوان الاستغلال غير القانوني أو إعاقة السير فيه، وكل ما هو حق للطريق هو حق للأماكن والحدائق والمتنزهات والمصايف والمنتديات العامة , وكل ما يجمع الناس , إذ ينبغي على كل إنسان أن يحرص على نظافة وسلامة المكان الذي يكون فيه , وأن يحرص على عدم أذى الناس , بل يحرص كل الحرص على مساعدتهم , وإكرامهم , وأن يكون صورة إيجابية مشرفة لدينه ووطنه , فالإسلام ليس كلامًا , إنما هو فعل وسلوك يعبر عن مدى تمسك صاحبه بالمبادئ والقيم السامية والأخلاقية الكريمة , من عفة اليد واللسان والبصر , وطيب الحديث وسخاء النفس , يضاف إلى ذلك الحرص على سلامة المرافق العامة باعتبارها من المال العام الذي يجب الحفاظ عليه، ويلحق بالمرافق العامة المرافق الخاصة المشتركة.

وفي كلمته، وجه د. أحمد رزق درويش أستاذ الحديث وعلومه المساعد بجامعة الأزهر الشكر لوزارة الأوقاف على عقدها للملتقيات الفكرية التي جعلت بيوت الله (تبارك وتعالى) تتعطر بأنفاس المصلين، وجعلت الناس يأتون إلى بيوت الله (تبارك وتعالى) من كل فج عميق لينالوا  رضوان الله (تبارك وتعالى) ورحمته، وأن الله (تبارك وتعالى) قد جعل الهدف الأسمى من رسالة النبي (صلى الله عليه وسلم) إتمام مكارم الأخلاق قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) "إنما بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ مكارمَ الأخلاقِ "، فالأخلاق هي عنوان الأمم وعنوان المجتمعات، فتفشي الأخلاق الحسن دليل على ترابط المجتمع، ومن أهم مكارم الأخلاق والآداب الجميلة التي أتى بها سيدنا رسول الله ( صلى الله عليه وسلم) آداب الطريق لتعلقها بكمال الإيمان وبصلاح الإنسان، لقول رسول الله ( صلى الله عليه وسلم)  "إِيَّاكُمْ وَالجُلُوسَ علَى الطُّرُقَاتِ، فَقالوا: ما لَنَا بُدٌّ، إنَّما هي مَجَالِسُنَا نَتَحَدَّثُ فِيهَا، قالَ: فَإِذَا أَبَيْتُمْ إِلَّا المَجَالِسَ، فأعْطُوا الطَّرِيقَ حَقَّهَا، قالوا: وَما حَقُّ الطَّرِيقِ؟ قالَ: غَضُّ البَصَرِ، وَكَفُّ الأذَى، وَرَدُّ السَّلَامِ، وَأَمْرٌ بالمَعروفِ، وَنَهْيٌ عَنِ المُنْكَرِ"، وغض البصر عن ممتلكات الآخرين، وعن خصوصياتهم، قال تعالى " قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ " وقال تعالى " وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ".

وقال النبي صلى الله عليه وسلم لسيدنا علي " لا تُتبعِ النَّظرةَ النَّظرَةَ، فإنَّ لَكَ الأولى ، ولَيسَتْ لَكَ الآخرَةُ "، والأدب الثاني: إماطة الأذى عن الطريق قال صلى الله عليه وسلم " اعزِلِ الأذى عن طريقِ المسلمِين "، واتباع إشارات المرور من كف الأذى عن الناس، والأدب الثالث: رد السلام وهو حق المسلم على المسلم، فالسلام يشيع المحبة بين أفراد المجتمع، والأدب الرابع: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهو من علامات خيرية أمة النبي ( صلى الله عليه وسلم)، قال تعالى " كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ "، وأن حق الطريق من الحقوق العامة التي لا يجوز التعدي عليها لا شرعًا ولا قانونًا، وقد عظم الإسلام من شأن الحق العام بصفة عامة وحق الطريق بصفة خاصة، حيث عد نبينا (صلى الله عليه وسلم) إماطة الأذى عن الطريق شعبة من شعب الإيمان فقال (عليه الصلاة والسلام): "الإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ أَوْ بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَةً فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإِيمَانِ".