من قلب إسرائيل

الاحتلال يزرع «حقل ألغام سري» لإحباط عودة النازحين في قطاع غزة

توغل برى لقوات الاحتلال فى غزة
توغل برى لقوات الاحتلال فى غزة

بينما تجرى على قدم وساق محاولات دولية وإقليمية لإنقاذ الوضع الإنسانى الكارثى فى قطاع غزة، تحرص إسرائيل على زيادة إرباك المشهد، وفرض واقع يتجاوز حد المجاعة عبر منع عودة النازحين إلى منازلهم وسط وشمال القطاع حتى بعد توقيع اتفاق مأمول لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين الجانبين.

وفى هذا السياق كشف تقرير نشرته «المنظمة الدولية للمعاقين» Handicap International عن نشر قوات الاحتلال حقل ألغام فى مناطق متفرقة من قطاع غزة، للحيلولة دون عودة النازحين من سكان شمال ووسط القطاع إلى منازلهم، ومنعهم من حرية ممارسة الأنشطة اليومية التقليدية حال العودة.

وأوضح التقرير أن جيش الاحتلال زرع ما يربو على 3 آلاف قنبلة فى مناطق متفرقة من قطاع غزة، واحتفظ لنفسه فى سرية تامة بخرائط مناطق توزيع القنابل، لإحباط أية محاولة لعودة النازحين من جنوب القطاع إلى وسطه وشماله،مشيرًا إلى أن إسرائيل أطلقت على القطاع منذ بداية العدوان 45 ألف قنبلة، انفجر معظمها وأسفر عن تحويل مساكن ومنشآت القطاع إلى ركام، إلا أنه لم ينفجر حتى الآن ولأجل غير معلوم حقل ألغام شديدة الانفجار.

وتعتبر «المنظمة الدولية للمعاقين» مؤسسة دولية غير حكومية، يقع مقرها بمدينة أوتاوا الكندية، ولها مكاتب إقليمية فى آسيا، والمحيط الهادئ، والشرق الأوسط، وأوروبا، وأفريقيا، وأمريكا اللاتينية، وأمريكا الشمالية، وجزر البحر الكاريبى. وتأسست المنظمة فى الفترة ما بين 1980 و1981 لدعم حقوق الإنسان الخاصة بالأفراد المعوقين عبر المشاركة الكاملة وتكافؤ الفرص والتنمية.

وقال نائب مدير العمليات الدولية فى المنظمة، جان بيير ديلوميير، لـ«راديو فرنسا» الدولى، إن «هناك 3 آلاف قنبلة من أصل 45 ألف قنبلة إسرائيلية لم تنفجر فى قطاع غزة، وهو ما يشكل فى واقع الأمر خطرًا إضافيًا، خاصة على المدنيين عندما يحاولون العودة إلى منازلهم أو ممارسة حياتهم التقليدية فى القطاع».

وأمضى ديلومير عدة أيام فى رفح على الحدود المصرية حيث يعيش نحو 1.5 مليون فلسطينى معظمهم من النازحين. وأعرب عن اعتقاده بأن وقف إطلاق النار وحده سيكون كافيًا لإعطاء مزيد من «الرؤية» لـ«المنظمة الدولية للمعاقين» حتى تتمكن «بالطبع من البدء فى أعمال إزالة الألغام ومخلفات الحرب من المتفجرات».
وتؤشر تلك المعطيات إلى اقتصار ضلوع إسرائيل فى المبادرات الدولية المطروحة لحلحلة الأزمة الغزاوية على إطلاق سراح المختطفين فى موقعة «طوفان الأقصى» 7 أكتوبر الماضى، أما مستقبل القطاع المأزوم فيتموضع على هامش اهتمام تل أبيب، خاصة فى ظل رفضها خلال الجولة الأخيرة من مفاوضات الدوحة للانسحاب الكامل من قطاع غزة بالتزامن مع مراحل إطلاق سراح المختطفين.
محمد نعيم