من الآخر

العلم .. والهدايا المرفوضة

د.أسامة أبوزيد
د.أسامة أبوزيد

مازلنا نستلهم العبر والموعظة من أزمة سقوط أحمد رفعت نجم فيوتشر مغشيا عليه فى أرض الملعب بقلب متوقف تماما عن النبض ، الجميع يتحدث عن المعجزة التى حدثت بعودة رفعت الى الحياة مرة أخرى بعد عشرة أيام من توسلات الملايين الذين رفعوا أكف الضراعة للمولى عز وجل داعين بأن يعود رفعت سالما غانما إلى أهله ومحبيه الى أن جاء الفرج وبدأت الأخبار الحلوة تخرج من الأطباء المعالجين بأن الأمل مازال موجودا أن يخرج اللاعب الموهوب على قدميه مرة أخرى وهذا إن حدث بالفعل سيكون بلا شك معجزة يجب علينا جميعا أن نتعلم منها دروسا وليس درسا واحدا .

المؤكد أن وسائل الإعلام أفردت مساحات عبر شاشاتها لاستضافة أطباء ومتخصصين لمعرفة فرص عودة أحمد رفعت للحياة مرة أخرى ولكن تلك المساحات لم تكن على القدر الكافى لمناقشة القصور والنواقص فى ملاعبنا من ضرورة تواجد أطباء متخصصين فى تلك الحالات الحرجة والطارئة للتعامل معها فورا مع توافر الأجهزة الحديثة التى تمكنهم من أداء مهامهم بكفاءة حتى لا يحدث ما لا تحمد عقباه ونفقد نجوما موهوبين فى غمضة عين .

القدر كان رحيما برفعت ووالدته التى ذرفت بدلا من الدموع دما خوفا من فقدان أعز الأحباب والمعدن  الأصيل ظهر من كثيرين ساعدوا اللاعب فى تلك المحنة ووقفوا بجواره وقدموا يد العون له وشخصيا أتمنى أن أرى رفعت مرة أخرى فى الملاعب مثلما أتمنى أن نهتم فى ملاعبنا وستاداتنا الجديدة ومدننا الرياضية أن تكون هناك منظومة طبية متكاملة وأن يكون مع كل فريق طبيب متخصص وليس خريج كلية تربية رياضية قسم علاج طبيعى وشتان الفارق بين الاثنين .

بداية الإنقاذ تأتى من التعامل الطبى بكفاءة مع تلك الحالات الحرجة فى الملعب وبالتالى مع لاعبين قيمتهم ليس فقط فى الملايين التى تنفق عليهم سنويا فى هيئة عقود أو ملايين يدرها هؤلاء بأقدامهم عند تحقيق البطولات أو نشرهم السعادة على وجوه ملايين من الجماهير ولكن قيمتهم كـ«بنى آدمين» وقيمة الإنسان أغلى من كنوز الدنيا فى جمهورية مصر الجديدة التى يعظم فيها الرئيس السيسى من قيمة شعبه الذى يسعى جاهدا منذ توليه المسئولية إلى توفير حياة كريمة له رغم التحديات الاقتصادية التى تجتاح العالم أجمع وليس مصر المحروسة فقط .

نعم الوقاية خير من العلاج والكلام عن اللعب فى رمضان صحى أم لا مستهلك وعفا عليه الزمن لأن دول العالم كلها تلعب فى الشهر الكريم وما أحلى طقوس الدورات الرمضانية التى تربينا عليها ولكن الأهم هو الحديث عن أهمية العلم والطب الحديث فى تفادى تلك الكوارث الإنسانية التى تحدث بدون مقدمات والثانية فيها تفرق فى حياة اللاعب ، وبالتالى لا بديل عن توافر مستشفيات طبية متخصصة فى أزمات وإصابات الملاعب بالقرب من كل ستاد أو صالة مغطاة وهذا الكلام من الآخر .

الكلام عن الزمالك لن يتوقف طالما نتائج فريق الكرة سلبية ، الجهد المبذول من مجلس الإدارة «مش هيوكل عيش» مع الجماهير العاشقة لرؤية فريقها يصول ويجول فى الملاعب المحلية والأفريقية محققا البطولات لأن هذا كان عنوان تولى المجلس الحالى مقاليد الأمور عند طرح اسمه على أعضاء الجمعية العمومية لأن كرة القدم هى الوحيدة القادرة على تثبيت أقدام المجلس فى القلعة البيضاء وهى أيضا التى تستطيع الإطاحة بأتخن مجلس من فوق الكراسى الوثيرة فى ميت عقبة .

المدير الفنى البرتغالى جوميز بدأ توجيه أصابع اللوم لبعض الصفقات الجديدة بأنها دون المستوى أو أن هناك لاعبين يلعبون فى نفس المراكز التى لا تعانى من نقص وأخرى مراكز لا يوجد بها لاعبين مثل الجبهة اليسرى بخلاف أحمد فتوح وهنا يفتح باب التساؤلات عن المسئول عن اختيار تلك الصفقات، ومع احترامى للثلاثى أحمد سليمان وحسين السيد عضوى المجلس وعبدالواحد السيد مدير الكرة الا أنهم جميعا حراس مرمى، وبالتالى تواجد نجم كرة صاحب عين خبيرة والأهم يلبى طلبات المدير الفنى مطلوب.

عبدالله السعيد وناصر ماهر هما الوحيدان القادران على إحداث الفارق مع الزمالك والصفقات الجديدة سواء محمد شحاتة أو زياد كمال صاحب عقد الإعارة «الخيالى» من انبى وأحمد حمدى لم يرموا بياضهم حتى الآن حتى تشعر بهم الجماهير البيضاء المظلومة مع فريقها الذى يرفض حتى  هدايا المنافسين ، عندما يخسر الأهلى تجد الزمالك يسير على نفس الدرب وهذه ليست سمات الفريق الذى يبحث عن استعادة الألقاب .

ما يحققه أبطالنا وبطلاتنا فى دورة الألعاب الأفريقية من إنجازات بالتأكيد شىء يدعو للفخر خاصة أن هناك ألعاب تفوقت على نفسها وأحرزت عددا غير مسبوق من الميداليات ولكن هناك أيضا لعبات لم تحقق الهدف المنشود وضربت «غطس» وهنا يجب الاهتمام والتقويم سريعا حتى نتفادى أى مطبات فى دورة الألعاب الأولمبية القادمة بباريس 2024 خاصة أن الدولة لا تبخل بالدعم وتوفر لبن العصفور ليس فقط على المستوى الفنى ولكن الإنشائى أيضا الأمر الذى تجلى فى قدرة مصر بعون الله على تحقيق رؤية فخامة الرئيس السيسى باستضافة دورة الألعاب الأولمبية 2036 بمدينة مصر الدولية للألعاب الأولمبية بالعاصمة الإدارية الجديدة.