يتحدث اللواء أركان حرب محمود طلحة مستشار كلية القادة والأركان عن عودة طابا ورفع العلم المصرى عليها قائلاً : لاستكمال توضيح الصورة العامة للنتائج الإستراتيجية فإنه إلى جانب العمل العسكرى والجهد السياسى والدبلوماسى إلى أن تم توقيع معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية فى مارس 1979م والتى بموجبها انسحبت القوات الإسرائيلية من كل سيناء - وقبل إتمام الانسحاب فى مارس 1982م بزغ دور الجهد القضائى للمساهمة فى إتمام تحقيق الهدف الرئيسى للحرب فيما عُرف بقضية طابا.
ويضيف اللواء طلحة: فى مارس 1982م وقبل تمام انسحاب القوات الإسرائيلية من سيناء وكعادة إسرائيل فى المراوغة والسعى لنهب كل ما يمكن فقد ادعت على غير الحقيقة - وجود بعض الاختلافات بشأن أماكن نقاط تمييز وترسيم خط الحدود الدولية بين مصر وأرض فلسطين تحت الانتداب.
أحد أهم نقاط الخلاف كان ما يتعلق بموقع العلامة 91 فى طابا وادعت أن هذه المنطقة لا تقع ضمن حدود الدولة المصرية (1 كم2) وقد سبق أن أنشأت إسرائيل فى هذه المنطقة فندقًا وقرية سياحية للإيحاء بأنها أرض إسرائيلية .
أصر الجانب المصرى على رفض الادعاء الإسرائيلى وأخيراً تم الاتفاق على اللجوء إلى مبدأ التحكيم فى يناير 1986م وشكلت مصر فريقًا يضم نخبة من القامات المختصة فى القانون الدولى وعلوم التاريخ والجغرافيا والسياسة والعسكرية وتخصصات أخرى وتم الاستعانة بوثائق دولية معتبرة وكذا شهود عيان منهم ثلاثة ضباط من يوغسلافيا سبق لهم الخدمة فى هذه المنطقة خلال تواجد قوات الطوارئ الدولية قبل حرب 1967م وكانت طابا جزءاً لا يتجزأ من الأراضى المصرية.
فى سبتمبر 1983م أعلنت هيئة التحكيم الدولية فى جنيف (سويسرا) حكماً بإجماع الآراء (أن طابا أرضٌ مصرية) وعقب ذلك ارتفع العلم المصرى شامخاً فى 19 مارس 1989م .
وأخيراً نجمل القول ونشير إلى :
بذلك تحقق كامل الهدف الاستراتيجى السياسى من الحرب بالعسكرية والسياسة والدبلوماسية والقضاء.
انتهت حرب 1973 واستعادت مصر ما خسرته من أراضٍ فى حرب 67 وانتزع الجيش المصرى ما سُلب من شرف وكرامة الجندية وحقق أهداف الحرب.
تحمل الشعب المصرى أصعب الشدائد والتى يُصعب شرحها أو وصفها فى مقالة ... وساند قيادته السياسية وقواته العسكرية ... وخاض الآباء المحاربون الحرب لاستعادة شرف الأمة وعزة الوطن تحقيقاً لأمن الأبناء والأحفاد.
