وجع قلب

اتجاهات السعادة

هبة عمر
هبة عمر

هل يمكن أن تخضع مشاعر إنسانية مثل السعادة للتقييم الرقمي؟

يحدث هذا بالفعل منذ عام ٢٠١٢  إذ تقوم شبكة حلول التنمية المستدامة التابعة للأمم المتحدة بتقييم مستويات السعادة فى جميع أنحاء العالم عن طريق إجراء استطلاعات الرأى حول السعادة الشخصية و المؤشرات الاقتصادية والتضامن والحرية الفردية والفساد.

 يوم الأربعاء الماضى صدر تقرير جديد عن اتجاهات السعادة فى العالم بمناسبة الاحتفال باليوم الدولى للسعادة الذى أعلنته الأمم المتحدة، وتصدرته فنلندا للمرة السابعة  من بين 143 دولة  بالعالم، كما تصدرت الكويت الدول العربية بحصولها على المركز رقم ١٣ عالميا، بينما جاءت لبنان فى المرتبة الأخيرة عربيا وقبل الأخيرة عالميا.

وحصدت الدول الإسكندنافيه كل المراكز الأولى، وما يدعو للعجب أن تأتى إسرائيل فى المركز الخامس عالميا  قبل هولندا والنرويج وسويسرا، وأسباب العجب أن  الحجج والدعاوى التى يروجها كل الداعمين لإسرائيل تركز على أنها دولة حبيسة وسط جيران عرب يتربصون بها وتفتقد الأمان تماما، ورغم ذلك تحصل على تقييم متقدم ضمن أسعد عشرين دولة بالعالم!

توصيف السعادة وفقا للأمم المتحدة يعتمد على فاعلية الحكومات فى دعم السلام والنظام الاجتماعى  والضرائب والمؤسسات القانونية وتقديم الخدمات العامه والتى ترتبط ارتباطا وثيقا بمتوسط الرضا عن الحياة، والحكومات «الذكية» ليست فقط التى تعتمد على التطور التكنولوجى ولكنها تلك التى تهتم بدعم حقوق شعوبها وإتاحة الحرية لها للتعبير عن رأيها وتوفير الشعور بالأمان والسلام والعدل.ويبدو أننا ما زلنا بعيدين جدا.