■ بقلم: هانئ مباشر
معارك كبيرة وساحات كثيرة انتصر فيها المصريون.. و«ملحمة العاشر من رمضان» خير شاهد على ذلك، حيث لم يكن هناك فرق بين جيش على جبهة القتال يتوق جنوده إلى تقديم الأرواح والدماء فداء لهذا الوطن، وبين شعب يكمل الصورة فى ميادين الإنتاج والتنظيم والوعى بطبيعة وتحديات المعركة وعدالة القضية المصرية.. ويكفى أننا فى ست سنوات عصيبة قمنا بإعادة بناء قواتنا المسلحة، وهو أمر لم يكن بالسهل، ولا توجد كلمات تعبر عن حقيقة ما تحمّله الشعب المصرى من عناء ومشقة، إلا أن الإيمان والصدق هو الذى توج كل ذلك بالعبور العظيم وتدمير خط بارليف، ووضع مصر فى موضع المفاوض الأقوى من أجل تحقيق السلام، فما كانت مصر داعية حرب وقتال وتدمير وخراب، وإنما كانت مدافعة عن نفسها وعن أرضها وعن قضيتها العادلة..
إننا مدينون لجيش أكتوبر بل لشعب أكتوبر فى هذه المرحلة بما ننعم به الآن من أمن واستقرار وتنمية وتطور ورخاء، لأن دفاعنا عن أنفسنا بصدق وإيمان، جعل العالم كله يدرك ويؤمن بما يتمتع به خير أجناد الأرض من قوة.. لكن يجب أن نقر أنه مازالت تواجهنا تحديات كثيرة وتحتاج منا أن نستلهم الجدية والتخطيط من روح العاشر من رمضان حيث تخوض مصرنا الآن بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى معركتها الكبرى من أجل بناء مصر الجديدة، وهذا يحتاج منا إلى جهاد وتخطيط وعمل دؤوب وتحمل تبعات هذه المرحلة من أجل أن تتبوأ مصر مكانتها اللائقة، والشعب العظيم الذى خاض الكثير من التحديات بقوة الله تعالى وبالأخذ بالأسباب أن يصنع هذه المعجزات وأن يحقق الانتصارات.. إن الوعى الذى تمتع به الشعب فى مرحلة ما قبل النصر هو الذى ولّد الصبر فى تحمل المشاق والذى جعل الشعب والقيادة يدا واحدة وقلبا واحدا حتى تحقق النصر وأحسب أن هذه الروح ما زالت حية نابضة وإن حاول بعض المغرضين والمتطرفين طمس هويتها والتشويش عليها..
ونحن لقادرون على ذلك..
والله من وراء القصد.
