لن نسمح بـ «التهجير وتصفية القضية».. فلسطين في قلب القمة «المصرية الأوروبية»

الرئيس السيسي وقادة القمة المصرية الأوروبية
الرئيس السيسي وقادة القمة المصرية الأوروبية


المتابع لتفاصيل القمة المصرية الأوروبية، التي عقدت اليوم بين الرئيس السيسي، وقادة بلجيكا وقبرص واليونان والنمسا وإيطاليا ورئيسة المفوضية الأوروبية، يكتشف أن القضية الفلسطينية كان لها حيزا كبيرا في المناقشات واللقاءات وحتى التصريحات الختامية التي أعقبت القمة.

وشهدت القمة لقاءات ثنائية جمعت الرئيس بالضيوف، ثم أعقبه قمة بين كافة القادة، وبعد ذلك تم توقيع الاتفاق السياسي لترفيع العلاقات، وانتهت بمؤتمر صحفي حول تفاصيل القمة، وخلال كل تلك الجلسات الفردية والمجمعة، كانت الأوضاع في غزة في قلب الأحاديث الجانبية والرئيسية لكل لقاءات الرئيس عبدالفتاح السيسي، وهو ما يكشف الدور الهام الذي تلعبه مصر بهدف وقف معاناة الشعب الفلسطيني المحاصر.

الدور المصري تاريخي

في البداية أكد اللواء دكتور رضا فرحات، نائب رئيس حزب المؤتمر، أن الدور المصري تاريخي وهام لدعم الأشقاء في قطاع غزة  نظراً للأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعيشها سكان القطاع، لافتًا على أن مصر حريصة كل الحرص على إدخال المساعدات وتبذل كل ما في وسعها من أجل زيادة المساعدات الإغاثية والإنسانية ووصولها للأشقاء الفلسطينيين، مشيرة إلى أن مصر لن تتخلى عن القضية الفلسطينية وترفض أي مخططات لتهجير الفلسطينيين ولن تغلق معبر رفح.

وأكد الرئيس السيسي خلال لقاءاته المكثفة مع قادة الاتحاد الأوروبي، الذين تواجدوا في مصر للمشاركة في القمة المصرية الأوروبية، لترفيع العلاقات الثنائية، على الرفض الكامل لأي محاولات من قبل اسرائيل لتهجير الشعب الفلسطيني قسرياً من أرضه المحتلة منذ عام ١٩٦٧، بما فيها قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية.

تخفيف الأعباء

من جانبه قال النائب نادر الخبيري، عضو مجلس النواب، أن مصر لم ولن تتخلى عن القضية الفلسطينية، مشيرًا إلى 80% من المساعدات التي تدخل القطاع تأتي من مصر، وأغلبها تأتي من التحالف الوطني للعمل الأهلي، ومنها 300 قاطرة محملة بأكثر من 3.5 ألف طن من المواد الغذائية، وأكثر من 90 طنًا من الألبان وحفاضات الأطفال، و25 طنًا من المياه، و190 طنًا من الأدوات والمستلزمات الطبية، بالإضافة لنحو 117 طنًا من الملابس والبطاطين الشتوية وغيرها من المساعدات، وهي دليل على الدور القوي الذي تلعبه مصر في دعم القضية الفلسطينية وتخفيف الأعباء عن الشعب الفلسطيني.

ويسعى الرئيس السيسي من خلال الجهود المصرية إلى ضمان حقوق الفلسطينيين بإقامة دولتهم المُستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، مطالبًا المجتمع الدولي بتوحيد الرسالة بهدف إبراز معاناة الشعب الفلسطيني في كامل أرضه المحتلة على مدار العقود الماضية، والتي شدد على أنها لن تتوقف إلا بالاعتراف بدولة فلسطين.

وقف نزيف الدم

ويرى النائب أحمد محسن، عضو مجلس الشيوخ، أنه لا توجد دولة تدخلت في الأزمة التي تجاوزت الـ 5 شهور، مثل مصر التي تحركت في أكثر من اتجاه لوقف العدوان ووضع نهائية له، لافتًا إلى  أن الرئيس السيسي، حريص  على وقف نزيف الدم في قطاع غزة، والسعي لإدخال أكبر حجم من المساعدات، والتحذير من خطورة اجتياح رفح الفلسطينية، علاوة على العمل بقوة لإيجاد فرصة حقيقية لإقامة دولة فلسطينية مستقلة باعتراف دولي والتحذير من اتساع الصراع في المنطقة بسبب ما يحدث في غزة.

وحدة الصف الفلسطيني

أما حزب المؤتمر، فأكد أن الدور المصري يأتي من منطلق قربه من القضية ومعاناة الشعب الفلسطيني، حيث يتفاقم الوضع يوميا وهناك أزمة إنسانية حقيقية، متمثلة في عدم وجود مياه الشرب، والتي تهدد المواطنين بخطر الموت عطشا، مما أدى إلى ارتفاع معدلات الأمراض والأوبئة الخطيرة بعد اضطرار المواطنين إلى شرب مياه مالحة وملوثة، مشددا على أن مصر تلعب دورا كبيرا في محاولة الدفاع عن الفلسطينيين.

وطالب السيسي، خلال القمة المصرية الأوروبية، المجتمع الدولي بمنح العضوية الكاملة لفلسطين في الأمم المتحدة والعمل على تنفيذ حل الدولتين وفقاً للمرجعيات الدولية، مشددا على أن التسويف في حل تلك القضية يُعرّض المنطقة والعالم بأسره لعدم الاستقرار.

أكد رئيس حزب الجيل الدولة المصرية أن مصر تستخدم علاقاتها بدول العالم المختلفة للضغط على حكومة نتنياهو الصهيونية المتطرفة  لإزالة العوائق والقيود التي تفرضها على دخول المساعدات المختلفة عبر معبر رفح المفتوح باستمرار، لافتين إلى أن مصر لها دور آخر حكيم  يتمثل في إجراء مصالحة فلسطينية فلسطينية تنهى التشرذم والخلاف بين المنظمات الفلسطينية ورأب الصدع بينهم،  والذي يهدف في النهاية لتحقيق وحدة الصف الفلسطيني.

خير داعم وسند

وعلق الدكتور ناصر عثمان، أمين سر لجنة الشئون الدستورية والتشريعية بمجلس النواب، على الدور المصري لدعم الأشقاء في غزة واصفا إياه بالتاريخي في إطار دعم الأشقاء ولم تتأخر لحظة عنهم، بل كانت على الدوام خير داعم وسند ومع ذلك فهي أكثر الدول التي تطالب بضرورة زيادة المساعدات إلى معبر رفح، والتي تأتي في إطار الجهود الكبيرة التى تبذلها الدولة المصرية لدعم القضية الفلسطينية. 

وثمن أمين سر اللجنة الدستورية والتشريعية بمجلس النواب، ما قامت به مصر وبعض دول المنطقة مؤخرا من أجل إنزال وإسقاط المساعدات جوا، مشيرا إلى أنه رغم كل تلك الجهود إلا أنها لاتزال غير قادرة على سد احتياجات المواطنين من الغذاء في كامل القطاع، الأمر الذي أصبح يهدد حياة أكثر من 2 مليون مواطن فلسطيني بالموت جوعا وعطشا، مشددا على ضرورة زيادة المساعدات الموجهة لمعبر رفح، وإلا فإننا سنصبح أمام كارثة إنسانية بكل المقاييس.