من الآخر

المنتخب و»العميد» .. والألعاب الأفريقية

د.أسامة أبوزيد
د.أسامة أبوزيد

كلنا فى انتظار شكل جديد للمنتخب مع حسام حسن .. وجميل أن أول ظهور للفراعنة مع «العميد» سيكون على أرض ستاد القاهرة الدولى، فلن يشعر اللاعبون بالغربة وخاصة لو عادت الجماهير إلى المدرجات .

عانى المنتخب كثيرا فى مبارياته الرسمية بسبب ابتعاد المصريين عن حضور اللقاءات لتشجيع الفراعنة ، وكان هذا الأمر بمثابة اللغز الغامض ولكن ربما تكون العودة على يد حسام حسن وجهازه الذى يسير بخطى إعلامية ثابتة إلى الآن ، الانفعالات والاندفاعات غير موجودة، ويحاول حسام حسن جاهدا أن يكسب أرضية خلال إختيارات المنتخب التى أتحفظ على بعضها .

اختار حسام بعض اللاعبين العائدين من إصابات أو لم يشاركوا مع أنديتهم فى المباريات الأخيرة ، وكان من الأفضل أن يختار اللاعب الجاهز لأن أى ظهور سيئ ربما يجعل الانتقادات تزيد بشكل كبير خاصة أن اختيارات حسام نالت عدم الإعجاب من قطاعات كثيرة .

المؤكد أن خسارة الأهلى من البنك الأهلى برباعية وهو شىء نادر الحدوث سيربك حسابات «عميد « الكرة المصرية الذى من الواضح أنه سيعتمد على البطل الأهلاوى بشكل أساسى وربما هذا الأسلوب اعتمد عليه من قبل «المعلم» حسن شحاتة فى فترات كثيرة .

على اللاعبين المختارين للمنتخب أن يبذلوا قصارى جهدهم من أجل تغيير الصورة القاتمة التى سيطرت على عقول المصريين بعد الخروج الأخير من أمم أفريقيا بكوت ديفوار بالإضافة إلى أن عدم التوفيق فى الظهور الأول يعنى أن عودة المنتخب ستكون صعبة مع حسام حسن .

هذه الدورة الدولية ودية ولكنهاتحمل أهمية كبيرة لأن الكتاب «بيبان من عنوانه « وبالتالى الحماس والجهد والإخلاص والقتال فى الملعب مطلوب جدا والأهم عودة الجماهير لمؤازرة الفراعنة بقوة مثلما شاهدنها فى الفترات الحاسمة من مشوار التأهل لبطولات كأس العالم السابقة والدورات المجمعة لكأس الأمم الأفريقية التى أقيمت على أرض الكنانة .

المنتخب فى وجود محمد صلاح سيكون له وضع أخر وشكل ومضمون وعنوان جميل ، وما يحدث من تكهنات وشائعات وكلام فاضى عن علاقة حسام حسن بصلاح لابد أن ينتهى تماما لأن منتخب مصر أكبر من الجميع .. الحدوتة ليست فى يد حسام أو صلاح فقط ، اتحاد الكرة مسئول عن عودة المياه لمجاريها .

وبلاشك أن « العميد» مدرب كبير ومحمد صلاح نجم عالمى وموهبة تاريخية قلما تتكرر وبالتالى فتح صفحة جديدة هى»المصلحة « الحقيقية للمنتخب الوطنى وهذا ما يجب أن يعلمه الجميع بعيدا عن الكلام المعسول والعبارات الرنانة .

العناية الإلهية هى فقط التى أبقت النجم المهذب أحمد رفعت لاعب فيوتشر على قيد الحياة بعد الأزمة القلبية التى تعرض لها فى أرض الملعب ، وبعيدا عن المقارنات بين المواقف الأوروبية ونظيرتها فى ملاعبنا لابد أن نعى تماما أنها جرس إنذار قوى للمنظومة الرياضية فى بلدنا التى يجب أن تضع فى حساباتها أن الطب الرياضى تطور بشكل كبير فى العالم وعلينا اللحاق بالقطار الذى انطلق بأقصى سرعته قبل فوات الأوان .

أتمنى من كل قلبى أن يعود رفعت لأسرته وأهله ومحبيه معافى ، مثلما أتمنى أن تحظى المدن الجديدة الرياضية بمنظومة طبية متكاملة لمواجهة تلك الصدمات الطارئة بأقصى سرعة .. وهذا أمر مطلوب بشكل عاجل جدا مع كامل تقديرى لجماهير الاتحاد التى تفاعلت بإيجابية مع أزمة نجم فيوتشر وفضلت الإنحياز للإنسانية عوضا عن الرغبة فى التفوق الكروي.

الإنجازات والميداليات التى يحصدها أبطالنا وبطلاتنا فى دورة الألعاب الأفريقية بأكرا تؤكد أن الرياضة المصرية تسير على الطريق الصحيح نحو تحقيق عدد وافر من الميداليات الأولمبية فى باريس 2024 فى ظل التناغم والتفاهم والإنسجام الذى يغلف علاقة وزارة الشباب والرياضة مع اللجنة الأولمبية فى الوقت الحالى .

الغريب أن الإهتمام الإعلامى بالحدث القارى الكبير وإنجازات منتخباتنا فى مختلف اللعبات الرياضة فى دورة الألعاب الأفريقية يكاد يكون معدوم رغم أهميته لأنه ليس فقط مؤهلا لأولمبياد باريس ولكنه بمثابة احتكاك وقوى وتقييم لأبطالنا وبطلاتنا على أرض الواقع فى مشوار حلم الوقوف على منصات التتويج الأولمبية .

مبروك لبطلنا أحمد أسامة الجندى لاعب نادى الشمس الفوز بالميدالية الذهبية فى بطولة العالم الأخيرة للخماسى الحديث التى أقيمت بالجامعة الأمريكية بمصر المحروسة .. أهمية الميدالية التى أحرزها الجندى صاحب فضية أولمبياد طوكيو أنها مؤشر إيجابى على أن البطل الشمساوى يسير على الطريق الصحيح نحو ميدالية جديدة بباريس بعون الله خاصة أن وراءه منظومة متكاملة من ناد واتحاد وأسرة تضم أبا وأما تدرك أهمية الرياضة فى حياة أبنائها وتوفر له وشقيقه الأصغر محمد بطل العالم أيضا فى اللعبة كل مقومات التفوق والنجاح .. بالتوفيق يا بطل .

التحكيم فى كرة القدم يحظى بالاهتمام الأكبر .. عندما يخطئ حكم فى قرار تقوم الدنيا ومتقعدش نظرا للشعبية الكبيرة للساحرة المستديرة والصخب الإعلامى المصاحب لها ولكن فى الألعاب الأخرى كوراث تحكيمية تفوق بمراحل ما يحدث على البساط الأخضر وكان الله فى عون الألعاب الفردية والجماعية لأن بعض الحكام فيها يتعاملون بمنطق الفتوة اللى محدش هيقدر عليه ، لأن حساب الاتحاد التابع له عند الخطأ الفج غائب تماما بل يجد الحماية بذبح اللاعبين حال محاولة الاعتراض بقرارات تصل للإيقاف 6 مباريات مثلا .

القصة لم تقف عند ضرورة تطبيق القانون لعودة العدالة التحكيمية فى بعض اللعبات الاستعراضية ولكنها أصحبت تحتاج لعودة الضمير وعدم تعامل الإتحادات مع الأندية التى تعانى من الظلم من منطلق خفة الدم وعلاقاتها معا، وبالتالى يكون هناك تراجع كبير وشعور بعدم الحياد وتوجيه البطولات والميداليات دون وازع من ضمير أو أخلاق .. وللحديث بقايا وليس بقية !!