نوبة صحيان

ويبقى الأثر

أحمد السرساوى
أحمد السرساوى

اختارت قواتنا المسلحة الباسلة شعارا رمزيا.. لاحتفال هذا العام بـ»يوم الشهيد» تقول كلماته «ويبقى الأثر» .. إنه شعار مُبهر ورائع مُحمّل برسالة موجزة من كلمتين، لكنها تكتنز داخلها طاقة هائلة من المعانى والمبادئ والإشارات، وكأنها شهاب ينطلق فى السماء، أو رصاصة تُنبه الغافلين.

تقول الرسالة إن البطولة المتمثلة فى التضحية بأغلى ما نملكه جميعا وهو الروح فداء للوطن.. هى أسمى آيات الولاء والانتماء لهذا الوطن المُفدّى، وأن هذا النموذج الأسطورى من الأبطال متمثلا فى الشهيد الفريق عبد المنعم رياض الذى استشهد بين قواته فى حرب الاستنزاف المجيدة يوم 9 مارس من العام 1969، أى قبل 55 سنة، قد خلفه وأعقبه سرايا آخرون من الأبناء والآباء من شهداء هذا الوطن الذى نقدس جميعا حبات رماله.

فهذا الوطن يملك أطول قائمة من أسماء الأبطال فى التاريخ، ممن نالوا الشهادة فى سبيل حماية ترابه ومياهه وسمائه، كما يملك جزوة مُشعة لاتنطفىء من محبة الوطن تتوهج فى صدور أبنائه.. هى شعلة مستمرة وباقية تستمد وقودها من بنك الروح الوطنية المصرية العامر، تغذى رصيد أبطالنا المستعدين للشهادة.. فى انتظار إشارة واحدة من قاداتهم فى قواتنا المسلحة لخدمة مصالح بلادنا العليا.

نعم.. جميعنا يعرف عن يقين أن بلادنا لها وضع استراتيجى استثنائى وخاص بالمنطقة، ما يفرض عليها فى ظل عقيدتنا الوطنية أدوارا محددة، رسمها التاريخ والجغرافيا وقناعات الإنسان المصري، وفكر قياداتنا، ونحن لن نحيد عنها أبدا مهما كانت التضحيات والتحديات والأزمات التى يتم تصديرها إلينا عن عمد، ومع سبق الإصرار والترصد.

إن مصر اختارت طريق «سلام القوة» ، وهو طريق صعب لا يناله إلا القادر على تحقيقه بالبطولة، وامتلاك مقدراته بما يحفظ لبلادنا هيبتها ونفوذها المادى والمعنوي..

لذلك سيبقى الأثر دائما وسيظل، وتحية للشهداء منا..  من مضى، ومن ينتظر.