يوميات الاخبار

يحدث فى العالم كله.. ومصر!

محمد الشماع
محمد الشماع

«ما أُحب أن يسمعه ويقرأه الملايين فى الشهر الكريم هو عن حقوق الجار والعامل والخادم وصلة الأرحام وبر الوالدين ومسئوليات الآباء عن تصرفات الأولاد..»

يستطيع أى عربى أن يشترى عقاراً أو مزرعة فى لندن أو فى الولايات المتحدة الأمريكية، هم يعلنون عن هذه المبيعات فى الصحف السيارة ويشجعون أثرياء العالم ورجال الأعمال والشركات العالمية الاستثمارية على أن يكون لهم عقارات وأراضٍ فى بلادهم دون أن تكون هناك حساسية قومية حول التفريط فى الأرض أو السيادة.

ذلك يحدث فى العالم كله، لكن عندما يحدث ذلك فى مصر تقوم الدنيا ولا تقعد باعتبار أن ذلك تفريط فى السيادة الوطنية على الأراضى المصرية، وبمراجعة مشروع رأس الحكمة سوف نجد أنه استثمار طالما شجعنا عليه وطالما دعونا إليه وأنه يقام على منطقة سياحية وأن نصيب مصر فيها من عائدات الاستثمار سوف يكون ٣٥٪ وهذه النسبة أكبر من المعهود فى مثل هذه المشروعات، لأن المستثمر عادة ما يمنح السلطات المحلية نسبة لا تزيد بحال من الأحوال عن ٢٥٪ من العائد الاستثمارى، ومع ذلك حصلت مصر على النسبة الأعلى. كما حصلت على أعلى قيمة لاستغلال الأرض التى سوف يتم الاستثمار عليها والتى سوف تقام بها مستشفيات ومراكز تسويق وملاعب وخدمات متعددة وسوف يعمل فيها المصريون، أى أن الأرض سوف تظل تحت السيادة المصرية وضمن الحدود الوطنية المصرية وليس هذا اقتطاعاً من أراضٍ مصرية بل هو استثمار سوف يترتب عليه خلق فرص عمل ووظائف للمصريين. وسوف يتردد على المشروع سياح أجانب من العرب والعجم وذلك ما نرجوه ونتمناه أن يرتفع عدد السياح والزوار القادمين إلى مصر، لأن السائح منذ لحظة وصوله للأراضى المصرية يقوم بضخ أمواله فى الاقتصاد المصرى وذلك هدف تسعى كل دول العالم إليه.

إن مشروع رأس الحكمة الذى سوف تنفذه شركة أبو ظبى سوف يزيد من الدخل السياحى لمصر الذى لن يكون مقصوراً على الشركة وحدها، وسوف يعمل شباب مصر وسوف تقتسم الحكومة المصرية العائد السياحى مع شركة أبو ظبى وهو فى تقديرى من أنجح المشاريع والصفقات التى عقدتها الحكومة المصرية التى طالما اتهمناها بالعجز عن جذب رءوس أموال أجنبية، فضلا عن أن المشروع يأتى فى ظروف ضاغطة على الاقتصاد المصرى، وبالتالى فهو يمثل إنفراجة لأزمة الدولار التى يعرفها الجميع.

لذلك فإن علينا أن نهنئ الحكومة على نجاحها فى إبرام هذه الصفقة وأن نتخلص من الحساسية القومية التى لو استجبنا لها فإنها سوف تغلق أبواب مصر وتعزلها عن العالم.

شهر تعديل السلوك

مع بداية الشهر المبارك نناشد الأفاضل خطباء المساجد أن يكون خطابهم هذا العام مميزا ومختلفا عن الأعوام السابقة، فإلى جانب الحديث عن أهمية الشهر الكريم وأنه شهر الصيام فالكل يعرف ذلك، والأولى أن يكون الخطاب الدينى مركزاً هذا العام على إصلاح سلوك الناس وأن يخبروهم أن من يفطر بعد صيامه بمال منهوب لا صيام له ولا زكاة.

أخبروهم أن من عليه مظلمة فعليه ردها إلى أصحابها والتوبة قبل أن يزكى ويتصدق.

أخبروهم أن من يمنع أخواته من الميراث ويأكل حقهن لا صلاة ولا صيام ولا زكاة ولا حج له.

أخبروهم أن المال الحرام لا تخرج منه زكاة ولا صدقة.

أخبروهم بصلة الأرحام وبر الوالدين.

أخبروهم بحقوق الجار والعامل والخادم.

أخبروهم بحرمة المال العام وحرمة نهبه وحق الطريق.

أخبروهم بمسئولياتهم عن تصرفات هؤلاء الأولاد.

أخبروهم بحرمة احتكار السلع وتطفيف المكيال والميزان.

أخبروهم أن من يصوم فى بيت أغتصبه فلا صيام ولا زكاة له، بل لا دين له ولا أخلاق.

أخبروهم أن الدين معاملة وليس مجرد شعارات من أداء للصلاة والصيام والحج والعمرة ونطق الشهادتين فقط.

أخبروهم أن ما بينك وبين الله هين، فهو الرحمن الرحيم الغفور الغفار يغفر الذنوب جميعا وأن مظالم العباد لا فكاك منها إلا بالتوبة وإعادة الحقوق إلى أهلها، أما قتل النفس التى حرم الله فلا فكاك منها إلا يوم الحساب.

أخبروهم بأن إماطة الأذى عن الطريق صدقة والكلمة الطيبة صدقة وتبسمك فى وجه أخيك صدقة والرفق بالحيوان صدقة وسرور تدخله على نفس أو قلب إنسان صدقة.

وأخبروهم  بما يفيد وينمى المجتمع ويزيل الأحقاد والضغائن فالقائمة تطول وتطول بالأهم ثم المهم لكى يصلح المجتمع ويهنأ الناس بالحياة الكريمة وتتحقق الغاية من الصيام.

هذا ما أحب أن يسمعه ويقرأه الملايين من علماء الدين الأفاضل فى شهر رمضان بل وطوال العام.

وفقنا الله وإياكم لما يحبه ويرضاه.

كيف تصبح معمراً؟

الأستاذ هو اللقب الذى كان ينادى به الناس الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل والذى وضع أمامنا روشتة لتنظيم حياتنا كما عاشها على امتداد هذه السنوات التى امتدت إلى أكثر من تسع عقود.. روشتة تعتمد فى المقام الأول على المشى والرياضة، فهو ممارس جيد للرياضة حيث سبق له لعب التنس وداوم على المشى قبل أن يجعل الجولف رياضته الوحيدة والمفضلة.

والأستاذ بدأ ممارسة الجولف منذ منتصف السبعينيات، ومنذ ذلك الوقت لم يتوقف عنها.. والبرنامج اليومى للأستاذ هيكل كان يبدأ فى الخامسة صباحاً حين يستيقظ كعادته التى لم يقطعها طوال حياته وفى تمام السادسة يدخل إلى ملعب الجولف لتأخذ الرياضة مساحتها الزمنية المحددة بدقة تمهيدا لانطلاق يوم العمل فى تمام الثامنة والنصف تماماً حيث يكون جالساً إلى مكتبه.

ويقول الأستاذ هيكل عن سر اختياره لرياضة الجولف «فيها مزايا كثيرة أولها أنك تبدأ يومك بين الخضرة، وهى بداية صحيحة فى جو نقى، وأنا أحاول أن أمارس الجولف فى الصباح، لأننى أبدأ عملى فى تمام الثامنة والنصف ولمدة ثمانى ساعات بدون انقطاع وبدون إزعاج، سواء كنت أكتب أم ألتقى ببعض الناس أو أى شيء آخر، وهنا شيء آخر وهو أننى لا أريد للرياضة أن تتعارض مع مواعيد عملى».

 ويضيف الأستاذ «كنت مداوما على أن أبدأ عملى فى الثامنة والنصف صباحاً تماما، فأنا أعتقد أن كل إنسان يتحرك فى زمن محدد، يوم مساحته أربع وعشرون ساعة، وأمامك مهام لا حدود لها وعليك أن تقوم بها، لو كنت تريد ـ وإذا لم تحسن استغلال هذه الرقعة من الزمن من خلال التنظيم الجيد فإنك لن تستطيع أن تفعل شيئا، وأذكر ـ طوال حياتى ـ أن أغلب من كان لى حظ العمل معهم كانوا يشكون من هذا النظام».

ويؤكد الأستاذ أن هذا النظام ليس مطلوبا فى الصحافة فقط، ولكنه مهم فى الفن وفى الإبداع الأدبى وفى أى شيء آخر.. ربما تعلمك الصحافة أن عنصر الوقت له الأهمية القصوى.. لماذا؟

 لأنك مرتبط بلحظة معينة لابد أن تذهب فيها الجريدة إلى المطبعة وتدور الماكينة.. إذن أنت مقيد بلحظة نهاية مقيدة كأنها توقيت معركة!

وهذا من أكثر الأشياء التى تعلمك النظام بشكل طبيعى ويؤكد الأستاذ قائلا «فضلا عن هذا أنا واحد من الذين يعتقدون أن التكريم الحقيقى للوقت هو أن تشغله بما هو مجدٍ، وما هو نافع وإلا يكون ما تفعل تضييع وقت بل تضييع حياة أو تضييع عمر فى النهاية».

ويضيف الأستاذ هيكل: «مراحل حياة الإنسان لا تشكلها عادة إرادتنا لأن إرادتنا متفاعلة فيها مع ظروف كثيرة ولا أتصور أن تخصص مرحلة معينة فى حياتك للتنس وتخطط لمرحلة فيما بعد للجولف لأن هذا لا يحدث هكذا لأن الحياة تنساب إنسيابا طبيعياً.

لكل رياضة ميزة فالتنس يعلمك ردة الفعل السريع، يعلمك التنبه وأنت ترى الكرة مقبلة إليك بسرعة يعلمك سرعة اتخاذ القرار، أين ستقف وكيف سترد الضربة! والسباحة رياضة جميلة يستطيع من يمارسها أن يفكر فى أشياء كثيرة وعندما تنزل الماء تشعر بحالة نقاء»!.

واختتم الأستاذ كلامه مؤكداً: عموما الرياضة ضرورية للإنسان كالأكل والنوم!!

حقائق صادمة

إسرائيل فى حاجة إلى جيل جديد من السياسيين يعترف بالحقيقة ويواجهها بشجاعة، لأن الإتجاه إلى السلام فى إسرائيل بالذات يحتاج إلى شجاعة أكثر مما يحتاجها الإتجاه للحرب ـ وخاصة الحرب ضد المدنيين العزل!

القوة تحجب الرؤية

كل القوى المحبة للسلام مطالبة بوضع حد لهذه الغطرسة الإسرائيلية المدعومة بالمساندة والتواطؤ الأمريكى، لأن استمرار هذا الضغط والإهانات للسلطة الفلسطينية والشعب الفلسطينى لن تثمر إلا مزيدا من العنف والدمار.. فهل تفهم إسرائيل الدرس مرة واحدة أم أن القوة تحجب الرؤية وتمنع الفهم!