باختصار

المهنية الغائبة

عثمان سالم
عثمان سالم

هل هذا هو الدعم المعنوى المطلوب للجهاز الوطنى للمنتخب؟. هل افتعال الأزمات والوقيعة بين الجهاز والنجم محمد صلاح هو ما يحتاجه الفريق فى هذه المرحلة؟!..

أعترف أن قبول التوءم لدى الرأى العام الكروى صعب  ومكلف حتى لهما شخصياً لما تأجل تولى المهمة الوطنية عشر سنوات وربما أكثر كانا خلالها يستحقان هذا الشرف..

ورغم متابعة الرأى العام كل صغيرة وكبيرة عن نجمنا المفتخر إلا أن وسائل الإعلام المختلفة وخاصة «السوشيال ميديا» لم تترك اللاعب يركز فى مهمته سواء مع المنتخب أو نادى ليفربول فقد انهالت عليه سيوف النقد لدرجة الاتهام بعدم الوطنية ثم عادوا لما يشبه الاعتذار بعد أن تأخر الدفع «بمو» فى الدورى الانجليزى ثم معاودة الإصابة بعد أول مشاركة بعد المونديال الأفريقى..

ثم دخل صلاح طرفاً فى مشكلة ربما ليس له بها علم وانبرت الأصوات والأقلام فى تقريع اللاعب الدولى وأنه يتهرب من المنتخب وكان لابد أن يكون للتوءم فى هذا دور فى هذا الافتراض الخاطئ حتى فى المؤتمر الصحفى للإعلان عن توقيع العقود..

لم يترك حسام وإبراهيم فرصة للتأكيد على العلاقة الطيبة مع كل المحترفين السبعة فى الخارج وأن إبراهيم يتابعهم بصفة مستمرة مؤكدين التزامهما بالدفاع عن ألوان المنتخب ابتداء من دورة الإمارات المقررة فى العشر الأواخر من الشهر الحالى.. وقطع خطاب ليفربول الشك باليقين بصعوبة لحاق صلاح بالدورة وبدأ حسام بالبحث عن البديل من بين حسين الشحات وزيزو ومصطفى فتحى ومن المؤكد أن مكان «الدولى» محجوز..

بعد تمام شفائه وإن كان تألق أى من الثلاثى فى الدورة تمنحه الفرصة الكاملة فى الارتباطات الرسمية فى تصفيات كأس العالم وما بعدها.. لم نكن فى حاجة لهذه الضجة المفتعلة حول المدرب الوطنى الذى اعتذرنا له بعد فشل الأجنبى فى كأس الأمم الأفريقية الأخيرة فى كوت ديڤوار..

ولا يخفى على أحد توجه الدولة لدعم المدرب الوطنى فى مهمته القومية والذى جاء فى اطار إذكاء المنتج المحلى ليس لكونه يتعامل بالجنيه لصعوبة توفير الأجنبى ولكن المدرب المصرى جدير بتولى هذا الشرف الرفيع بشرط أن يشعر الجميع أن المنتخب مسئوليتنا خاصة الإعلام المنقسم بشدة بين معارض ومؤيد للتوءم..

والغريب أن تأتى المعارضة الشديدة للتوءم من داخل بيته (الأهلى) ربما لأنهما ارتديا فانلة الزمالك وحققا معه العديد من الإنجازات لكن لا ننسى أن الاحتراف لا يعترف بهذه الانتماءات الضيقة فحسام وإبراهيم لعبا للترسانة والاتحاد والمصرى..

المشكلة أن لدينا عقليات لا تريد أن تتحرر من عبودية الانتماء للأحمر والأبيض لدرجة تغليب مصلحة الناديين عن المنتخب وهذا أكبر خطأ نقع فيه جميعاً خاصة الإعلام الذى ابتعد كثيراً عن المهنية بتأدية الواجب المطلوب بعيداً عن الانتماءات ربما يكون التوءم محظوظاً وهما يقودان المنتخب لأول مرة خارج البلاد ليريا بأنفسهما روح الانتماء الحقيقى فى الجالية المصرية فى الإمارات والذين يعشقون تراب الوطن وكل من ينتمى إليه ونتمنى أن نرى صورة ايجابية عن فريقنا القومى فى دورة قوية فيها منتخبات محترمة: تونس وكرواتيا ونيوزيلندا.