رئيس معهد الشارقة للتراث: 22 دولة حول العالم تشارك بالمهرجان

صورة موضوعية
صورة موضوعية

كتبت: رضوى الصالحي

وسط هذا اللاهث السريع من الدول والأفراد، للتقدم واعتماد التكنولوجيا، كأسلوب للحياة والتطبع بأخلاق وعادات وتقاليد الدول الغربية، فى ظل عصر العولمة لجعل العالم بأسره قرية واحدة صغيرة، تؤكد لنا أيام الشارقة التراثية بدورتها الجديدة الـ21 ،بأن التمسك بالتراث والعادات والتقاليد هى حماية للشخصية العربية والإماراتية على وجهه الخصوص، مصداقا للقول القائل"من ليس له ماضى..ليس له حاضر" وفي حوار لـ«بوابة أخبار اليوم» مع أبو بكر الكندي- المنسق العام  لأيام الشارقة التراثية.

فى البداية ما هى رسالة الشارقة التراثية بدورتها ال21؟

هى التواصل وفتح جسور التعاون مع الدول والثقافات المختلفة بهدف التعرف على الآخر، واكتساب معرفة جديدة وتكوين خبرة تعمل على تطور ونهضة المجتمع. 

ما أسباب  اختيار محافظة جيجيو الكورية الجنوبية كضيف شرف لهذة الدورة وكم عدد الدول المشاركة ؟

يأتى اختيار كوريا الجنوبية بمحافظة جيجو كضيف شرف بالمهرجان ،لعزم الدولة ضيف الشرف تقديم مجموعة من العروض الفنية والثقافية التى تعبر عنهم بالإضافة لانتشار اللغة الكورية بين الشباب وزيادة التبادل بين البلدين فى كافة المجالات، ويشارك هذا العام 22 دولة عربية وأجنبية  بتراثها من منتجات وعروض فنية شعبية لديها.  

كيف يقدم المهرجان التراث فى صورة  ممتعة للجمهور من المواطنين بعيدا عن الطرق التقليدية ؟
يوضح الكندى قائلا بأن الفكرة تعتمد على المعايشة الحقيقة ، بتجسيد البيئات المختلفة من صحراوية وجبالية  وزراعية أمام الجمهور، بوجود أشخاص حقيقيون، وممارسون لتلك البيئات المختلفة ،ليعبروا عنهم، فالتاريخ روح ومشاعر تكون الهوية وتحافظ عليها، فرسالتنا هى معايشة التاريخ للأجيال القادمة ليحفظوا هويتهم.

الطفل هو مستقبل كل دولة،  فكيف تورثون لهم التاريخ والعادات والتقاليد الإماراتية الأصيلة ، خاصة والإمارات اليوم هى على قمة الدول التكنولوجية فى العالم  والتى أصبحت ملتقى حى لدول العالم ؟

نعم، لقد أصبحت الإمارات العربية المتحدة قبلة لملايين من سكان العالم، بسبب التكنولوجيا ومستوى الحياة والخدمات بها، لذا تحرص إمارة الشارقة على الاعتزاز بالهوية العربية والإماراتية الأصيلة، من خلال أيام الشارقة التراثية، ويتجلى ذلك بصورة واضحة هنا من خلال "متاهة سكيكنا" والتى سميت بهذا الاسم لأنها عبارة عن مسابقة كلما تمكنت من حل اللغز انفتح لك الباب للسير فى سكة جديدة، وما عليك سوى الإجابة ،كما تتميز تلك المتاهة بعرض  الألعاب الشعبية التراثية والتى، مثل الرنق والمخرافة والنشابة.

اليوم نعيش بعض حالات السرقة الاستيلاء على المأكولات العربية الشعبية، فما جهودكم للحفاظ على التراث الغذائى الاماراتى بالمهرجان ؟

اقامنا "سكة الخبازين" وهى  حارة تقوم فيها السيدات بملابسهم التراثية بالعمل على تقديم أشهى الوجبات الإماراتية  مثل الرقاق واللقيمات، بالطرق التقليدية والتى تجذب الزوار  وهو ما يتيح فرصة للتغير للزائرين بعيش تجربة مختلفة وجديدة والالتقاء بالماضى وتكوين صورة عن تاريخ أمتهم 

وكرئيس لمعهد الشارقة للتراث، ما الذى يقدمه المعهد للحفاظ على التراث؟   

لقد عملت الإمارات على توثيق وحفظ التراث غير المادي، وتسجيله ضمن قائمة «اليونسكو» التمثيلية للتراث الثقافي الإنساني غير المادي رائدة ومهمة، فنجحت منذ عام 2010 وحتى  2023، في تسجيل 15 عنصراً على قائمة التراث الثقافي غير المادي للبشرية التي تعتمدها «اليونيسكو»، بالتعاون مع الدول العربية  ومن هذه الملفات الصقارة، سباق الهجن العيالة، الرزقة، المجالس العربية، التغرودة، السدو، العازي التلي، حداء الإبل، القهوة العربية، النخلة، الأفلاج ، الخط.

يعرف التراث المادى بأنه كل شىء ملموس، فما هو التراث الغير ملموس الذى تم تسجيله باليونيسكو ؟

كما أوضحت سابقا فهو يجمع ما بين الرقصات كالرزفة وهى عبارة عن أداء وغغان وايقاعات تنتشر بربوع الامارات ، ويقف الرجال فيها صف واحد ويغنون ومعهم عصاه فى اليد، وتظهر بالمجتمعات البدوية أو الصحراوية أكثر، وهناك التغروظة وهى فن إلقاء الشعر من فوق ظهر الجمال  يؤديها كبار رجال العائلة  بمناطق العين والفجيرة ورأس الخيمة ، بينما الافلاج وهى هندسة الزراعة بشق القنوات المائية لرى النباتات والمحاصيل، ونجد فن العازىوهو الرقص بالسيوف، وتقدم بالقاء الشعر ولكن دون موسيقى، وهناك الحداء وهى لغة التواصل بين الجمل وصاحبه بمجموعة من الإيماءات والحركات التعبيرية والأصوات  وتستخدم لتوجيه الإبل للشرب أو الغذاء أو تهيئتهم لدخول للسباقات  وغيرها. 


وفى الختام ما هى رسالتك للأجيال القادمة ؟   

التاريخ لا يضاهيه شىء، فاخفظوا على عاداتكم وتقاليدكم الثرية، فنحن العرب من أضئنا العالم حضارة وعلم، لذا لابد من الاعتزاز بكل ما لدينا من تقاليد حتى وإن لم تكن كبيرة أو اعتدنا عليها، نعم عليكم بالتطور ولكن التمسك بالتراث لأنه هو مفتاح الإبداع والابتكار.