من القاهرة

نال من صبر

أحمد عزت
أحمد عزت

يا لهول وبشاعة وفداحة ما ارتكبته إسرائيل فى قطاع غزة خلال عدوانها الأخير.

 مأساة مكتملة الأركان لبشر يتعرض منذ شهور لقتل عمد، وتصفية جسدية بطيئة نتيجة تدمير المشافى، فضلا عن تشريد ونزوح وتجويع.

 مأساة لم يسلم منها الحجر، فتحولت مبانى غزة إلى ركام وحطام، وعاد القطاع إلى العصور الوسطى!.

 تمعن إسرائيل فى «تأديب» الفلسطينيين، ومعاقبتهم على «طوفان الأقصى»، ولكن يا روح ما بعدك روح، كما نقول بالعامية المصرية، ويا جبل ما يهزك ريح، كما كان يردد عرفات!.

 تاق الفلسطينيون للحرية، انتظروها طويلا،سلكوا المسار الدبلوماسى، ولكن تاه الجميع فى دهاليز السياسة، فذهبوا إلى المقاومة، ولم يتحقق الحلم بعد.
 بالنسبة لكل فلسطيني،أصبح خيار الحرب والسلم واحدا، كلا الطريقين ثبت فشلهما.

 فى العدوان الأخير على غزة لم يعد أحد يهتم بالحياة، أو يشغل باله بالمصير، مصير الفرد أو الوطن، طالما لم تترك الأرض، أو يغادر أحد الحدود.
 فشلت إسرائيل حتى لو طال عدوانها، وتضاعف ضحايا إبادتها الجماعية، لأن ما تفعله لا يردع شعب الصابرين الجبارين!.

 إن أخطر ما يواجهه قاتل، أن لا يفرق موت مع قتيل!.

يقول التاريخ،لقد نال من صبر. وما نراه ونشاهده هو أعلى مراتب الصبر والاحتساب، وسوف يأتى نصر من الله قريب.