قريباً من السياسة

وقف الحرب يعطل السلام!!

محمد الشماع
محمد الشماع

عبارات الاستنكار والأسف على ما وصل إليه حال مجلس الأمن من شلل شبه كامل، ولم يعد قادراً على القيام بواجباته الأساسية فى حفظ الأمن والسلم الدوليين، الفشل المتكرر للمجلس على مدى سنوات طويلة لم ينجح المجلس فى تطبيق قرار يدين إسرائيل، بل صار مجرد إصدار قرار إدانة فقط وليس تطبيقه شيئاً مستحيلاً بسبب الڤيتو الأمريكى الذى أصبح الڤيتو الإسرائيلى!

آخر قرار تم إلغاؤه كان مشروع القرار العربى الذى قدمته الجزائر بدعم من المجموعة العربية ويطالب بوقف فورى ودائم لإطلاق النار لأسباب إنسانية فى غزة، لكن الولايات المتحدة الأمريكية اقترحت نصاً بديلاً لمشروع القرار يدعو إلى «وقف مؤقت لإطلاق النار» فى أقرب وقت.. لكن المضحك أن القرار الأمريكى يحذر إسرائيل صراحة من تنفيذ عملية عسكرية كبيرة فى رفح جنوب قطاع غزة.. وتتظاهر أمريكا بحرصها على عدم تهجير الفلسطينيين من رفح إلى دول الجوار!

تناقض غريب فى المواقف الأمريكية وازدواجية فى المعايير ستؤدى إلى تفاقم الوضع الإنسانى فى قطاع غزة ومحيطه وتصاعد العمليات العسكرية التى تهدد الأمن والسلم الدوليين.

العجب العجاب فى تبرير موقف واشنطن بالاعتراض على مشروع القرار المقدم من المجموعة العربية لوقف فورى ودائم للنار لأسباب إنسانية هو أن هذا القرار لا يساعد على حل القضية ولا يساهم فى عملية التفاوض بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى، بل ولا يساعد على الإفراج عن الرهائن بين الجانبين. كما ترى واشنطن أن الهدنة المؤقتة هى التى ستسمح بالإفراج عن الرهائن والأسرى!

لذلك كان التوصل إلى قرار وقف الحرب على غزة لمدة ٤٠ يوماً فقط، ثم تستأنف إسرائيل عمليات القصف لاستكمال حرب الإبادة الجماعية على من تبقى من الفلسطينيين!

الموقف الأمريكى الذى يتسم بالانحياز والتخبط الكامل للعدوان الإسرائيلى على الشعب الفلسطينى، كما يؤكد رئيس أركان الجيش الإسرائيلى هاليفى «أن الحرب لن تنتهى قريباً».

هل تتصور واشنطن أنها تضحك على العالم بادعاءاتها الكاذبة والاستخفاف بكل القيم والمبادئ والقوانين فى محاولة لإقناعنا أن «وقف الحرب يعطل السلام».