نهار

حساسية التوزيع الموسيقى!!

عبلة الروينى
عبلة الروينى

رغم مشروعه لإحياء التراث الغنائى، وإعادة تقديم الأغنيات القديمة لكبار المطربين وكبار الملحنين، بتوزيعات حديثة متطورة.. صرح على الحجار أكثر من مرة، أنه يخاف من صوت عبد الحليم حافظ، لأنه صاحب بصمة واضحة على اللحن والكلمات!!.. وأنه لا يحب إعادة الأغانى التى تطغى عليها شخصية المطرب!!.. لكن برغم التصريح، أوقع على الحجار نفسه فيما حرص على تجنبه... وغنى الأسبوع الماضى فى حفل (١٠٠ سنه غنا) بالأوبرا... غنى أغنية (شغلونى) لعبد الحليم حافظ.. غناها ١٩٥٥ فى فيلم (أيام وليالى) من ألحان محمد عبد الوهاب...

على الحجار بكل جمال وقوة صوته وإمكاناته وخبرته وتجربته الموسيقية، بدا مجردا من هذا الجمال وهذه الإمكانات... ليس فقط بسبب الحضور الطاغى لصوت عبد الحليم وهيمنته على الأغنية... لكن أساسا بسبب عدم توافق صوت الحجار مع الأغنية!!...

لا جمال خارج السياق... كل جميل فى سياق غير مناسب وغير متسق، يفرغ تماما من جماله ويفقده... وهو ما أدركة محمد الحلو، رافضا غناء أغنية محمد عبد الوهاب (لا مش أنا اللى أبكى) وأنسحب من المشاركة فى حفل (١٠٠ سنة غنا) بسبب استخدام التوزيع الموسيقى طبقة منخفضة هى أقرب للطبقة النسائية، لا تناسب ولا تتوافق وطبيعة مساحة صوت الحلو!! . . إحياء التراث الغنائى وإعادة تقديمه بتوزيعات حديثة متطورة، ليست عبارة استهلاكية... لكن حساسية ووعى بحدود الإجتهاد والإضافة.