سلامة القلب واجتناب الذنوب أفضل الأعمال فى ليلة النصف من شعبان

د. بيومى إسماعيل
د. بيومى إسماعيل

حرص السلف الصالح على الأوقات التى يميزها الله سبحانه وتعالى بمزيد من فضل على غيرها من القربات من صلاة وصيام وذكر وقيام، وقد خص الله كل وقت منها بوظيفة من الوظائف التى تؤديها فى الشهور والأيام والساعات ومن هذه الليالى ليلة النصف من شعبان، التى كرم الله نبيه صلى الله عليه وسلم بتحويل القبلة لتقر عينه ويطيب خاطره، فكيف يغتنم المسلم هذه الليلة بالطاعات بعيدا عن البدع عن هذا يقول الدكتور بيومى إسماعيل من علماء الأزهر الشريف: من المنح التى يعطيها الله لنا فى شهر شعبان ليلة النصف من شعبان؛ قال عطاء بن يسار: ما من ليلة بعد ليلة القدر أفضل من ليلة النصف من شعبان؛ يتنزل الله تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا؛ فيغفر لعباده كلهم إلا لمشرك أو قاطع رحم وقال الإمام الشافعى: بلغنا أن الدعاء يستجاب فى خمس ليال: «ليلة الجمعة والعيدين وأول رجب والنصف من شعبان» ، ولقد ورد فى فضل النصف أحاديث تبين فضلها وما يكرم الله به عباده منها: ما رواه الطبرانى أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: «إذا كان ليلة النصف من شعبان اطلع الله إلى خلقه؛ فيغفر الله للمؤمنين ويملى للكافرين ويدع أهل الحقد بحقدهم حتى يدعوه» وهو حديث حسن يحتج به وفيه من المعانى الطيبة المباركة حيث وعد الله المؤمنين بالمغفرة وهى من أعظم النعم أن يغفر الله الذنوب ويستر العيوب لكنه شرط أن يكون القلب مليئا بالحب والخير وأن يترك الإنسان الحقد والغيرة والحسد حتى تناله تلك الرحمة المرجوة وفى الحديث: «خير المؤمنين صدوق اللسان مخموم القلب قالوا صدوق اللسان نعرفه فما مخموم القلب؟ قال صلى الله عليه وسلم هو الذى لا يحمل غلا ولا حقدا ولا حسدا لأحد»، فالله عز وجل يغفر للقلوب التى امتلأت بتوحيد الله ولا تنال الرحمة من يشرك بالله وذلك للحديث الذى رواه ابن ماجه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله ليطلع فى ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن »، وقد فسر الإمام الأوزاعى الشحناء فقال هى البغض لأصحاب رسول الله وقال بعض الصالحين: «أفضل الأعمال سلامة الصدور وسخاوة النفوس والنصيحة للأمة»..  ويضيف: قال ابن رجب فى لطائف المعارف: كان التابعون من أهل الشام يحيون هذه الليلة بالعبادة لما علموا فضلها وكيف لا؟ والله يطلع على خلقه فيغفر لهم، قال ابن تيمية: «وليلة النصف من شعبان فيها فضل وكان من السلف من يصلى فيها ولكن لا يشرع الاجتماع فيها»، ويشرع صيام النصف على أنه من الأيام البيض الثلاثة لأن الحديث الوارد فى صيام النصف حديث لا يحتج به ويحذر من أعمال لا تصح فى شعبان منها ما يسمى بالبراءة وكذا صلاة الألفية يقرأون فيها سورة الإخلاص ألف مرة لأن الأحاديث الواردة فيها لا تصح وكذلك الدعاء الذى يردده بعض الناس وهو: «إن كنت كتبتنى شقيا فاكتبنى سعيدا» قال العلماء لا يصح، و قال الإمام النووى: والصلاة المسماة بالرغائب وهى اثنتا عشرة ركعة تصلى فى أول جمعة من رجب وصلاة مائة ركعة فى النصف من شعبان وهى بدعتان منكرتان وقال ابن حجر الهيتمى: «هما بدعتان قبيحتان وحديثهما لا يصح». ويؤكد أن ليلة النصف من شعبان من أفضل الليالى بعد ليلة القدر فشمروا عن ساعة الجد ففيها يبدأ المسلم صفحة جديدة فى حياته مليئة بالحب والخير لكل الناس وهى دعوة للتصالح وترك التشاحن والتباغض ونشر التسامح بين الأقرباء والجيران والناس أجمعين.