ذكرى مولد عالم الفلك نيكولاس كوبرنيكوس

عالم الفلك " نيكولاس كوبرنيكوس "
عالم الفلك " نيكولاس كوبرنيكوس "

تحل اليوم الإثنين 19 فبراير 2024 ذكرى مولد عالم الفلك " نيكولاس كوبرنيكوس عام 1473 و الذي عاش في زمن كان يعتقد فيه الناس بأن " الأرض " توجد داخل كريستاله و أنها مركز الكون . 

بداية القصة تعود إلى زمن الإغريق حيث وضعت أسس العلم كما نعرفه اليوم في اليونان في الفترة بين 700 قبل الميلاد و 200 ميلادي ، فقد كان الإغريق مفكرين منطقيين وتجريبين ويعتبر تطويرهم للهندسة شيئا مدهشا كما  كانت مساهماتهم في علم الفلك كبيرة .

إلا أن النظرة النهائية للإغريق حول الكون تبلورت في كتاب " المجسطي " لبطليموس حيث قال  : (أن الأرض توجد في مركز الكون ويدور حولها في مدارات دائرية بالترتيب القمر وكوكبي عطارد والزهرة ثم الشمس و كواكب المريخ والمشتري وزحل ويلي ذلك الكرة الخارجية للنجوم.  

والحركات الفعلية للكواكب في قبة السماء لم تكن منتظمة تماما كما يجب أن تكون في مدارات دائرية ، مما جعل بطليموس يدخل حركات إضافية اتخذت شكل فلك التدوير  او دوائر بطليموس وذلك للتغلب على النشاز في منظومته، عموما هذه كانت نظرة الإغريق للكون. 

بعد بطليموس انحسرت الحضارة الإغريقية ولم يقدم الاغريق بعد ذلك شىء يذكر فغرقت في العصور المظلمة وتوقفت حركة العلم تقريبا في أوروبا ، ولم يجرؤ أحد على تحدي الصورة الكونية لارسطو وبطليموس كما تناسى الناس كروية الأرض ، وفي نفس هذه الفترة كان هناك عصور حضارة و ازدهار عربية وإسلامية ( العصور الذهبية) واهتمام جدي من العرب بالمشاهدات الفلكية وكثير من النجوم التي نعرفها اليوم تسميتها عربية الأصل .

فجأة وبعد قرون طويلة من السبات العميق استيقظت أوروبا على إهتمام متجدد بعلم الفلك وكان ذلك في القرن الخامس عشر بداية الثورة في الوعي الانساني.

فقد شهدت سنه 1473 مولد رجل سيزلزل نظرة الإنسان الأساسية إلى الكون - نيوكولاس كوبرنيكوس - فقد قام بدراسة حركات الكواكب وتوصل إلى استنتاج بأن   منظومة بطليموس المكونه من الدوائر وفلك التدوير لا تستطيع أن تفسر الحركات المشاهدة في حال اعتبار الأرض مركز الكون. 

قرر في النهاية أن الشمس هي التي يجب أن تكون في مركز الكون وان كل الكواكب بما فيها الأرض تدور حول الشمس ، ويبدو هذا المفهوم واضحا اليوم ولكنه كان آنذاك مزلزلا خاصة وانه يتناقض مع عقيدة الكنيسة التي تقضي بأن الأرض هي أهم الأجسام السماوية على الإطلاق، لذلك وتحسبا لنتائج وخيمة لم ينشر كوبرنيكوس نظريته إلا سنه 1543 سنه وفاته وذلك في كتاب مشهور الى اليوم بعنوان " في دورات الكرات السماوية " ، لم يكن " كوبرنيكوس " الشخص الأول الذي يقتنع بأن الشمس مركز الكون، فقد تكلم عن ذلك اوائل الفلاسفه الأغريق أيضا.