صدى الصوت

«كنز» العرب من القاهرة

عمرو الديب
عمرو الديب

شاهد هو دائمًا على البصمات الباقية، والإشراقات الطموحة فى أفق الثقافة العربية،  كما ذكرت فى تقديمى للموضوع الذى كتبته ونشرته الأسبوع الماضى فى صدارة هذه الصفحة تحت عنوان «قطرات المعرفة المركزة على نافذة مكتبة الإسكندرية..

«الكتيبات الأنيقة التى جذبت رواد معرض الكتاب» مشيرًا إلى أن الحدث الكبير يشهد فى كل دورة تدشين بصمة غائرة، أو طرح فارق فى عوالم الفكر الشاسعة، وأكوان الإبداع الساحرة حيث اكتسب معرض القاهرة الدولى للكتاب مكانة مرموقة كمنصة لإطلاق العلامات اللافتة، وقد سارت دورة هذا العام على ذلك النهج،  حيث جاءت شاهدة على تدشين عدد من العلامات البارزة فى الأفق الثقافى العربى مثل ظهور المجلد السادس عشر من «المعجم الكبير» الذى صدر قبل فترة وجيزة من انطلاق الدورة الخامسة والخمسين للمعرض ليسطع فى حدث القاهرة الثقافى المدوى،  وليكون النجمة التى تضئ جناح مجمع اللغة العربية فى المعرض، وتكمن أهمية هذا الحدث فى أنه محطة متقدمة على طريق تحقيق الحلم الطموح الذى طال انتظاره، والوصول إلى الغاية التى لطالما تلهف رواد الفكر والأدب لتحقيقها وفى مقدمتهم عميد الأدب العربى د.طه حسين الذى وضع اللبنات الأولى لذلك المشروع الشاهق، وهو إصدار معجم كبير واف للسان العربى وفق أحدث المناهج العلمية والمنجزات العصرية ليكون ديوانًا شاملًا للغة الأجمل على الإطلاق، وكنزاً ثميناً لمفردات لسان العرب المجيد، وقد نجح مجمع القاهرة العريق فى إصدار الجزء الأول منذ أكثر من نصف قرن، ثم تعثرت الخطوات، حتى إذا جاء عصر الحواسيب الآلية، والتقنيات الحديثة تنفس القائمون على مشروع المعجم الصعداء ووظفوا هذه الإمكانات الهائلة فى خدمة المشروع لينطلق قطار الحلم بسرعة ملحوظة يعوض ما فاته حتى يخرج علينا الناقد الكبير الراحل د.صلاح فضل رئيس مجمع الخالدين السابق ليهدى إلى الأوساط الثقافية العربية الجزء الخامس عشر واعدًا بمجاز سائر الأجزاء بوتيرة أسرع وهو ما تحقق بالفعل رغم رحيل ناقدنا الكبير فقد تسلم شعلة الإصرار على الإنجاز فريق مثابر قدم إلينا هذا العام الجزء السادس عشر متضمنًا كل مواد حرف الضاد.


وتبقى الدلالة الأعمق لذلك الحدث الذى حرص مجمع الخالدين بالقاهرة على إطلاقه عبر منصة معرض الكتاب وهو أن حلم العرب الطموح ستحققه مصر قريبًا بإذن الله رب الأكوان المنان.