حديث وشجون

ثقافة الشريط الواحد

إيمان راشد
إيمان راشد

منذ إجرائى لعملية القلب المفتوح تنتابنى من حين لآخر آلام تستمر معى لبضع ساعات أو أيام وفى الفترة الأخيرة ازدادت فتعايشت معها وأصبحت من روتين حياتى فأخلد للراحة وأتذكر أن إهمالى فى تناول الأدوية يزيد من تكرارها فأهرع إلى صندوق الدواء وأبدأ فى الالتزام كالطالب الذى يسعى لتحسين مجموعه.
والأسبوع الماضى وأثناء بحثى عن الدواء المهمل اكتشفت كم أدوية كثيرة لدى بعضها للقلب أو للبرد أو المعدة.. وفوجئت أن أغلبها قد انتهت صلاحيته رغم أن العلبه كاملة أو تنقص قليلا... وتساءلت لماذا فعلت ذلك بنفسى، فقد خسرت أموالا كثيرة فى شرائها ولم تقتصر الخسارة على مالى بل إنها تعدت إلى ضرر مريض آخر، فقد اشتريت علبة كاملة من أدوية بحثت عنها كثيرا حتى وجدتها فى حين لم يجد شخص آخر شريط منها... واتصلت بجارى الدكتور صيدلى محمد نور وعرضت عليه بعض الأدوية فأوضح لى أن بعض الأدوية التى انتهت صلاحيتها ما زالت صالحة لمدة ٦ أشهر بعد التاريخ المدون على العبوة والآخر لا يصلح وأكد على ما قررته بأن على المريض شراء شريط واحد من أدوية الأمراض البسيطة وإذا احتاج يشترى مرة أخرى حتى لا نهدر مالنا بلا داع ولا نساعد فى حدوث أزمة مفتعلة لنقص بعض الأدوية.


وضحكت فى نفسى فلم يكتف المصريون وأنا أولهم فى حياتهم على تخزين المواد الغذائية بل امتدت إلى الأدوية ولا أعفى نفسى من الذنب والمسئولية رغم أننى لا أجد أدويتى بسهولة.


فى النهاية أنصحك ونفسى، أفحص كل ما لديك من أدوية وخذ ما تحتاجه منها وتبرع بالباقى لصيدلية بها نظام صرف أدوية مجانية للمرضى المحتاجين. وإذا كان لديك أدوية تستعملها مدون عليها انتهاء الصلاحية اعرضها على الصيدلى، فبعض الأدوية تكون مازالت صالحة ولكن لا تفعل ذلك من نفسك فنحن لسنا صيادلة.


اللهم أصلح حالنا دون أن تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين ودبر شئوننا فنحن لا نحسن التدبير ويسر أمورنا وبارك لنا فى صحتنا وأعمارنا واكفنى وإياكم شر كل داء وبلاء واشفنا واشف كل مريض يتألم إنك أنت الكريم الرحمن الرحيم جل جلالك.