بدون روتوش

فيصل مصطفى يكتب: السياحة .. قاطرة التنمية

فيصل مصطفى
فيصل مصطفى

في خبر سار ، أعلنته وزارة السياحة  ، وهو أن عدد السياح الذين جاءوا لمصر في عام  2023  ، بلغ  15 مليون سائحا ، ومن المتوقع أن يصل عددهم خلال عام 2024 نحو 18 مليون سائحا ، وهو رقم قياسي تاريخي شهدته مصر منذ أن عرفت  فكرة السياحة من بعد منتصف القرن الماضي .

فهذا الرقم الكبير ، يُعد خطوة هائلة في مشوار الوصول إلى الرقم الاستراتيجي المعلن منذ سنوات ، والذي تسعى إليه مصر حسيسا ، وهو الوصول إلى الرقم ال30 مليون سائح في العام الواحد ، وهو هدف استراتيجي ، يؤكد أننا نسير في الطريق الصحيح تجاه تحقيقه أو إنجازه ، والذي يمكن معه القول ، بأن السياحة بالفعل ، تكون قاطرة التنمية ، لأن رقم ال30 مليون سائح ، يعني توفير العملات الأجنبية الصعبة واللازمة والضرورية لدعم الإقتصاد القومي . 

وأعتبر أن رقم ال15 مليون سائحا لم يأت  صدفة أو اعتباطا ، وإنما جاء و تحقق بالفعل نتيجة جهود مخلصة وخطط موضوعة ، تم  تحقيق المستهدف منها بنسب عالية قد لا تقل عن 90% ، ونتيجةْ أيضا تراكم هائل للخبرات  والإمكانات اللازمة لنهضة وتنشيط صناعة السياحة لأنها صناعة ، قبل أن تكون أي شيء آخر ، صناعة بكل ما تحمله الكلمة من معنى ، وربما تعد فى بعض البلدان ، وهذا ليس عجبا ، بمثابة صناعة ثقيلة ، استنادا إلى أنها تقدم عائدا ماليا يتجاوز العائد في العديد من الصناعات المختلفة ، 

وأيضا يجب أن نشير إلى أن رقم ال15 مليون تحقق بعد سنوات عجاف شهدتها صناعة السياحة في مصر ، بدأت عقب أحداث 2011 ، واستمرت وتواصلت مع الأحداث الساخنة التي شهدتها مصر من ضغوطات  ومؤامرات وإسقاط طائرات ركاب مدنية تحمل السياح هنا وهناك .

كل هذه الأمور تعرضت لها مصر في حرب شرسة خفية ، كانت تستهدف  ضرب صناعة السياحة وحرمانها من مكاسبها الضخمة والهائلة .

لكن مع مناخ الاستقرار ، الذي ساد البلاد منذ ثورة 30 يونية 2013  ومع عودة الروح مرة أخرى لهذا القطاع الحيوي الهام ، والذي يعمل فيه نحو 3 مليون عاملا ، فإنه استطاع أن ينهض نهضة هائلة ، قد تكون في قيمتها وأهميتها وعمق ما تم فيها ، مماثلة أو مشابهة لعملية عبور قناة السويس عام 1973 .

تمت عملية عبور جديدة استهدفت عودة الحياة إلى قطاع السياحة ،  ودفع الدماء الحارة في أو صال هذا القطاع ، حتى استطاع أن يتقدم ويحقق إنجازات غير مسبوقة ، ووصل إلى رقم ال15 مليون سائح ، برغم أن هناك طاقات وقدرات سياحية عديدة وكثيرة لم تُستغل بعد ، ولم تُستثمر حتى الآن ، مما يشكل إضافة هائلة لقطاع السياحة ودوره الاستراتيجي في دعم الإقتصاد ، بل وفي دعم السياسة العامة للدولة ككل ،  

ومن هذه الطاقات على سبيل المثال  عدم الافتتاح الرسمي للمتحف المصري الكبير حتى الآن ، حيث أن افتتاحه سوف يعطي دفعة هائلة ، وإضافة قوية لهذا القطاع ، وأيضا أمور أخرى كثيرة ما زالت ربما في طي الكتمان ، وربما يُعلن عنها تباعا في توقيتات متقاربة أو مستقبلية حسب خطط علمية تُوضع وتُنفذ بدقة تحت إشراف خيرة علمائنا وخبرائنا في المجال السياحي ممن يتمتعون بالحكمة والقدرة على إدارة الأمور في عالم تنافسي شديد وشرس ، حيث نتنافس مع العديد من الدول العملاقة في هذا القطاع الحيوي ، والتى تعتبر أن كل صعود ونهضة وتقدم لمصر في المجال السياحي ، هو انتقاص من كفاءتها ، ومن إيرادتها ، ومن تربعها على عرش السياحة العالمي ،  خاصة وأن رقم ال30,000,000 قد يجعلنا ندخل لكي نكون في مصاف واحدة من أهم وأكبر 3  أو 4  دول سياحية في العالم كله ، أي أننا ندخل بقوة في عالم الكبار.

عموما تهانينا للكوادر والقيادات والجنود المجهولين الذين يعملون في هذا المجال الحيوي الوطني الهام ، والذين يعملون ليلا ونهارا ، ربما وسط ظروف صعبة وبإمكانيات أقل كثيرا من إمكانيات الدول الأخرى ، ولكنه الجندي المصري المجهول الذي يظهر معدنه الأصيل دائما عند الشدائد ، فألف تحية لرجال قطاع السياحة ، وألف تحية لهؤلاء الأبطال الذين أوصلونا إلى رقم ال15 مليون سائح ، وننتظر منهم الكثير ، وهم قادرون على ذلك ، وأهلا لها، 
وأهلا بالسياحة والسياح دائما لمصر المستقرة الآمنة .
[email protected]