صدى الصوت

علامات معرض الكتاب

عمرو الديب
عمرو الديب

أفق مرموق مشهود ترنو إليه العيون، وتتطلع اليه الأعناق بحثاً عن وصالٍ مع المعشوقة، أو لفتة سخية من الخلابة المتمنعة المشتهاة، والآلاف من المولعين بالعالم الساحر المذهل يرمقون ذلك الأفق ، ويتفرسون فى شرفاته العالية، علهم يصافحون وجه محبوب، أو يلمحون قسمات معشوقٍ يطلبون الوصال ، ويبذلون من أجله النفيس لديهم والثمين ، كى يظفروا بلقاء، ويتشرفوا بالصحبة التى وصفها أمير شعراء العربية فى شتى عصورها  «أبو الطيب المتنبى» حين أكد موقناً أن خير جليسٍ فى الزمان كتاب، وفى أفق معرضه الممتد الذى يطبع أيامنا بألوان فاتنة، ويبث فى أوصال حياتنا دفئاً يناقض الصقيع الذى يغلف هذه الآونة فى كل عامٍ ، يسعد العشاق باللقاء الحميم الذى ينسج حالة ممتعة بالغة الحيوية والتفرد، وفى طريق رحلة البحث عن كتاب، وأثناء الجولات، والصولات، والمحطات تلتقى بمحض الصدفة بوجوه جديدة، وعلاماتٍ باهرة لم تكن فى حسبانك، ولكن تجدها أمامك ببهائها ورونقها وجاذبيتها وسحرها كعلاماتٍ خلابة فى صرح المعرفة  المذهل.. موسوعة شاملة تأخذك إلى أعماق الاكتشافات الشيقة، أو ديوان شعر لصوتٍ مغرد يحملك على أجنحة الخيال إلى عوالمٍ سحرية، وقد يكون اللافت الذى التقيت به مصادفة معجماً مستوعباً يصحبك إلى أسرار قلاع اللغة الحسناء الحصينة، أو قاموساً يسلحك بمعرفة دقيقة لمصطلحات علم ما،  وقد يتمثل ذلك اللافت فى رواية عربية، أو مُترجمة تحملك إلى دنيا أخرى، وربما إلى عصورٍ موغلة فى القدم، أو إلى أيام انقضت منذ عهودٍ، ودائماً ما يحرص الناشرون البارزون من مختلف أنحاء عالمنا العربى على  إطلاق مايعتزون به من عناوين بذلوا فى إخراجها إلى النور الجهود المضنية مثلما حدث فى دورة معرض القاهرة الدولى للكتاب الخامسة والخمسين التى اخُتتمت فعالياتها منذ أيام، ومن هذه العلامات: المجلد السادس عشر من المعجم الكبير الصادر عن مجمع اللغة العربية بالقاهرة وهو يضم مواد حرف الضاد وهو استكمال لمشروع طموحٍ كبير لإصدار معجم مفصل ووافٍ للغتنا العريقة، موسوعة القرآن الكريم الصادرة عن المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ووزارة الأوقاف،  وأسعدنى ظهور جزءٍ جديد من الترجمة العربية للعهد القديم طبقاً للترجمة السبعينية عبر المشروع الطموح الذى تتبناه مدرسة الإسكندرية التابعة للكنيسة الأرثوذكسية المصرية العريقة.